٢٤

2.4K 224 35
                                    


لا أعلم ما الشيء الخفي الذي يربطني به مؤخرا
لكنني أشعر أنه حقيقي

شيء يمدني بالطمأنينة فيه

شيء ما بيننا يجعلني أرتاح لإستشعار صوته بمسامعي

و يجعلني أريد البقاء حُبا لما يمدُني منه من ثقة

روحي التي باتت تميل لكل ميزة سّمحة و هيّنة تجعله منافسا لذوقي الصلب

و ما عساني أن أترقب سقيه لنُبيتة جافة مثلي

______

"جونغكوك؟"

لفت جيمين برأسه نحوي موسعا عيناه بصدد إضهار صدمته بعدما ناديت إسمه
مهلا، هو لن يشكك بأمري و يتخيل أشياء لا محل لها من التصديق

إنحنى لجيمين ليمد يده مصافحا له، لكن المغفل لم يُرح عينيه قط من تلك الملامح المبتذلة

"من أنت؟"

"إنه طبيب نفسي و أستاذي أيضا، تفضل ..."

منحت له طريق العبور مشيرة نحو غرفتي في الأعلى
لأراقب خطواته الهادئة التي يرافقها مع إبتسامة حادة يظهرها لجيمين على الأغلب

"ما الذي سيفعله في غرفتك؟!"

"ما تلك الأفكار يا فتى؟ هل عقلك بمحله؟
سيقوم بمساعدتي بالحصص وحسب، أخبرتك لكي لا تحتار ولا أبقى بمخيلتك اللعينة"

دحرجت عيناي لأستدير قصد الغرفة، تركت فاهه مفتوحا يريد إبتداء جدال لا مفاد منه

دخلت الغرفة لأغلق بابها
"لما لم تتجه يديك لطرق الباب بدل فتحه؟"

"فعلتا! لكن جدالكما السافه لن يمنح مساحة لصدى طرقي ابدا"

أعلن عقلي إستفاقتي من شرودي بعدما أنذرت عيناي بجونغكوك الذي يتأمل رسمي له
كانت معالم صدمة بوجهه، لكنها إحتلت مكانتها بسمة خبيثة
لا مجال لحل لغز ما يجول بخاطره الان

شهقت لانتفض من تصلبي متجهة للمكتب،
حيث إنتشلت الكتاب من بين بصره و رميته فوق سريري

إبتسمت ببلاهة محاولة إخفاء توتري الذي إزداد مع إتساع بسمته
تحمحم ليقوم بحركته المعتادة وهي دفع جدار وجنته بلسانه من الداخل

"طلبت منك رسم مشاعرك وإحساسك، إذا ما يكون ذلك؟"

"لا شيء!"

"أريدها، لقد ظهرتُ وسيما بخط يدك"
أردف بحماس مغيرا ملامحه مئة درجة عن ملامحه السابقة
سأجن من تغير الناس المفاجئ معي!

"ف...لم...أين حبيبتك؟"

رأيت تراجع بسمته مع إنخفاض حدقتيه للأسفل،
وهل قلت شيئا لم يكن علي قوله؟
ام أنني جرحته بتجاهل طلبه بحماس؟
على كل، هو أصبح مقربا بشكل صغير مني ولا بد أن يتعرض لبعض من طعنات جارحة تنفذ من لساني

"هل تريدين التعرف بها؟"

"كلا!... لا لا أعني مؤكد!"
تفاعلي الذي يظهر حقيقتي ما يجعلني أبدو أكثر فظاظة

"وأنا كذلك لا أريد"
هدئ ضجيج راسي لانقل إهتمامي نحوه
همهمت له مستفسرة ليتنهد بدوره

"أنا لا أكِّن لها ذرة مشاعر...
بل كانت قصة مواعدتنا لسبب رخيص ما
ولم أحظى بسبيلة تجعلني أحبها، بحثت عن كل ما يجعلها مثيرة، لكن جمالها الخارجي وحده لا يكفي
قد حسنت من نفسي ما أستطيع لئلا أضلم الناس بظنوني حول أنني افضَلهم،
والان لا يسعني مقارنة نفسي بمن هم أعلى مني و أفضل خُلقا و تصرفا
أليس كذلك يونهي؟"

هرولت بعيناي حول أزرار بذلته..
هو إعترف للتو عن شيء خاص بحياته
ورغم ذلك قد أقحمني بخصوصياته،
ألا يبالغ بثقته بالناس حوله؟
اعني، لما قد يقحم شخصا عرفه منذ أسبوع عن أسرار تحتاج مواقف و سنين عشرة

أم أن كتماني هو المبالغ فيه
حيث أصبحت غير قادرة على الإنسجام بالحديث مع أي شخص عن إسمي ولا حتى عن مواضيع تافهة

"يونهي

....

هل

....

ترقصين ؟ "

ترقصين ؟ "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.





____يتبع____

إنْـطِـوَائِـيّـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن