ثواني من الوقت مرت و كأنها دهر.. هي تقف امامه تنظر له بنظرات تمني أن يفهم معانيها، تمني أن يفهم ماهيه هذه اللمعه داخل لوزيتيّها، و هو ينظر لها برهبه امتزجت بشوق لم يكن مدرك انه عميق لهذه الدرجه بداخله..."ترف" نداها و كأنه يتأكد من وجودها، انها هي التي امامه حقا، هي التي حَلم برؤيتها لعامين و ارّقت لياليه ببُعدها..أغمضت عيناها للحظه ثم فتحتها و قد اصبحت خاليه تماما من أي شعور قد يقرأه "حضرتك تحب تشرب حاجه"
اقترب حاجبيه من بعضهم ليصنع حفره بينهم باستنكار لما تقول " ترف انتي بتعملي ايه هنا""تحب تشرب حاجه معينه و لا اجلبك menu"
اتتجاهله ام انها قد فقدت ذاكرتها الآن ..
نهض ليقف امامها بتوتر لاحظته في نظراته"ترف احنا لازم نتكلم... لو سمحتي" اقترب منها خطوه لتتحدث بضيق
"المكان مليان عمال و موظفين و زحمه زي ما حضرتك شايف..."
اهذا تهديد مبطن منها تمنعه به من الاقتراب
أكثر ام ماذا؟!
"ف لو حابب تطلب حاجه اتفضل و لو مش دلوقتي ممكن بعد شويه " أكملت حديثها بنبره عمليه و كأنها لم تعرفه حقا..
اللعنه ليس الوقت المناسب لتتجاهله، لا يجب ان تتجاهله في أكثر الاوقات التي يرغب في التحدث بها، ليس في أكثر الاوقات التي يريد أن يلتمس وجودها ..
حاول أن يقترب خطوه اخري لكنها منعته هذه المره بشكلا مباشر و بطريقه حاده "ياتتفضل تعمل order يا تتفضل تطلع بره"
"في حاجه يا ترف؟!" سألها حسام الذي لاحظ طول الحوار بينهم لتنفي له بهزه من رأسها ثم اعطته الدفتر الصغير "شوف الأستاذ يحب يطلب ايه "
اخبرته لكن حسام ظل ينظر لعينها يستشف منها شئ عما يحدث لتبادله بنظره معناها انه لا يوجد شئ و قد ازعجت عاصم نظراتهم و التي تدل علي قرب بينهم ...لم تضيف شئ آخر ... ابتعدت عنهم و قد تبعها بعينه إلي السُلم الذي اتجهت له بدون أن يقدر علي قول شئ، ود أن يسحبها خلفه يجبرها علي سماعه، يعانقها حتي تتهشم بين يديه، هذا كله ما املته عليه طباعه البربريه، لكن تنبيهها له أن المكان مليئ بالموظفين اوقفه عن فعل أي شئ احمق، فموقفه سئ علي كل حال، لا داعي من ان يزيد الأمر سوء
...ارسل نظره حاده لحسام و خرج متجه إلي الباب•••••••
وقفت خلف باب الشقه تتنفس بحده .. بدأت يداها بالارتجاف و دقات قلبها تطن داخل اذنيها... شعور سئ للغايه بأختناق يضيق بصدرها و قد اصبحت لا تتحمل ضيقها ابدا فلا هي تفصح عما تعاني ولا وجع داخلها يزول و يبدو أن التراكم قد اغلق شريينها بشكلا سئ ... حتي الدموع الحبيسه داخل عيناها تؤلمها بشكلا أكثر بكثير مما سبق.. اغلقت عيناها بقوه مجبره دموعها اللعينه التي مازالت تعرف طريقها اذا تعلق الأمر به ..
تلعنها و تلعن قلبها المُهان الذي ينبض بشده اذا جاء علي ذهنها ذلك الذي ابتُليت به... تنفست بعمق و ابتعلت ريقها محاوله استعاده قُواها لكن دون فائده .. حقا الان ادركت مدي صحه حديث والدها لها تذكرت كلماته حين اخبرها إلا تبالغ في الحب و لا تبالغ في الاهتمام أو الاشتياق فكل مُبالغه خلفها صفعه خذلان... لكنها لم تأخذ بالنصيحه... احبته بكل ما لديها من حب و اعطته كل ما لديها من اهتمام... زادت الدموع داخل محجرها لتتّابع بوابل لن ينتهي الأن... والدها العزيز كان لديه كل الحق ... فعمق الحب اليوم هو عمق الوجع غداً لذا كان يجب أن تحافظ علي ما بين اضلعها من الكسر... صرخ الصغير في الوقت الذي ظنت أنها فقدت به القدره علي الحركه.. و لم يكن منها إلا أنها ركضت إلي الغرفه سريعا و هي تخبره انها هنا لكي لا يفزع
أنت تقرأ
جُبْران
Romanceيحضر الشك اسلحته معه ... عندما تشك يكون كل شئ بالنسبه لك بعد ذلك دليل ... وهذا يقودك للخطأ، للخساره، وللتعب.... ان كنت علي صواب من البدايه ستظهر الادله قبل أن يولد أي شكٍ داخلك