8

144 37 38
                                    

" السادِس والعِشرون مِن فِبراير ..

ذهبتُ وكلّي يرجو حضورها اليوم .. مر الكثير حتى ظننتُها لن تحضُر اليوم أيضًا!

لكنها أتت بالنهاية ...

ابتَسمَت لأبتَسِم لها باتّساع، ذهبت لطاولتها دونَ حديث ..

حسنًا .. لم تكُن تصحبُ شيئًا أيضًا، توجهتُ لها بهدوء عكس دقاتي مُبتسمًا لأقول ..

«صباحُ الخير آنستني، افتقدتكِ طاولتكِ!»

ابتَسمت وقالت ..

«وكذلك فعلت ..»

«بخير ..؟»

«نعم، بأفضلِ حال ..»

ما بالي أُحاول بدء نقاشٍ رغم كونها .. تجيبُ باقتضاب، وإن كانت بسمتها مُتسعة!

«قهوة مُثلجة؟»

«ليس الآن، سأنتَظِرُ شخصًا أولًا ...»

«حسنًا، عن إذنكِ.»

ذهبتُ ولا زلتُ حقًا لا أفهَمُ ما حدث!

ما بالُها؟!

كُنت أُعِد أحد الطَلباتِ حينَ عَلا صوتُ رنّانةِ المقهى مُعلِنةً قدوم آخر ..

كانَ شابًا طويلَ القامَة، ملابسهُ السوداء كانت أنيقة بعضَ الشيء ..

مُقلتاه تجُول المقهى بحثًا عن شيءٍ رُبما ..؟

أشارَت لَهُ لأرفَع حاجِبَي مُستغرِبًا، حسنًا .. أنا لم أتوقع شيئًا، لم أُفكر حتى .. لكن، مَن عساهُ يكون؟

نتوقع الأسوأ؟ أم ليس علينا توقع شيء ولنرَى ما سيحدث؟

احتَضن كفها بكفِه وجلسَ أمامها مُبتسمًا يتبادلانِ الحديث الذي لم يصل لمسامِعي ..

تقدمتُ بعد القليل، رمقتُه بنظراتٍ غريبة عن يونغي الحالِيّ، لكنها المُعتادة لدى يونغي مع سواها ..

«طلَبُكما ..؟»

قُلتها ومقلتاي قد سكنت خاصتها مع ابتسامة طفيفة لتبتسِم بالمُقابل قائلة

«مُعتادي ..»

«وأنت؟»

قُلتها بكل ما أحمِلُ مِن جِديّة

«قهوةٌ ساخِنة، أُفضلها مُحلّاة.»

«شيءٌ آخر؟»

كانت لَها لتبتَسِم مُحرِكة رأسها نفيًا ..

أعددتُ ما طلبا لأُفكر كثيرًا بما عليّ نقشه على الأكواب ..

لكن انتهي الأمر بترك قلمي وأخذهما دون نفشِ شيء ..

باتت رأسي فارِغة فجأة!

وضعتُ كوبيهِما على الطاوِلة وابتسمتُ لها قائِلًا ..

«طابَ يومُكِ آنستِي.»

ابتسمت لأذهب، قلّ الهواء بالمقهى فجأة أم يُهيَأُ لِي؟

بقيَ للكثير مِن الوقت صُحبتها وبعدها ذهبَ كلاهُما، ودعتني ببسمة وإيمائة صغيرة ..

ليس مِن شيءٍ لهذا الضيق، صحيح ؟

لا يُهم، سيكون كُل شيءٍ على ما يُرام .."

تركتُ قلمِي مُتمتِمًا بـ «آمُل.»
واستلقيتُ متابِعًا محاولاتي الفاشِلة بالنوم ..

الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن