4

187 46 35
                                    

"العاشِر مِن فِبراير ..

حضرَت بأول الدقائِق كعادتها .. لكنها كانت تصحبُ شيئًا غيرَ مُعتاد!

كانت تحمِلُ حقيبة قيثارة على كتفها، وعلى شفتيها طيفُ بسمة ..

نبرةٌ دافِئة قليلًا عن المُعتاد مصاحبة لأثرِ بسمتها ..

«قهوةٌ مُثلّجة وكعكةٌ صغيرة، إذا سمحت ..»

أومأتُ مع طيف ابتسامة دون إرادتي لتذهب لزاوية المقهى كما اعتادت ..

حضرتُ ما تُريد ونقشتُ كلماتٍ قليلة

'لنصنَع ما يُسعدنا .. لن ننتظر صدفةً جميلة تجعل يومنا سعيدًا، لنُضِف تفاصيلًا صغيرة ترسُم بسمةً دافِئة.'

وضعتُ أمامها ما طلبت لتبتَسِم لأولِ مرة مُنذ رأيتها، ابتسامتها كانت جميلة، هادِئة، ورقيقة للغاية!

شكرتني وكِدتُ أذهب حين أوقفتني مُشيرة بأنامِلها قائلة بهدوء ..

«إذا سمحت ..!»

نظرتُ لها وهمهمتُ ليظهر توترها .. أعلم ما تُريد لكن لن أجيب، لتسأل أولًا!

«شيءٌ آخر آنستي ؟»

كانت مني حين تأخرت بالحديث لتتحمحَم وتقول بعدَ ثوانٍ ..

«لا .. لا شيء، آسفة.»

نظرتُ حولي وعُدتُ بنظري لقيثارتها قائِلًا ..

«المقهى فارِغٌ تقريبًا وأنا ليس لدي مُشكلة، طاب يومكِ.»

اتسعت بسمتها لكنها أوقفتني مُجددًا بقولها

«ما زلتُ أتعلم ..»

«لا مُشكلة.»

ذهبتُ قبل أن تنطق بشيءٍ آخر، تبدو غريبة للغاية وهي سعيدة .. غريبة على نحوٍ جيد، تبدو لطيفة للغاية!!

جلستُ بعيدًا عنها، أُشاهدها وعلى ثغري تقبع بسمة هادِئة لَم أعتدها ..

بدأتَ تلين مين يونغي!!

مرّ اليوم وقد كُنت أشاهد فقط مِن على بُعد، أضحك حين تُفلِتُ إصبعها مِن على أحد أوتارِه عن غيرِ قصدٍ فينعقدُ جبينها وتحاول مُجددًا ..

كانت .. كانت طِفلة لطيفة!"

تركتُ دفتري واستلقيتُ على سريري لأُغمِض عيناي وما زالت بسمتي مُرتسمة .. يومٌ جيد يستحقُ بسمتي.

الطَاوِلة الخامِسةَ عَشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن