3

183 41 11
                                    


" الخامِس مِن فِبراير ..

ما زالَتْ تحضُر كلّ يوم .. يومٌ معها حاسوبها رُبما لأجلِ العمل؟ وآخرٌ معها دفترُ رسمها، كان مِن السهلِ معرفة أنها بالفعل تُعانِي لتنقش خطًّا على أوراقِه ..

ملمَحُ وجهِها التعِب يُفسر مُعاناتها .. كنت أحاول انتقاء ما يُعدّل مزاجها مِن الموسيقى ولو لوقتٍ قليل وكلماتِي لَم تترُك المُحاولة أيضًا ..

وبعكسِ ما أخطّ أفكاري هنا ملامِحي لَم تترُك الجمود ولو لِلحظة ..

كمُحيطٍ ساكِن بأعماقِه الكثير ولا يُرى سوى هدوءه!

يزدادُ نُكران أفكاري مِن قِبل ذاتِي، فما اعتادت نفسي الاهتمام بأحدٍ على هذا النَحو!

أنا حتى لا أستَطيع تفسير ما يحدُث .. لا يُهم بالواقِع، ليس عليّ إطالة التفكير بهذا حتى!

تابعتُ عملي محاوِلًا تجاهل القابِعة بزاوِية مِن زوايا المقهى مُحتضنة قلمها الأزرَق ..

لَم أعتَد أن يُطيل أحدٌ المكوث هنا كما تفعل، لكن لا يُهم، لا يُشكِلُ فارِقًا فهناك الكثير مِن الطاولات ..

يومٌ آخر يمر ببضع كلماتٍ هادِئة.

لَم يحدُث بَعد ما يستَحق إلقاء أفكاري خارِجَ عقلي! "

تركتُ قلمي ودفتري، فقد حان وقتُ إغلاق المقهى.

الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن