جُبْران ١٣

64 2 2
                                    

ابتلعت ريقها في خوف و هي تنظر الي ملامح وجهه الواجم.. و قلق يزداد دخلها من هذا الوجه الجديد عليها كلياً
اتسعت عيناها في ريبه بينما تزدرد ريقها لمرات ببطئ، حتي تمكنت من الحديث مره اخري
" فهد انت كنت بتكلم مين رد عليا ؟!"
لم ليتفت لها و ظل يُدوّن بعض الكلمات علي هاتفه مراسلاً شخص ما لم تستطيع روئيه اسمه، و حين اقتربت منه اغلق
الهاتف سريعاً ليضعه في جيب بنطاله و هو يوليها ظهره،ثم مسح وجهه يحاول ان يستعيد هدوئه.
لم يطمئنها الوضع لتردف مره اخري بأصرار متسأله
"فهد كنت بتتكلم مع مين.. و مين اللي مش هيسيب بيته ؟! "
تنفس بحده محاول ان يبدو هادئ بعد ما سمعه .. هول الصدمه كان قوي علي استيعابه لكن عليه الا يضيع الوقت ابدا .. دون لفت الانظار انه قد علم بشئ
"مشكله في الشغل مافيش حاجه" نبس بجمود و مازال لا ينظر اليها، يفرك وجهه بكفيه في حاله غريبه عليه و عليها ايضا
و هي ليست غبيه و لا بجاهله لطباع زوجها، ازداد الارتياب داخل قلبها لتتكلم و هي تتعمد النظر الي عينه مستشِفه منهم صدقه او عدمه بينما يغضب يتملكه هو محاولة بكل الطرق الا بتصتدم سوداويتاه بخضره عيناها
"فهد متكدبش عليا و قولي في ايه... انا عارفه انه مش مشكله في الشغل.. دي حاجه ليها علاقه بالقضيه صح ؟!"
ابتعد عنها يسحب منها  احد قمصانه التي كانت تحملهم ليرتديه في هرجله، و مازال الوجوم و الغضب مسيطر علي تفاصيل جسده، لحقت به في نيه بأن تعرف كل ما في الأمر
"فهد الشيخ جاسر قال انك مش هتتدخل في الموضوع دا.. فهد بُصلي و انا بكلمك " ارتفع صوتها في اصرار و سحبت ذراعه و هي تراه يبتعد عنها ينوي الخروج ليلتفت لها في غضب زاجرا ايها بنظرات تلقتها منه للمره الاولي، لا تلقتها مره سابقا ولا تحب ان تتذكر الامر و رغم ربكتها الا انها استأنفت حديثها في تهديد " لو مافهمتنيش في ايه يافهد انا هقول لعمي جاسر بتدور ورا القاضيه "
لم يكن يرغب بان يضغط عليه احدهم، خاصه هي، لم يكن يرغب ان تضغط عليه و هو بهذه الحاله من عدم التصديق و الصدمه، لم يُترجم عقله تهديدها الغبي انه قلق خالص، و قوه عشقها تجاهه و خوفها المميت عليه، لم يستوعب هذا كله ليقبض علي ذراعها بخشونه متحدث
"انا مش عايزك تتدخلي في اي حاجه ماتخصكيش.. و لو اي حاجه حصلت خرجت منك لابويا و لا لاي حد هزعلك مني يا هنا .. دا تاني تحذير ليكي ان ماحدش يعرف عنا حاجه المره الجايه تصرفي مش هيعجبك انا بقولك .. فاااهمه"
انهي حديثه متريس بتحذير ليترك ذراعها بعنف مماثل لعنف قبضته ثم ترك الغرفه فور رؤيه الدموع تتجمع في محاجرها
تصلبت هي مكانها لفتره و قد تكالبت مشاعرها عليها، بين خوفها من هذا الرجل الجديد عليها و الذي قد تلبس زوجها الهادئ، و حزنها الشديد منه و بين خوفها الجام عليه.. مسحت وجهها بكفيها و هي تشعر بالضياع الشديد، يديها مقيدتين ولا تستطيع فعل شئ، ولا تستطيع الوقوف صامته ايضا، لن تجازف بأن يبتعد عنها من جديد، و لن تجازف ايضا بغضبه عليها او منها، ان كان قد غضب الي هذا الحد ببعض كلمات مهدده منها.. ماذا سيفعل ان نفذت ما قالته!؟... كيف عليها التصرف الآن و هو بهذا الغضب ولا تعلم هي حتي تفاصيل مايدور 
وقفت امام النافذه لتراه يقف امام البحيره يحمل هاتفه متحدث به و هاله الغضب المحيطه به تكاد تحرقه
لا يجب عليهم البقاء هنا اكثر .. هي لا تضمن اي تصرف منه و هو بهذا الغضب لن تتركه يفعل ما يعيده للسجن مره اخري .. ستجمع امتعتهم و تطلب منه العوده في الحال، فخوفها الان اكبر من التعامل مع الموقف

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 17, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جُبْرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن