غُربة روح

الفصل السادس عشر

الصمود كلمة تحوي الكثير من الألم الخفي لتتم ! ، أو ربما هي صُبغت أحرفها بالكبرياء ؟ الكثير من التناقض ستحتويه حقاً ! ..

لما قد يحاول أي شخص بالعالم أن يصمد ؟ العديد من الأسباب قد تقف خلف تحمل أحدهم لجراحه و ألامه ! لكن لابد أنه و بمرحلة ما سيتوقف المرء قليلاً للتفكير أهذا يستحق حقاً الجهد المبذول ؟

أكل هذا الألم لا بأس بتجرعه ؟ أو هل نحن من يبالغ بتلك المشاعر ؟! ، هل الاستسلام حقاً غاية بالسوء ؟؟

####

الصمت فرض سيطرته بتلك الغرفة و التي ما تواجد بها سوى شخصين أحدهما ما استعاد وعيه بعد بل لازال غارقاً ببحر من الهدوء التام و الراحة أخيراً ..

و على خلافه تماماً القائد كان يخفض رأسه و شيء من الغضب كان يشع من مُقلتيه حيث بقي على ذات جلسته منذ حديثه مع الطبيب الذي كان غاضباً أيضاً !

قبل خروج هيروشي من المشفى ألم يبقى راي مرة للقيام ببعض الفحوصات ؟ و النتيجة كانت أن الطبيب أخبره أنه لا يمكنه القيام بتلك التدريبات حقاً كون عضلات جسده و مفاصله مرتخية و يجدر إعادة تدريبها بشكل تدريجي هادئ ، هذا كما أن جسده يعاني عدة اصابات و كدمات ازدادت مع ضرب المتنمرين له ..

فقط كيف ؟ كيف كان هو يجبر جسده على التحرك مع كل هذا ؟ لكن لازال هناك أنه يعاني من سوء تغذية و بحاجة للكثير من الفيتامينات و الطعام الصحي ليستعيد صحته ! و رغم هذا كان يتحدث و يتشاجر معه بشكل طبيعي للغاية !

يحاول إتمام التدريبات بكل هدوء و كأنه لا يعاني من خطب ما سوى عدم الاعتياد على كل هذا ، أغلق عيناه فور شعوره بصدور أنين خافت من الآخر لعدة ثوان قبل أن يعيد فتحهما و ينهض ليقف بِجواره ينطق بنبرة هادئة :" راي ؟ أأنت بخير ؟ هل تود أن أستدعي الطبيب ؟ "

و المعني بالكاد أبعد جفنيه عن بعضهما البعض لتظهر حدقتيه الزرقاوتين دون رد فعلي ! هو فقط حدق بالسقف دون أن ينطق بحرف واحد بعد أن أخذ نظرة للمغذي بيده ..

و حركته هذه دفعت الآخر ليتنهد قبل أن  ينطق مجدداً لكن هذه المرة بنوع من الاستياء :" فقط كيف لك أن تهمل صحتك إلى هذه الدرجة ! إن قال الطبيب أنه من غير المسموح لك التدرب فيجدر بك الاستماع إلى أوامره أنظر إلى جس... "

_ :" غادر حالاً و لا تتدخل بما لا يعنيك ! "

كلماته نطقها بكل هدوء و حِدة بينما اتسعت عينا هوشي بشيء من الصدمة و الاستنكار لكنه و قبل أن ينطق بحرف واحد حتى تابع الآخر بذات هدوئه و دون النظر إليه :" و لا تجرأ و تنطق بعبارات سخيفة كأنا هو القائد و ما إلى ذلك ! "