إنْـطِـوَائِـيّـة

٣٠

كل شجرة يزرعها داخلنا شخص ما،
يحرقها قبل أن يغادر ..

هذا السواد حول العيون سخام الحريق.

_علي الحمزة_

_______

أمقُت المناسبات واي شيء يربطني بتجمع عائلي لأسباب عدة ..

منها التباهي و التفاخر، حتى تظنها علاقات تفاخرية وليست عائلية

فلا تتوقف أفواههم عن مشاركة كل ما يثير الإعتزاز و الفخر والتي لا تنسب حتى إلى إنجازات حياة حقيقية ..

كالجمال، الزواج، شريك حياة، لأصدقاء ..

أفلا يتركون تلك التي يعتبرونها إنجازات لأنفسهم ؟

لما يلقونها للعامة متناسين أن القلوب مليئة بالحسد حتى بدون قصد

يجاهدون أنفسهم على الدوام لإظهار مراتبهم المبتذلة على من هم أسفل منهم ..

_____

"هو ... قد ..عاد!"

"أعلم، لقد أعلمتني ييجي"

تشوشت عندي الأفكار ليصبح كل ما أراه وأسمعه مبهما
أصبحت اومئ وحسب حتى وإن كان زامٓٓا لشفتيه

همهمت بعد أن نادى بإسمي بخفوت وأخذ إنتباهي بسرقة عدستاي بخاصته

"يمكنك المبيت بمنزلي .."

"لن أفعل !"

.....

21:00

"أين غرفتي؟"

إستفسرت أخفض راسي عابسة على حظي الذي دفعني لأصبح لاجئة ببَيت أحدهم بساعة متأخرة

لكن ليس أي أحد ..

شهقت داخليا عندما أمسك برسغي يسحبني موجها إيايّ لغرفتي

من وسع المنزل وفخامته خارجيا وداخليا يبدو أنه من عائلات غنية بحق
أو أن أرباحه تفوق ما أتخيله

"يونهي، أنت أول من يدخل منزلي الخاص!"

إختنقت بفعل اللعاب الذي أخذ بطريق خطأ جعلني أفقد توازني بالتفكير..

"ماذا؟"

"أنت لن تكوني كبقية الأشخاص اللذين ساعدتهم"

"أي مساعدة؟"

"التغير نحو الأفضل"

"ماهو الأفضل؟ أي تغيير ؟"

طرف عدة مرات، أهذا دال على عقد لسانه و نفاذه من الكلمات
أو تعجبه من غبائي و فلسفتي الزائدة
بكل الأحوال لهما المعنى نفسه ..

"جونغكوك .. لا أعلم أية تغييرات ومساعدات تريد أن تقدمها لمغفلة مثلي!
لكنني أتفهمك وأشكرك على محاولتك، و أسفة لأنك كنت ستخوض تجربة فاشلة لن تجني منها إلا صداع رأس .."

"لم أقل أنني سأغير شخصيتك، بل أنت من ستقومين بذلك،
كل ما علي فعله هو أن أجعلك ترين العالم بشكل مشرق أفضل مما كنتي ترينه ..
بشكل فوضوي، سلبي لا يملئه سوى نقاط ضعفك و سيئاتك"

"لكن لن تحتمل كثرة نكديتي حول الأمور"

"أنا معجب بها بالفعل .. يونهي"

____يتبع____