خطواته توقفت أمام خيمة المُجند الجديد بينما أوقف قسراً كل أفكاره حول أيقبل المُساعدة أم لا إلا أنه قطب حاجبيه عندما لم يعثر على من آتى للبحث عنه بخيمته !
لذا تقدم للداخل ينظر حوله قبل أن ينخفض واضعاً عُلبة الإسعافات الأولية مُقرراً الخروج و البحث عنه إلا أنه لم يكد يفلتها من يده حتى وصل لمسامعه تلك النبرة الباردة :" ماذا تفعل هنا ؟ ألم تفهم ما قلته لك قبل قليل ؟ "
آمال المعني برأسه قبل أن يلتفت مُحدقاً به ، هو كان يقف قرب المخرج يحدق به بضيق شديد مُكتفاً يداه لصدره ، يرتدي ثياب على ما يبدوا للراحة بعيداً عن العسكرية ، و جروحه و تلك الكدمات باتت أوضح له و هذا جعله يعتقد انه استحم بالفعل اي لهذا لم يكن بخيمته الآن ! .
تلك الكدمات التي باتت واضحة أعادت له استيائه ، بحق كل شيء ما هي فائدة التنمر على الآخرين ؟ إيذاء مشاعرهم قبل أجسادهم دون أي رحمة أو مُرعاة ؟
هو طالما سمع أنه لابد لأولئك الأشخاص من عقد نفسية تجعلهم يشعرون بالراحة بإهانة من سواهم و إظهار أنهم الأقوى إلا أنه الآن لا يؤمن بشيء كهذا !
فبالنهاية من يمتلك عُقد نفسية أكثر منه هو ؟ تنفس بعمق عندما الآخر تجاهل وجوده عندما طال صمته ليجلس بعيداً عنه يسند جسده على الخيمة من خلفه ! .
لذا هو كسر ذلك الصمت و أخيراً :" أنت قلت أنك لن تُسامحني إن أجبرتك صحيح ؟ "
فتح المعني عيناه لينظر له بهدوء قبل أن يُردف الأول بِمرح فور حصوله على انتباهه :" إذاً ماذا لو أقنعتك ؟ بالنهاية يمكنني جعلك تمل حقاً حتى تقرر الخضوع لأجل طردي ببساطة ! "
راي ضيق عيناه يحدق به ، الكثير من المشاعر بانت بمُقلتيه قبل أن يتنهد بتعب يجيبه بهدوء :" أعطني العلبة و غادر فقط ، سأعتني بنفسي وحدي "
شيء من عدم الرضا بان على ملامح القائد الذي هتف سريعاً :" قلنا لا طبيب ! و أنا تنازلت عن هذا الجزء لكنني من سيُعالجك على الأقل ! أنظر جزء مما حصل اليوم كان غلطتك أيضاً "
عِبارته الأخيرة جعلت الشاب يرمش بنوع من الصدمة قبل أن يقطب حاجباه بشيء من الغضب !
هو السبب ؟ و كيف ذلك ؟ ماذا فعل أساساً غير بقائه وحده بعيداً عن الجميع عله بهذا يبتعد عن مثل هذه المواقف المؤلمة .
إلا أنه ما كاد ينطق بحرف حتى كان قائده أمامه تماماً بينما يقوم بوضع المُعقم على قطعة قطنية يردف بابتسامة بسيطة :" أنت تفكر بشكل متشائم ، تتناسى ربما أنك مع طلاب سنة ثانية ! لا تتخيل أنك قادر على أن تصبح مثلنا بالتدريب الزائد ! "
أنت تقرأ
غُربة روح
Misterio / Suspensoآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...