الفصل السابع و العشرين

1.3K 109 137
                                    

الحزن يفرغ كافة مشاعرنا، يُشعرنا كما لو أننا مجوفين، لا معنى للوجود و كأنه لون رمادي باهت هبط فجأة على قلوبنا يسلبها نضارة لونها الأحمر، يفقدها حماسه للنهوض و ضخ الدم..

أجل لم يسبق لأحد الموت بسبب الحزن فقط لكنه دائماً ما قتل بنا أحلامنا و مشاعرنا، كثيراً ما جعلنا نادمين مُستائين من أنفسنا قبل الآخرين، يجعلنا نتعلم لغة جديدة لا تحتاج لحرف واحد حتى و نجد بها راحتنا..

' الصمت'

-------------------------

الثياب العسكرية الرسمية زينت أعضاء فرقة تداشي لأول مرة كما لو انه تم الاعتراف تخرجهم و إن كان شيء كهذا مُحال..

ربما واحدة من أسباب اصطحابهم لمهمة حقيقية كانت أنها على الأغلب لن تحتوي على أي نوع من المواجهات؟

و الثاني هنالك عدد كبير نسبياً من العساكر يتواجدون بالموقع و بعضهم بلباس مدني..

هي مهمة خارجة عن المألوف بشكل كامل، بل للآن لا يصدق مدير هذا الصرح التعليمي أنه يخرج إليها..

حسناً مما هو مستغرب؟ الأمر ليس تعجيزياً و حتى أنها طريقة مألوفة للغاية طالما تم استخدامها عبر الأزمنة لكنه يتسائل الآن هل عدوهم يمتلك هذا النوع من الخباثة؟

و مجدداً ماذا يفكر هو تماماً؟ شخص قام بنحر عنق شقيقته جاعلاً دمائها تغادر جسدها بكل بطئ مراقبات إياها تلفظ أنفاسها الأخيرة بهكذا طريقة و أمام طفلين لماذا لن يكون دنيء لتلك الدرجة حقاً؟!

و بين تلك الجموع التي تواجدت لهذه المهمة رمش ريو بملل قبل أن يميل برأسه ينطق :" بشكل كلي لماذا يبدوا على السيد آساموا بعظمة منصبه تصديق هذا المختل؟"

الفرقة اتجهت أنظارهم إليه دون غيره ليحرك هو كتفيه بلا اهتمام حقيقي..

بينما كانت عينا هيروشي تراقبه بكل حذر و تصيد فقط كيف قد يثق بأن هذا الشاب لن يوقعهم كلهم بفخ ما؟

بصره انتقل لرأي الذي وجد انه يجيبه بنبرة هادئة :" لا يوجد عدد كبير من المختلين عقلياً مثل دينزو ساتو"

و السخرية تربعت على ثغره يجيب :" لكن انت فكرت بطريقته عزيزي راي بت أخشى أنك تمتلك ميول مشابه جدياً"

ضحكة صدرت من المعنى بينما تدخل هوشي لأول مرة متفاعلاً معهما :" يوجد من يمكنه رؤية جانبك المنفصم إذن سواي! "

ذلك التعليق دفع المعني ليرفع احد حاجبيه باعتراض مطلق، بينما و من جهة أخرى راقب شو ذلك الحوار بنوع من الهدوء الحزين، فقط لماذا تعامل ريو معه بتلك الطريقة القاسية؟

غُربة روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن