جُبْران ٣

93 7 0
                                    

و اني اُحب ان اري إثر حبي عليك ... و إثر حربي أيضا
.
.
.

"يمن تعالي افتح الباب شوف مين اللي متسربع دا"
صاح شهاب بشئ من الانزعاج من ذلك الضيف الثقيل، لما هذا التعجل و تلك الجلبه في الصباح!
لعن صغيره ذلك الطارق و هو يخرج من المطبخ لكن بصوت خفيض، ليعود ليرفع صوته مجيبا والده
"حاضر يا بابا"
و لم يستسلم الضيف اللحوح أو ينتظر قليلا بينما مازات يده تحط علي جرس الباب من ثانيه لاخري و كأنه سيحرر القدس الان و لم يستطيع الوقوف مكانه لجزء من الثانيه.. ارتفعت تلك اليد الممتلئه تطرق الباب بنفاذ صبر و لكن الباب فُتح بقوه مره واحده و ذلك الثور الذي صرخ بحده يوقف الطارق الغتيت عن التمادي في الطرق كناقوص حرب علي وشك الاندلاع
" مافيش بهيم بيخبط كده حتي .... ايه"

لكزته ذات اليد السمينه في كتفه زاجره اياه تمنعه من التمادي ليرد بشئ من الحرج و هو يدلك كتفه بألم
"اااه.... خالتو! ... في ايه يا خالتو متسربعه كده ليه "
قالها بينما ازاحته من طريقها و هي تسأله بضيق واضح
"اخوك فين !"
تقدم شهاب يستقبل تلك المرأه بترحيب طفيف حين اغلق يمْن الباب بعد دخولها دون دعوه، و كأنه منزلها، نعم هي كانت تهتم بأبناء اختها منذ أن توفت و علي الرغم من رفض شهاب للامر في البدايه و عدم تقبل يامن لها إلا انه لم يطعها قلبها في التخلي عنهم لتجد نفسها و دون اراده منها تتدخل في شؤون حياتهم اليومية.. رغم رؤيتها لرفض شهاب و يمن للامر إلا أن قبول عاصم و حبه لها كان الدافع دائماً لبقائها.

"أخوه في شغله يا جيهان ... في ايه!؟" اجابها شهاب بعدم فهم و شئ من الحده، لتجلس هي علي أقرب كرسي ملتقطه انفاسها رغم أنها استخدمت المصعد و ليس السُلم لكن زياده وزنها تطبق علي انفاسها... رؤيه الرجلين امامها منتظرين لاجابه منها جعلتها تتحدث بين انفاسها و هي تناظرهم واضعه يدها علي صدرها
"طيب هستناه اما يرجع... هنتكلم اما يرجع "

رفع شهاب احدي حاجبيه بتعجب ليسألها " في ايه يا جيهان! ثم أن شهاب مش في القاهره شهاب سافر شغل في اسماعليه "
نظرت له بصدمه" يالهوي ... ماقليش ليه؟؟"
تبادل كلا من يمن و والده نظرات التعجب ليتسأل شهاب في ارتياب من الأمر" هيقولك ليه.... بتخططي لأيه انت و هو !"
وضع يمن كفيه في جيوبه " لا يا بابا قول بتخطط هي لايه و سفر عاصم بوظلها خططها" قال جملته المشككه في امرها و هو يتفحصها بنظراته مقتربا منها
لتلكز هي بطنه بقبضتها الممتلئه محطمه غرور هذا الديك المنفوش امامها "اسكت يا فسل انت ... متتدخلش" ليتقوس هو علي نفسه متألم من قوه ضربتها
جلس شهاب في الكرسي المقابل لها منتظر اجابتها علي سؤاله لتتحدث بعد أن طلبت من يامن "روح هاتلي كوبيه مياه "
ابتعد عنها يجلب لها الماء و عاد و هو يزمجر "ياخالتو انت طالعه في الأسانسير...بتنهجي ليه"
تناولت الكوب لتروي ظمئها ثم تحدثت
"عروسه .."
نظرت كلاهم لها بعدم فهم الشرح هي " كان في عروسه المفروض هيقبلها بكره ايه اللي خلاه يسافر فجئه كده"
تسأل يمن بتهكم "هااء.. اصدك أن عاصم اخويا طلب منك انك تشوفيله عروسه؟ هههههه و كمان هيقبلها "
زجرته بنظراتها الحاده " ايوه عاصم اخوك ... اومال اخويا انا؟!" ثم عوجت فمها في استهزاء من هذا الطُفيلي ليضحك هو مره اخري متحدث "ياخالتو لو عاصم اتجوز ف هي واحده بس اللي ممكن تنول الشرف العظيم دا و تبقه مرات اخويا... الا و هي ترف ... غير كده انسي"
لتجيبه بستهزاء و هي تضع ابهامها و سببتها اسفل ذقنها في حركه استنكاريه" ليه يا حبيبي... هو اللي خلقها مخلقش غيرها !؟... و بعدين انا جيباله عروسه زي القمر "

جُبْرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن