✦ لمسته، ملاذي✦
" تمنت أن تكون وحيدة فمنحها العالم"
_______
في حين بقيا يقبلان بعضهما،استمر المطر في الهطول، انسحب جوزيف إلى الخلف قليلا ما جعل أنفاسه تندمج بأنفاسها في الهواء البارد المبلل، بحثت حدقتيه في مقلتيها ليعثر على انعكاسه هناك بينما همست هي.
"حقا أشعر و كأنني أعيش حلما"
ابتسم يبعد خصلة شعر مبللة عن وجهها
"إذن دعينا لا نستيقظ أبدا"
"لا أريد أن تنتهي هذه اللحظة بتاتا"
قبل جبينها شفتيه عالقة على بشرتها
"لا داعي لذلك نوتيلا. يمكننا التمسك بهذا إلى النهاية"
غير متأكدة من كيفية الرد على مثل هذه الكلمات الصادقة. قربه و دفئ سترته الذي يلفهما جعلها تدرك تماما وجوده. اختلست نظرة إلى عينيه ثم إلى شفتيه حيث ظلت ذكرى قبلتهما الأخيرة عالقة مثل ألم حلو.
"أنت..مختلف تماما"
أمال رأسه قليلا يحدق بها معجبا بها
"مختلف بأي طريقة؟"
"لا أعرف،لكن لم يسبق لأحد أن نظر إليّ مثلك.أقصد بمثل هذا الخشوع"
رسم ابتسامة لطيفة على ثغره يمد خصلة من شعرها خلف أذنها.
"أنت تستحقين كل قدر من الإعجاب و الإهتمام، أعتقد أنك كنتِ مختبئة على مرأى من الجميع، و ربما في الثلاث و ثلاثين سنة الماضية كنت أبحث عنك"
ابتلعت ريقها بشدة قلبها يدق في صدرها.
"أتعرفين، لم أشعر بهذا من قبل"
رمشت غير متأكدة مما ستقوله.هذه بالفعل تجربة جديدة بالنسبة لها فهي شخص شعرت غالبا بالتجاهل و عدم التقدير في حياتها.
وجدت نفسها تسرق مزيدا من النظرات من شفتيه و لتميل إلى الاتكاء عليه و تقبيله مجددا،و لتشعر بالعواطف التي تتدفق داخلها في كل مرة تلتقي فيها شفاههما لكنها ترددت غير متأكدة مما إذا عليها أن تقوم بالخطوة الأولى.
"هل سأكون طماعة إن طلبت المزيد من قبلاتك؟"
ابتسم لها و قلص المسافة بينهما حيث التقت شفتيه بخاصتها في قبلة عاطفية.لفت ذراعيها حول رقبته و عمقت القبلة، بينما هو يحتضنها بيد و يده الأخرى تحمل السترة فوقهما لتقيهما من قطرات المطر.
كالعادة الطقس متقلب و توقف المطر فجأة كما بدأ. تفرقت الغيوم قليلا ما جعلهما ينفصلان عن قبلتهما حيث أزال جوزيف سترته من فوق رأسيهما، و ابتسمت هي تعدل تاج التوليب الذي وضعه على رأسها في السابق.
أنت تقرأ
Natalia
Romanceعشت كأفعى تترقب بصمت في سبات الذكريات، أراقب العالم من خلف عينين تعلمان أن الصبر ليس ضعفا، بل سلاح يُشحذ يوما بعد يوم. تعلمت من ظلم البشر أن أحتفظ بسمّي لنفسي في سباتي الشتوي، و أن أنتظر اللحظة التي يزدهر فيها ربيعي. فأبثّ فيه قوتي و ألدغ كل من مسن...