إنْـطِـوَائِـيّـة

١١

إدراكي لمسؤوليتي التامة عن خطئي الفادح وأني من أجرمت بحق شخص و بحق نفسي كذلك هو سبب ضياعي في كيان أسود مشحون بكل ما هو سلبي ..
أكان من المفترض أن أواجه الإساءة بالأسوء؟

تعرضي لتنمر حاد في مرحلة الإعدادية كان بقشيشا لإضطرابية نفسيتي، حيث كنت اتعرض له داخل و خارج المدرسة ..
خارجها من طرف نفسي البغيضة ..
نفسي التي تكرهني وتريد هلاكي ..
كيف كنت أتوقع حب شخص غريب لي بما أن داخلي لا يطيقني أصلا !
لقد ولدت هوانغ يونهي لتُنبذ
ولدت لتكون مجهولة
ولدت لتكون عرضة لخطر المجتمع وخطر نفسها الأخطر ..
ربما كان علي نقلي لمستشفى المجانين
لان بقائي هنا سيبقى خطرا يؤدي إلى أقرب الأشخاص لي للهلاك أيضا ...

علي العودة إلى أحلام اليقظة و الاوهام الطفولية الغبية التي خدعتني طيلة حياتي
ربما علي العودة لها !
وكيف لفتاة ملتفة حول نفسها بعيدا عن ضوضاء الفضاء أن تدرك معنى الحياة الصحيح من غير مفهومها القاحل
كيف لها أن تميز الصواب من الخطأ
تلك الفتاة التي نبذتها، لم تكن تعرف شيئا...
أريد منها العودة لأنني إشتقت للتنعم في نقاء و غباء أحلامي التي كنت مقيدة بها

____

إستيقظت لأبدأ صباحا جديدا بلا تواجد أفراد العائلة في المنزل ...
ربما هي أول مرة أستيقظ وحدي بعد رحيلهم البارحة للفندق ..
لا يمكنني التظاهر بالحزن و الإشتياق وبل بقائي وحدي نعمة !
يمكنني الحوار مع نفسي الخرقاء
يمكنني التصرف على طبيعتي بدون أن أشعر بأن شخصا سيراني!
سأمشي بين رواق المنزل بشكل طبيعي مريح !
سآكل على الطاولة بشكل طبيعي وسأشرد في طعامي بدون القلق أو الحرج من أن يلاحظني أحدهم !

إبتسمت ببلاهة بينما أضع فطوري فوق الطاولة أدندن بكلمات أغنية لم تكن مفهومة بسبب ضعفي في الانجليزية ...
"فطور جميل لصباح جميل !"
تمتمت قبل أن أرتشف كأس الكولا
غريب أليس كذلك!
هذا ما أعنيه براحتي وطبيعتي
أي بدون التقيد بما تفرضه عائلتي لي
لو رأتني أمي أشرب الصودا في هذا الصباح ستكون وبلا شك نهايتي مع توبيخ بعلامة ممتاز

أسرعت بإلتقاط حقيبتي لألتحق بصفي...
بالتأكيد لا أريد التأخر عن أول إختبار لي في الجامعة

.....

"كان عليك أن تري وجهه! هو أذكى شخص في الصف لكنه بات كالغبي اليوم"
قهقهت نابين تضرب كتفي ..
هي من النوع الذي إن رأيتها تضحك يجب عليك الهروب لكي تتفادي ضربات مبرحة ..
إبتسمت لها بتسليك لأبعد يدها من على كتفي لأشرع بالسير بعيدة عن حديقة الجامعة ..