✧هشة كورقة خريف✧
"إنها جوز الهند ، حصن من القوة تحت القشرة التي تحرس الحنان بداخلها "
____________
تجمدت عن الحركة و اتسعت عيناها من الصدمة عندما أدركت حقيقة الموقف. حيث استقرت كتلة الحرج على كتفيها مثل عباءة ثقيلة. سارعت لتغطية وجهها بحقيبتها بحثا يائسا عن الأمان بينما استمر جوزيف في الضحك من نافذة السيارة.
"عملاق مليئ بالمعادن و الفيتامينات و منحرف أيضا،منذ متى و أنت تشاهد؟"
مسح دمعة من زاوية عينه و لا زال يضحك
"فقط فترة كافية لالتقاط عرضك المثير للإعجاب أمام الكاميرا نوتيلا "
صرخت في وجهه و تمكنت أخيرا من إبعاد الحقيبة عن وجهها.
"هذا ليس مضحكا ،لا يمكنك أن تنتهك خصوصية الناس بهذه الطريقة"
تراجع إلى الخلف لا يزال مبتسم
"الخصوصية؟ في شارع عام؟أنت من قرر تقديم عرض مغري لكل من يمر"
حدقت فيه بنظرة خاطفة مدركة الحقيقة في كلماته، لكنها غير راغبة في الاعتراف بها.
"كان بإمكانك على الأقل أن تحذرني"
"أين المتعة في ذلك؟ لا أحصل كل يوم على ترقية مجانية للترفيه أثناء تنقلاتي"
انحنت على نافذة سيارته تخطط لأخذ الهاتف منه لكنه أبعده عن مرأى يديها
"احذف ذلك الآن"
رفع حاجبه متظاهرا بالبراءة
"لماذا أفعل ذلك؟ ليس كل يوم أرى إمرأة تتعرى أمامي"
ضحكت بسخرية تدخل رأسها من النافذة تريد الوصول إلى الهاتف بأي طريقة.
"أنت لا تطاق، هل تعلم ذلك؟"
غمز لها
"تلقين بالذنب لي؟ هيا إنها مجرد متعة غير ضارة. أليس كذلك؟"
"حسنا، و لكن فقط إذا وعدت بحذفه و عدم ذكر هذا مجددا ،تعرف أني حساسة و سأحرج كثيرا"
ابتسم يرفع يده في تحية وهمية
"شرف الكشافة ،سرك آمن معي"
هزت رأسها مستمرة في معالجة سخافة الموقف
"لا أستطيع أن أصدق أن هذا قد حدث. ماذا تفعل هنا على أي حال؟"
"مررت للتو و استمتعت بالمناظر الطبيعية الخلابة"
ابتسم و عدّل وضعيته
"حسنا يا نوتيلا، عيادتي تقع هنا بالفعل. و كنت أتحقق من الاستعدادات للافتتاح"
عقدت نتاليا ذراعيها و عبست كطفلة حرمت من الحصول على مكافأة
"هل يمكننا أن ننسى ما حدث هنا؟ نتظاهر بأنه لم يحدث أبدا؟"
أنت تقرأ
Natalia
Romanceعشت كأفعى تترقب بصمت في سبات الذكريات، أراقب العالم من خلف عينين تعلمان أن الصبر ليس ضعفا، بل سلاح يُشحذ يوما بعد يوم. تعلمت من ظلم البشر أن أحتفظ بسمّي لنفسي في سباتي الشتوي، و أن أنتظر اللحظة التي يزدهر فيها ربيعي. فأبثّ فيه قوتي و ألدغ كل من مسن...