20/11/2016
ستيڤن في غرفة العناية المركزة منذ يومان ولم يفتح عينيه بعد، كل هذا بسببي، ما كان ينبغي علي أن أستمع لحديثه،
أرجوك يا ستيڤن إستيقظ أنا أموت هنا، يجب أن يكون هذا حلماً، بل كابوساً، هو لن يتركني كل هذا الوقت بهذه السهولة، أنا فقط من كنت قاسية وتركته أربع أشهرٍ بمفرده يعاني بدون أن ألاحظ هذا، أنا سيئةٌ ولا أستحق أن أكون صديقة،
وجوده بجواري وهو مريض ليس أسوأ مما هو عليه الآن، كان بجواري أرى إن كان بخيرٍ أم لا، لكن هكذا سأموت خوفاً وندماً،
أرجوك يا ستيڤن أرجوك
كنت أبكي بشدةٍ أمام غرفته فرأيت الطبيب يخرج منها ويتوجه نحوي_هل أنتي روزان؟
_نعم هذه أنا
_لقد فتح عينيه للتو وأصبح ينادي إسمكي
_حقاً، هل هو بخير، هل يمكننا العودة للمنزل
_زم الطبيب شفتيه وهز رأسه بأسفٍ قائلاً: أنا آسفٌ حقاً لكن حالته تزداد سوءاً ولا يمكن السيطرة عليها، نحن نتوقع حدوث أي شئٍ في أي وقت
_ماذا تقصد بكل هذا؟!
_سيأتي الوقت حاملاً معه جميع الأجوبة
تركني الطبيب وذهب، هل سأفقده؟ كيف؟ هذا لا يمكن أن يحدث، ستيڤن لن يفعل هذا بي فهو يعلم كم أخاف الحياة بدونه، لن يتركني، لن يحدث!
فتحت باب الغرفة ودلفت للداخل بخطوات متثاقلة، كان نائماً على الفراش تحاوطه الأجهزة من كل مكان،
بدا لي نحيفاً وشاحباً لأقصى درجة، يغطي اللون الأزرق ذراعه التي طالما سرى فيها العلاج الكيميائي، هل هذا ستيڤن حقاً أم أنكم وضعتم مكانه جثةً لعجوزٍ في التسعين من عمره، لقد كان قوياً، لما يبدو لي أنني لو قمت بلمسه سيتهشم بين أصابعي، كنت أراه كل يومٍ لكنني لن أكن أتخيل أن هذا هو حاله، الزي الخاص بالمرضى هذا يظهر كل ضعفه ومجرى سير الألم داخل جسده، من هذا بحق؟!_روزان...
جلست بجواره أرضاً وأمسكت بيده وقبلتها لكنني فشلت في إمساك دموعي التي إستقرت على كف يده، دموعي التب لم تجف لمدة يومان
_إشتقت لكي
_أنا هنا يا عزيزي، بجوارك
_سأموت؟
_لا لن تموت، لقد وعدتك أن تكون بخير وأنا لازلت عند وعدي، أتعلم...لقد قرأت الورقتان اللتان كانا بجوار صورنا، ستيڤن أقسم أنني أحببتك منذ وقتٍ طويل، والآن ستصبح بخير لنعود هذه المرة ولكن حبيبان، كما قال فتى التذاكر، أتذكر؟
نظر لعيناي طويلاً وشقت دموعه مجراها لتسقط على وسادته، إبتسم لي وشد قبضته على يدي، أكاد أشعر بإرتجاف أصابعه وبرودتها
_لا أحبكي بل أتيم بكي عشقاً... يا شهابي
إبتسمت له في وسط بكائي وأنا أتألم عيناه الزرقاء المتعبة لأردف:
_أحبك يا ملاكي!
_هل تعلمين ما يؤلمني أكثر من كل هذا؟
_ماذا؟
_أنني لن أقدر على إحتضانكي لأخر مرة، سامحيني..
_قلت لك لا تقـ...
قاطع كلماتي صوت صفيرٍ حادٍ إخترق روحي، رأيت خطاً مستقيماً لا ينهض، عدت بأنظاري لستيڤن لأجده قد أطبق جفنيه للأبد، إرتخت قبضة يده،
أصبحت أهزه بقوةٍ وأنا إسمه لعله يستجيب لي لكن لا فائدة
رأيت الأطباء يندفعون للداخل ويحاولون إخراجي، لم أكن أفهم ما يدور حولي، لا أقدر على إستيعاب هذا بسهولة_لقد كان معي، كنت ممسكةً بيده وكان يحادثي، إعترف لي بحبه، ماذا تفعلون إنه بخير، أتركوني يريدني أن أحتضنه، لم أفعل بعد، إبتعدوا عني، ستيييڤن!!!
أنت تقرأ
Tᕼᗴ ᗰᗴᗰO//المذكرة
Short Storyكنت أدون يومياتي بإبتسامةٍ في هذا الدفتر لكني لا أعلم ماذا حدث بعدها، تلك الإبتسامة بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أصرخ باكيةً أمام كلماتي،كيف يمكن لتلك الأيام أن تكون نقيض ما مررت به بجواره، هو سبب ذلك البكاء لكنه ليس عدواً ولا حبيباً، هو صديقٌ...