الفصل الثالث

3.7K 367 247
                                    

أنفاسه كانت مُضطربة تماماً و هو مُقيد على إحدى المقاعد الخشبية بساحة إحدى البنايات بينما يُغمض عيناه بقوة و كم يتمنى لو أنه قادر على إغلاق أُذنيه أيضاً ليمنع صوت صرخات رفيقه من الوصول إليه !

هو توسل لهم أن يتركوه و شأنه أو حتى طلب أن يتم عقابه بدلاً منه لكن لا أحد استجاب له ، و كم كان أمراً مُؤلماً بالنسبة له عدم قدرته على فعل أي شيء .

فتح عيناه ما إن توقفت الأصوات حوله ليحول بصره بقلق بإتجاه رفيقه و الذي كان يتنفس بسرعة و ألم ، شعره ذو اللون الأحمر الداكن كان مُلتصق بجبينه بفعل العرق بينما صدره يهبط و يعلو بلا رحمة ، عيناه الزرقاوتين كانتا تحدقان بالسماء بشيء من الشرود و التفكير و لسبب ما تخيله رفيقه يفكر بالحرية حتى لو كانت على شكل موته !

أعاد بصره لمن كان يقف أمام زميله بإبتسامة مُختلة و الذي كان يتجه له بذات ابتسامته ، ليحتد نظره و ملامحه ، هو حقاً يكره من أمامه و بشدة ، لماذا عليهم تحمله ؟ هو مُختل بمثل عمرهما تقريباً لكنه يعشق سماع صراخ الآخرين ورؤية ألمهم !

خرج من تموجات أفكاره المُضطربة عندما شعر بتلك اليدين القذرة تُمسك به من ذقنه لتجبره على النظر لصاحبها و الذي نطق بابتسامة واسعة :" هيروشي ! فقط لماذا أنت مثالي بالمهام و لا يتم عقابك ؟ كم هذا مُمل ، بكل حال أنت الزعيم يرغب برؤيتك "

أنهى عبارته تزامناً مع قطعه للحبال التي تقيده ، حدق هيروشي براي و رغب بالتقدم و تحريره إلا أن مُعذب رفيقه نطق بمرح :" الزعيم ينتظرك ثم أنا لم أنتهي من العبث مع راي بعد ! "

شهق بفزع فهو ظن أن عقاب رفيقه قد إنتهى بالفعل ، أراد تجاهل الزعيم وكل شيء لتحرير رفيقه إلا أن صوت راي المليء بالتعب أوقفه :" فقط اذهب ! "

عض على شفته بقوة فهذا يؤلمه أن يدير ظهره له ، ليس وكأنه بوجوده هُنا سيتمكن من مُساعدته إلا أنه فقط على الأقل يعلم ما يحدث معه وكيف عليه علاجه أو يشاركه القليل ربما ؟

بالنهاية وجد نفسه يغادر لمكان آخر بعد أن تم تهديده بُمضاعفة العقاب لراي إن لم ينطلق الآن .

إلا أنه حقاً لم يفهم ماذا يريد الزعيم منه ؟ و بالطبع بقولهم الزعيم فهم لا يقصدون بها زعيم المافيا بالكامل فذاك شخص من النادر رؤيته لاسيما لأمثاله و راي ممن تم إجبارهم على الإنضمام بطرق مُختلفة ، لكن من يريد مقابلته الآن هو المسؤول عنهم و عن توزيع فرقهم و من جمعه مع راي بالماضي بفريق واحد .

******
جلس على فراشه بهدوء بينما يحدق بالسقف بشرود تام بالرغم من الضجة حوله !

غُربة روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن