لطالما كان الجميع يحاول إيجاد رفيق درب يسير معه ، يؤنس وحشة الدنيا و يهون عليه ما يلقاه من مخاوف و ضربات ..
سند يتكئ عليه عندما يذبل رفقة ملامحه ، شخص يعيد له طاقته عند نفاذها و يملئ عيناه بالحماس و الحياة ..
لكن هو كان مُختلف منذ سنوات طويلة للغاية ! كم كان عُمره عندما تحطمت أحلامه فوق رأسه و أدرك أن حياته ستكون مُظلمة ، خالية مِن تلك الرفقة ؟!
بل خالية من الرحمة و ربما أسوء ما يحدث هو كونه لازال يمتلك ذاك الشيء المدعو بالضمير ، لديه قلب ينبض يومياً برغبة عارمة بوجود من يحتضنه و ينقذه !
من يُخبره أنه يرى ذاك الجزء الغير ملوث بأعماقه مُتجاهلاً تلوث يداه ..
لكن أوليس كل هذا محض خيال !؟ من قد يمد يده ليرى شيء كهذا ؟
مُقلتيه ذات لون الزُمرد اللامع حدقت بنوع من الاهتمام النادر على تلك المُهمة التي وُكل بِها ، إهتمام مُزج بالكثير من الإرتباك و مشاعر مُختلطة لا يعلم كيف يفترض به تصريفها !
لكن عيناه ما عكست سوى الاهتمام فحسب قبل أن يرفع بصره مُحدقاً بنائب القائد :" لما أنت واثق حقاً أن راي و هيروشي سيقومان بإرسال الشرطة للمبنى الذي كانا به ؟! "
و المعني أجابه بنوع من العبث :" لأن هذا هو بروتوكل الشرطة المعهود ! عزيزي ريو هل تعلم كم هو ممل أن يكون المرء شرطياً ؟! هُم و ببساطة مقيدون بقوانين سخيفة و طرق باتت معروفة و تقليدية للغاية ! و أول ما سيفعلونه هو مهمة اختبارية يختبرون بها صدق راي و هيروشي .. "
أغلق عيناه بينما يُسند جسده للخلف :" و حسناً رغم معرفة كِلاهما بخطورة العبث معنا لكن لن يجدا أي بديل سوى التنفيذ .. و أنا سأكون لطيفاً بِشدة و أتخلى عن ذلك المبنى بمن فيه للشرطة "
نظرات الأصغر كانت مُتعلقة به ، لا يشعر بالارتياح لهذا ! أن يقبل بخسارة المبنى و كل من فيه تعني أنه يخطط لأمر اخر ، مُتعة أكبر هو يحاول الوصول لها !!
رمش عدة مرات عندما عاد للحديث مُجدداً :" حسناً ألا ترى أنه من الغريب للآن أن لا ضجة حدثت حول راي ؟! أهو لم يخبرهم بهويته الحقيقية أم ماذا ؟! لا تقل لي أنه حقاً تخلى عن هويته و أسرته ، أنا بحياتي كلها لم أتوقع مستقبل باهر لأحدهم و فشل توقعي لهذه الدرجة كهذا الفتى !! "
و قبل أن يجد ريو الوقت للتفكير حتى بكلماته أو التفكير بها انتفض الأكبر من مكانه بشهقة بدت قلقة ؟
هنالك ما يسبب الخوف له ؟ هذا دفع الكثير من الفضول للظهور بعيناه قبل أن يهتف الآخر :" علينا قتل هيروشي قبل أن يفتح فمه بكلمة و إلا سينتهي أمرنا حقاً "
أنت تقرأ
غُربة روح
Mystery / Thrillerآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...