10

140 32 57
                                    

"الثامِن مِن مارِس ..

ساءت حالتي الصحيّة بالأيام الماضية؛ فلم أذهب للعمل، ما زلتُ مُعتبًا بالواقع ..

لكن .. لا يُمكنني التغيب أكثر مِن هذا.

نهضتُ من سريري مُبكرًا؛ فَلَم أنَم .. لم أستَطِع!

رأيتُ بالمرآةِ شخصًا ذا عينانِ مُنطفئتان، جفونٌ مُثقلة، وجهٌ شاحِبٌ وشفتانِ فقدتا لونها ..

فقط، أنا لم أتناول شيئًا بالأيام الفائتة، ما كُل هذا!!

ارتديتُ سترتي السوداء وبنطالي الأسودَ أيضًا، مُحاكيًا أسفل عيناي رُبما ..

كنت أشعُر بالتعبِ بسائِر جسدي، لكني حاولتُ استجماع طاقتي المُتلاشية لأنقِل قدمِي فِي خطواطٍ بطيئة مُتلاحقة ..

كان المقهى مفتوحًا بالفعل، دلفتُ لأُشير لأحدِ زُملائي حين سألني عن حالي أنّي بخير، ارتديتُ مِئذري وبدأتُ بالعمل، هدوءٌ لم أعتدهُ هنا .. داخِلي!

كُلّ شيءٍ بات صامِتًا على غير العادة ..

لَم يكُن من المفترض بِي الحضور؟

رنّانة المقهى عَلا صوتُها لألتَفِت فإذا بِها هِي .. ابتَسمَ داخِلي ولم أستَطِع حتى رسمها على محياي!

ابتسمَت حينَ سكنت مُقلتيها خاصتي لتذهب لطاولتها ..

انهيتُ ما بيدي لأذهب بأكثر الخطواطِ ثباتًا لدى نفسٍ هزيلة ..

«كيفَ حالك؟ لَم أركَ بالأيامِ الفائتة ..»

بدأت هي الحديث على غيرِ العادة لأُجيب بأكثَرِ الأصواتِ هدوءً أني بخير ..

«لا تبدو كذلك؟»

«بخير، لا تقلقي.
أُحضِر قهوتكِ الآن أم تنتظرين أحدهم؟»

«سيتأخر قليلًا اليوم، لذا يُمكنني أخذها الآن وأُخرى معه.»

لِمَ لا يتأخر للأبد؟ أواجِبٌ حضوره؟

«حسنًا آنستِي، شيءٌ آخر؟»

«لا .. لا تبدو بخير؟»

ابتسامةٌ هزيلة زيّنَت ثغري لأقول بهمس ..

«سأُحضِّرُ قهوتكِ سريعًا.»

ذهبتُ قبلَ أن تقولَ شيئًا  آخر، فلا طاقةَ للحديثِ حتى!

أعددتُها كما تُحب لأمسِكَ بعدها القلمَ بيدٍ مُرتعِشة ..

الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن