٢٥

2.5K 235 24
                                    


-أليس إكتراثك المبالغ للتفاصيل هو ما يصنع كئابتك و يجعلك أتعس الناس؟

-بلى

-إذا لما لازلت تكترثين؟

لا يسعني التوقف عن ذلك، لأزيد عذاب نفسي ضعفين
ورغم أنني أتألم بكثرة الاكتراث،
إلا أنني أتألم أكثر عندما أحاول التجاهل

أختلس النظر إلى سطح نقطة و أغوص عمقها
أغوص مجرى تلك التفاصيل مثلما لم يفعل غواص داخل إنعكاس السماء من قبل

-أليس ذلك قاسيا لخلايا عقلك الهزيلة؟

-بلى هو كذلك

_____

"عفوا؟"

"لا تريدين الجلوس وحدك بالحفل بينما تراقبين خلسة رفقة وحدتك جميع الفتيات يرقصن؟"

"هذا ليس غريبا عليّ"

"سأجعله كذلك"

إنزلق من كرسي المكتب ليتجه نحوي

أمسك رسغي بسلاسة مطلقة فيما انا كنت أحاول إعادة تشغيل ركائز عقلي المنطفئة
راقبته يضع يده وراء ضهري و أخرى يسحب بها يدي لترتكز فوق كتفه

لمساته كانت سلسة ..
إقترابنا الذي حرص أن يكون متوازنا لـأُبعد شكوك أنه يستغل لمسي
رزانة بصماته التي يرسمها بكلماته ككل عادة والأن بلمساته المحترمة
جاعلا منها لسعات قاسية على مشاعري

"جونغكوك ~"

تمتمت مستشعرة ذبول جفنتاي،
لم يعتد سماع إسمه من قبل يصدر من لساني بطريقة عفوية كهذه
وما من لكنة عساها أن تُصنع بموقف هكذا؟

بدأ بالتمايل و الدندنة ليصنع لحن أغنية رقصنا،
بينما أقوم بإتباع خطواته فحسب و الإرتياح لمدى نقاوة صوته و تنهيداته تارة

تصبغ وجهي عند توقفه عن الغناء و تلاقي سوداويتيه بخاصتي
مطالعا بي بولع قد كُشف خلال برق عينيه
جاعلا مني أختنق من هول ذلك المنظر الموحش على قلبي

وتجنبا لإلتواء أمعائي المعتاد ورفقا بوجع قلبي الخافق بلهب قمت بفصل رقصنا الصامت بوحشية
وكأنني مُسست للتو

هدوء المكان بعد تلك اللحظات لم يكن سوى وَقودا لزيادة إشتعال نار توتري
عكسه تماما كان هدوئه وجفائه مخيفين

"هل ستكون رفيقي بالحفل ؟"

"مؤكد"

"لا أريد"

أمال رأسه مع زرع إبتسامة أخنقتني

"حسنا"

أهاذا كل شيء ؟
بتلك البساطة لم أقم بجرحه؟

"ألن تأتي؟"

"بلى، إن ييجي صديقتي أنسيتي؟"

أومئت له بحنق بينما يبادلني بنظرات نصر

"لكن لم تخبرني بعد ... ما سبب قدومك؟"

"إشتقت لكِ!"

"ها؟"
أحكمت التأمل بملامحه الجادة مع ميلان جانب رأسه قليلا، وهذا ما أرعبني حيث أنه بدى جادا
وهو مخيف أكثر عندما يكون كذلك

إنتفضت عند سماعي لصوت ييجي بالأسفل يليه صوت كلام والدتي بحماسة حول سعادتها لشفاء خالتي وتحظيراتها للحفلة

سحبت يده أخرجه من حالة شروده لأجعله جليسا فوق الكرسي يحكم قبضته بإحدى الكتب العشوائية التي كانت مركونة برفوف المكتب

تزامنا بعد ثوانِِ بدخول ييجي دافعة جسدها لتأخذني بعناق شوق، وأنا بالمقابل بادلتها بتوتر لكون جونغكوك معنا

أبعَدَت جسدي عنها دون الإلتفات إليّ، بل كان جُل إهتمامها مصوب للمنتصب ورائنا،
كان يحاول استوعاب ما حصل له للتو،
صافحَته بحماسة تسأله عن حاله غير مهتمة بأمر تواجده بغرفتي أنا!
إلا أن هيونجين الذي إختلس بنظره داخل غرفتي قد رمقني بنظرات خبث !

ما تفسير نظراتهم تلك يا ترى؟

وسعت عيني لما بدر من فاه ييجي الذي جعل من كل شعرة بجسدي تستقيم علنََا للمشاعر التي بادرتني من أجل كلمة عابرة لا تفصيل لها إلا أنني قمت بإختلاقها

"جونغكوك! إعتني بيونهي في الحفل كأنها خطيبتُك"

"سأفـعَل"

"سأفـعَل"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


____يتبع___

إنْـطِـوَائِـيّـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن