01/حجاب الغرور

5.5K 125 113
                                    

حجاب الغرور

إذا لم تلعب صديقتك دور الخاطبة و رتبت لك علاقة مع صديق حبيبها،حسنًا سيبدو الأمر كما لو أنها عمياء عن قصة الحب المذهلة التي من الممكن أن تحدث بينك و بينه.

_______________

جالسة محتضنة نفسها بجوار قناة أمستردام ، هاتفها معلق على القائم يلتقط جمال المنطقة، مع نفس عميق بدأت تتحدث أمام الكاميرا مثل كل مرة تنفرد بنفسها.

"اليوم و مجددا أجد نفسي هنا في مكاني المفضل ، في هذا الركن من العالم، لأشارك جزء مني يظل مخفيا عن أعين العالم ،كما تعودت هذا الفيديو لي وحدي"

ارتعشت أصابعها قليلا مدركة عمق الكلمات غير المنطوقة التي هي على وشك مشاركتها

"علاقتي مع من يطلقون عليه اسم والدي مصدر لوجع القلب ،أمضيت ليالي لا حصر لها أفكر في سبب معاملته لي بهذا الازدراء. انعدامه الذي أحببته أكثر من وجوده أحاول ملئه و لكنني أتصارع معه باستمرار، فراغ أصبح عادي و تأقلم معي،إنها معركة صامتة أواجهها خلف الأبواب المغلقة، حتى عندما كنت طفلة صغيرة أتذكر أنه لم يعانقني أبدا أو يخبرني أنه يحبني. يبدو الأمر كما لو أنني غير مرئية بالنسبة إليه، حقا أكرهه لكل المعاناة التي تسبب لي بها"

توقفت مؤقتًا محدّقة في اتساع القناة كما لو تبحث عن أي مواساة في المياه

"ثم هناك والدتي،لقد سعت دائمًا إلى التراجع للخلف تتخذ دور العبدة ، غالبًا ما شعرت بالإهمال و أني غير موجودة بتاتا "

تنهدت مواصلة شكواها

"سئمت من التظاهر،سئمت من الاختباء خلف هذه الشخصية المزيفة ،الحقيقة هي أنني أتألم و أشعر بالوحدة الشديدة. لقد كنت أحاول أن أضع وجهًا شجاعًا لفترة طويلة حتى أنني لا أعرف كيف أتوقف، و لكني أعلم أنني بحاجة إلى ذلك"

أخذت نفسًا عميقًا،ألم مشاعرها واضح في ملامحها.
مستغرقة لحظة لتجميع أفكارها، و لا يزال قلبها مرهقا بعبئ ماضيها. ضغطت على التسجيل مجددا نبرة صوتها ترتجف

"كل ندبة أحملها تحكي قصة الألم الذي تحملته على يديه خلف الأبواب المغلقة، اتخذ غضبه شكلاً ماديًا، تاركًا كدمات محفورة على بشرتي و ندوبًا محفورة في روحي ،الواجهة الغنية التي يقدمها للعالم جنبًا إلى جنب مع القسوة التي ألحقها بي تصف النفاق الذي يسكن بداخله "

ارتجف صوتها من الغضب و الحزن و هي تتابع، عيناها مغرورقة بالدموع

"أشاهد أسلوب حياته الباذخ يزدهر، بينما أنا محرومة حتى من أبسط الضروريات. لقد أهدر المال الذي يمكن أن يوفر لي الراحة و الأمن على رعونتة و جشعه. إنه الظلم الذي يجرحني حتى النخاع "

Nataliaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن