6

183 43 28
                                    

" التاسِع عَشر مِن فِبراير ..

توالت أيامٌ ومازلت تأتي بقيثارتها، باتت بسمتها ترتَسِم عكسَ ذي قبل ..

تدلف فتبتَسِم لي وتذهب لطاولتها .. شيءٌ غريبٌ يحدُث داخِلي حينَ أراها لا أعلم ماهيته، كوني ألينُ معها عكسَ الجميع، أبتَسِم مقابلًا بسمتها، وأستعمِلُ جُملًا أطول عَن المعتاد بحديثي القليل معها ..

ليسَ شيئًا اعتدته، لكنه شيءٌ لطيف!

ذهبتُ بالصباح الباكِر كما اعتدت، راسِمًا طيفَ بسمةٍ لَم أعتدها ..

تأخرَت اليوم قليلًا، لكنها أتت بالنهاية ..

فستانٌ أزرَقٌ قصير، وقد صبغَت خصلاتٍ مِن شعرها بالأزرَق ..
تضع القليل مِن مساحيق التجميل وترتدي معطفًا صغيرًا بدرجةٍ أخفّ من خاصة الفستان ..
شعرُها بِه مِشبَكٌ بلونِ المعطف، كانت جميلة!

تبدو مُختلفة للغاية، لكنها حقًا جميلة!!

ابتسمت وذهبَت لطاولتها، طلبها المُعتاد الذي لم تطلب غيرهُ مُنذ جاءت، هي حتى لم تسأل عن باقِي ما نُقدم!
لكن معها كل الحق؛ فأنا أحبُ المُثلجة بهذه الطريقة أيضًا ..

حضّرتُ اثنتين، ورسمتُ بسمةً طفيفة بينما أقول بهدوء ..

«لنتشارك قهوتنا اليوم بينما تعزفين قليلًا .. على حِسابِي.»

ترددتُ كثيرًا قبل فعلِ هذا، وتأخرتُ أيامًا حتى امتلكتُ مِن الجُرأة ما استطعتُ بِه فعلها!

اتسعت ابتسامتها وتناولت كوبَ قهوتها قائلة

«سلِمت .. ماذا تُريدُ أن تسمع؟»

«ما تُريدين.»

كانَ يونغي اللين جليًّا أكثر مِن أشعة الشمسِ وقتَ زوالِها!
ما زال شخصِي الجامِدُ يُنكِر فعلي لكنّي لَم أعُد أُعِرهُ أيّ اهتمام!

«حسنًا، هناكَ أُغنيّة جديدة تدربتُ عليها مساءً، أم أعزِفُ ما أُتقن؟»

«الأولى.»

ارتَشفت مِن قهوتها، احتضنت القيثارة بهدوء ورسمت بسمةً زرقاء .. رُبما باتَ وصفًا جيدًا فكل جميلٍ يتمثلُ بها وهي تتعلَقُ بِكُلّ أزرق!
فباتَ وكأنهُ بدلًا عَن حُروفِ 'جميل'.

ثبتت أنامِلها على أوتارِه وبدأت .. أعلمُ هذه الأغنية، يبدو أن أذواقنا مُتشابِهة، لطيف.

توقَفَت عاقدة حاحبيها وبدأت مِن جديد ..
توقَفَت بذات المقطع ليبدو التاساؤل بملمَحِ وجهِي ...

الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن