✦ حيث بدأ كل شيئ✦
"هي عاصفة و سلام.. لطيفة و لئيمة.. طفلة فضولية و شمس حارقة"
_____________________
"هل ستضربي والدك أيتها الفاسقة؟ أيتها المومس؟
سأجعلك تبكين بدل الدمع دموعا،صدقيني أنا أشعر بالعار لأنك تحملين دمي في عروقك "ارتجفت عندما ترددت الكلمات القاسية في جميع أنحاء المنزل، رسم غضب والدها ندوبا على روحها أعمق من أي جروح جسدية، تجمعت الدموع في مقلتيها احتجاجا صامتا على الألم الذي أصابها عندما صفعها مرة أخرى.
"لماذا لا تستطيع رؤية الضرر الذي أحدثته؟"
ظلت عيناه باردة غير مبالية.
"أنت لا شيء سوى عبئ ،توقفي عن التظاهر بأنك مهمة"
قصف قلبها في صدرها تستجمع كل ذرة من الشجاعة بداخلها.
"لست عبئا، أنا إنسانة تستحق الحب و الاحترام"
ظهرت ابتسامة قاسية على وجهه.
"الحب و الاحترام؟ هل تعتقدين أن من حقك الحصول على ذلك؟ أنتِ لست أكثر من خيبة أمل يا نتاليا. خيبة أمل أتمنى أن أمحوها من حياتي "
شعرت بحلقها يضيق و أنفاسها ثقيلة في صدرها. كافحت من أجل كبح دموعها التي تهدد بالامتداد، و رفضت أن تمنحه الرضا عندما يرى ضعفها.
"يمكنك أن تحاول محوي ،لكنني لن أدع كلماتك تحددني ،أنا أقوى مما تعتقد"
ضحكته تصم أذنيها و تخترق قلبها الجريح بالفعل.
"أقوى؟ أنت؟ لا تجعليني أضحك يا نتاليا ،أنت ضعيفة.ضعيفة مثل والدتك تماما"
" سأتحرر يوما ما من سيطرتك "
ضاقت عيونه و الغضب يشتعل في أعماقه
"لن تهربي مني أبدا ،سأظل مسيطرا عليك دائما"
دنى منها بعد أن دفع والدتها على الأرض و أحكم امساكها من فكها يضغط بقوة يرى تلك النار في عينيها الخضراء التي تشبه خاصته تماما. بينما هي وقفت هناك، جسدها يرتجف من تأثير ضرباته. الدم يتدفق على شفتها، يمتزج بالدموع التي تدفقت على وجهها.
"لماذا؟..لماذا تفعل هذا بي؟"
ظل تعبيره باردا و خاليا من أي ندم. حدق بها مع ابتسامة ملتوية تجعد شفتيه.
"لأنني في كل مرة أنظر إليك، أتذكر مدى احتقاري لوجودك. كم أتمنى لو متِ في بطن أمك، و أنقذتني من هذا العبئ المثير للشفقة "
شهقت من ثقل كلماته التي تسحق روحها. لم تفهم كيف يمكن للأب أن يحمل مثل هذه الكراهية اتجاه لحمه و دمه.
"أنت لست أكثر من وصمة عار في حياتي، و تذكير دائم بإخفاقاتي. لقد حاولت قتلك يا نتاليا، و لكن يبدو أن الحظ يقف إلى جانبك. ربما يستمتع القدر حقا بالسخرية مني"
أنت تقرأ
Natalia
Romanceعشت كأفعى تترقب بصمت في سبات الذكريات، أراقب العالم من خلف عينين تعلمان أن الصبر ليس ضعفا، بل سلاح يُشحذ يوما بعد يوم. تعلمت من ظلم البشر أن أحتفظ بسمّي لنفسي في سباتي الشتوي، و أن أنتظر اللحظة التي يزدهر فيها ربيعي. فأبثّ فيه قوتي و ألدغ كل من مسن...