جُبران ١

349 12 0
                                    

✔️"اللهم ياربي و رب قلبي انتشيلني من هذا الشعور "
جٌبْران🖤

كم من شخص كتب تعليق علي هذا ال'post' منذ أن نشرته قبل نومها امس ... كم من 'آمين' قد نُقشت و ترددت بين افواه اعتادت علي القاء الكلمات اللطيفه ثم صفعت بكف الخيانه، التخلي أو الخذلان ... تعدي عدد المعلقين الألف، و القليل منهم و الذين يطفوا بسخافه علي سطح حياتها البائسه؛ ليفقد  منهم وقته و هو يبث السلبيه في الحياه؛ مسمم صفو البشر من حوله، ومن بين العبارات الفلسفيه و العبارات الساخره سقط نظرها علي أحد التعليقات لأحد المتابعين اثار غيظها.

(في غيركم كل اللي بيطلبو من ربنا الستر و الصحه ... و غيركم كل اللي عايزينه لقمه تسد جوعهم.. في غيركم معدنوش وقت يحب علشان يتجرح ... في طبقه مفرومه وكل همها تنام شبعانه ..كفايه تفاهه بئه و خليكم واقعيين احنا مش في المدينه الفاضلة )

كان أكثر شئ قد استفزها منذ وقت، احتدت ملامحها و هي تنظر إلي الشاشه بغضب، ما هذا الهراء...

حتي ربتت 'شمس' علي كتفها بخفه متسأله:" في ايه يا ترف هتكسري الموبيل .. مالك!؟"
نظرت لها و هي تريها الهاتف :"بوصي الغباء والنبي انا مش فاهمه كميه الهبد اللي الرجاله بتقدر عليها !"

التقطت الهاتف من يدها لتقراء ما ازعجها ثم تضحك حتي بانت غمازاتيها الغائرتين في وجنتين ممتلئيه بيضاء اللون
" ايه يعني يا ستي مش جديد عليكي ... ما انتي ديما بيجيلك 'comments' سخيفه، كبري دماغك "

ردت و هي تسحب الهاتف " لا أكبر دماغي ايه ... روحي انتي شوفي حسام علشان الزباين بدائت تكتر و انا دقايق و جايه "

اومئت لها متجهه الي البار، لذلك الذي ينظر لها و كأنها كنزه الثمين، يقابلها بأبتسامه لطيفه ردً ابتسامتها البريئه، -علي نقيض تقطيبه ترف في الجهه الأخري- التي تمسك الهاتف في ضيق تنقر شاشته مدونه كلماتها الجاده، بحكمه اعتادهت في محاولات الاقناع، والتي قد اكتسباتها من مهنتها الاساسيه، ردا علي ذلك الغبي علي غير عادتها في الاكتراث.

(هو ربنا سبحانه و تعالي اشترط علينا الدعاء اللي ندعيه!؟، ولا قال "وقال ربكم ادعوني استجب لكم" . مقالش ادعوني بأكل و مسكن و ستر و صحه بس، و لو دا بس اللي احنا مجتاجينه هنفرق ايه عن الحيوانات... ثم انك متعرفش اذا كنت انا من الطبقه المفرومه دي ولا لأ، و بعدين ماهي الطبقه المفرومه دي عندها مشاعر برضو ... وصحيح ايه علاقه المدينه الفاضله بالموضوع !؟ دا دعاء ردد يمكن ربنا يريح قلبك😉)

أغلقت الهاتف حين سمعت صوته يُلقي السلام بلكنته البدويه اللطيفه، يتغني بها صوته العريض، دخل من باب المطعم الذي يملئ الطابق الأرضي من احدي البنايات الصغيره في الاسماعليه، لتطغي هيبته علي المكان
"سلام عليكم "
ذهبت لاستقباله بملامح مرتاحه و ابتسامه لطيفه قد شقت ثغرها لترد مُرحبه بصاحب الجثه الضخمه، ذو البشره السمراء التي زادتها شمس الصحاري سُمره، مقلده للكنته اللطيفه بصوت مرح

" وعليك السلام يا شيخ خاسر ... نورت دارك"
صدحت ضحكه الخمسيني المميزه ليرد
" الدار و الدنيا منوره بطلتك يا ست الصبايا "

جُبْرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن