" الثانِي عَشر مِن فِبراير ..
يومين صحبة قيثارتها وبسمتها الطفولية، كنتُ أكبَحُ نفسي طوال الساعات التي قضتها بهَذين اليومين عن الذهاب وتعليمها ..
أعددتُ قهوتها ونقشتُ ..
'أوتارٌ حساسَة؛ لنُرخِي أناملنا قليلًا ..'
وضعتُها على المنضدة وذهبت ..
بالمُناسبة، بِتُ أنتقي مُوسيقى القيثارة لأفتحها حين تترك تدريبها؛ مِن بابِ التشجيع رُبما ؟
ورُبما هي لاحظت؛ فابتسامتها تتسع فور فعلِي هذا.
كانَت كَقمرٍ مُنطَفِئ وقَد حان مُنتَصَفُ الشَهر!
بالفترة الصباحية لا يتواجد الكثير؛ فكان مِن السهل مراقبتها ..
مرّ الكثير وقد عقدت حاحبيها للكثير مِن الوقت مِما جعلني آخُذ كوبًا مِن الماء وأضعهُ أمامها ..
نظرتُ لإصبعها على الوتر، كانت تضعهُ بطريقة خاطِئة مِن الأساس ..
«أرخِي معصمك، وضعِي سبابتكِ على أولِ وترٍ مِن الأسفل ..»
نقلت نظرها إليّ بنظراتٍ مُستغربة رُبما ..؟
لكنها فعلت بالنهاية ما أخبرتها بِه ..«أحسنتِ.»
كانت مني حين فعلتُه بطريقةٍ صحيحة، كانت تحاوِل عزف إحدى أغنياتي المُفضلة .. لم تستطع أن تكمل بسبب أنها لم تستَطع الإتيان بهذه النقطة بطريقة صحيحة، لذا بدأت مِن جديد لترتسم بسمة لم أشعر بها على ثغري بينما تعزِفُ هي، ليست مُبتدئة، يبدو أنها تعلَمُ الكثير، وهذا جيد ..
«تعزِف؟»
همهتُ لأقول بهدوء
«إذا احتجتِ شيئًا يُمكنني مُساعدتك، فقط أخبريني.»
ما كُل هذه الجملة!! أليست طويلة بعضَ الشيء، يونغي ؟
عُدتُ لعملي حين دلفَ شخصٌ آخر، وهي تابعت وابتسامتها مرتسمة ..
سعيدٌ لسعادتها ..
لحظة .. ماذا؟!
حقًا يونغي؟
لِمَ بِتّ غريبًا هكذا؟!"
تركتُ قلمي ودفتري على المنضدة وبقيتُ بالشُرفة أُشاهِدُ نجومَ السماءِ يتوسطهم بدرٌ مُنير، ليلةٌ قمراءٌ جميلة .. ونسيمٌ بارِدٌ لطيف ..
أنت تقرأ
الطَاوِلة الخامِسةَ عَشر
Short Storyمحاطٌ بجميع أنواعِ القهوة، لكِنّ قهوتَيك كَانتا ذاتا وقعٍ حادٍ على خافقي. S : 19/2/22 E : 26/2/22