إنْـطِـوَائِـيّـة

١٥

ليس شرطا أن يكون الدواء بشيء مادي ...
أغلب تلك الأدوية لا تعمل بشكل كافي
لكل حالة تحتاج شيئا غير تلك الأدوية أو جلسات معالجة ...
ربما حضن يضيء حياة شخص ما
ربما بعض الاهتمام يمنع حالات الانتحار
ربما بعض تشجيع يشفي تلك النفس المحبطة
ربما إبتسامة يمكنها إنتشال شخص من برائن الاكتئاب
ربما سؤال عن الحال يُشعر الشخص أخيرا أنه غير وحيد مع أنه كذلك
ربما التربيت على كتف أحدهم قد تشعره بالأمان
بعض من تلك الحركات الصغيرة و الغير مشروطة قد ترجع روحا و ثقة لأحدهم
و أليس هذا ما أحتاجه بشدة ؟
ربما قد عبرت كل تلك الحالات ولم تستفد روحي شيئا من الذي ذكرته
لم تجذب أية نقطة إجابية من كلها
روحي ستسوقف الأحداث المتشائمة و السيئة دائما، التي قد تجعلني أسهر ليالي عدة فقط للتفكير بها ..

_____

إستيقظت على قهقهات مستفزة أسفل في المطبخ
إستيقاظي على هته المقززات أمر مشروط في روتيني ؟
ليس علي البدء في تذمري ككل يوم..
علي تذكر من قدر لي هذه الحياة ومن جعلني أعيشها لأحمده...
على كل أشعر أن هناك شيء سيئ سيحدث ككل مرة في حياتي
لا يمكنني أن أتوقع من حظي الرائع شيئا مشرق !

أطلعت برأسي لأسفل الدرج أسترق الأنظار نحو المطبخ، حيث كان يقفان ملتصقين ببعض، كالحشرات التي تحاول التكاثر

و لسوء حظي وقع مشبك شعري الذي كان يتمسك بقوة بآخر خصلة بشعري ليصنع صدى يجذب إنتباه جيمين الذي يلتصق بضهر هيونا ...
"سافه"
تمتمت تحت أنفاسي أرص على أسناني
"سافهة"
قرأت ما قاله من خلال شفتيه، رمقته بسخط لأقوم بالتراجع عن شرفة الدرج
أرجعت شعري إلى الوراء، تنهدت مغمضة عيناي لأتوجه لغرفتي
إلتقطت بطاقة جونغكوك مجددا لأتفحص صورتها
تخيلت حديثا بسيطا معه لعلني أخفض معدل شعوري بالوحدة حاليا بينما غبيان في مطبخ منزلي يقومان بحركات مخلة
ذاك الأخرق لكان يحرص مرض والدته ككل الأبناء الصالحين أليس أفضل ؟
وبل إستغله ليعود لسيؤل و ينفذ خططه المقرفة وفي منزل خالته، لا وبل أمامي أيضا !

قلبت البطاقة بملل لأرميها فوق وسادتي، أعدت إلتقاطها فور وقوعها على وجهها، حيث لمحت رقم هاتف، بالتأكيد هو رقم هاتفه...
إنتشلت هاتفي بسرعة من فوق الطاولة لأدف قائمة الارقام، قمت بتردد بإدخال أرقام هاتفه متأملة كل رقم بحذر وكأنني على وشك إنجاز مهمة سرية ...

إنفجر قلبي بمجرد أنهيت الأرقام، كنت أتمنى عدم إنتهائها ...
و ظهور الرمز الأخضر للإتصال

"هناك فتاة تدعى نابين في الاسفل تبحث عنك..."
سقط هاتفي فوق حجري بسبب ذعري المبالغ فيه،
قلب حاجبيه بإستغراب ليترك مقبض الباب متراجعا
"بسرعة!"
أومئت بضجر لأضع هاتفي داخل جيب بنطالي