الفصل التاسع

2.9K 281 305
                                    

بحلوها و مُرها ماضية هي ، عقاربها لم و لن تتوقف إن لم تصل لخط النهاية ، مُستمرة و إن تعثرت ، سقطت ، انهزمت !

ما كانت لتنتظر وقوفك فأياً من هذا لا يهم ! كل ما في الأمر أنك تخسر روحك و وقتك الذي لن يعود ، لذا نهضت أم لا يا رفيقي ما كانت لتهم أحد سواك ؟! أنت فقط فانهض لنفسك و عش لأجلها ببساطة لتصل لخط النهاية واقفاً لا مُنحنياً بشكل يثير الشفقة ! 

هو أنهى تبديل ثيابه سريعاً و قد سمح لخصلات شعره القرمزية أن تنساب بنوع من الحرية حول وجهه و عنقه بينما لازالت قطرات المياه تنزلق منه !

رفع يده للمسها بهدوء بملامح ما ظهر منها ما يفكر به من يقف أمام المرآة !

هو أمسك المقص و قربه من تلك الخُصل عله يقتلع بعضها لكن لا ! ، هو أخفضه معيداً اياه لمكانه قبل أن يعود للفراش يمسك بالمنشفة و يجففه جيداً مُتخلياً عن فكرة قصه مجدداً !

ليس بعد ، لم يحن وقت بدأ صفحة جديدة بحياته بعيداً عن كل تلك العصابة فهل نجاته مضمونة حتى ؟ أينهض هيروشي و يعود إليه بابتسامته الدافئة أم سيفقده أيضاً ؟

أغمض عيناه يشد على قبضة يده ، لن يحدث و هيروشي قطعاً سينهض عليه أن يجبر ذاته على الإقتناع بهذا و ركل كل أفكاره السلبية لئلا يسقط قبل الآوان ثم يندم بلا فائدة .

لذا أسرع بينما ينهي ما يفعله ليقوم بربطه للخلف كما هي عادته ثم غادر تلك الغرفة على عجل حيث يجلس ذاك المحقق و صديقه .

رفع إيساو رأسه أولاً ليبتسم بخفة فور رؤيته لذلك  العزم بعيناه ليقف هو الآخر تحقيقاً لوعده ، فالشاب هنا بذل جهده لرؤية رفيقه مساءاً لذا عليه الإيفاء بوعد بسيط كهذا !.

بينما زميله وقف هو الآخر يحدق بكلاهما قبل أن ينطق بنوع من الجد و هو يحمل معطفه بنية المُغادرة :" أنت عليك استبدال هذه الثياب ! "

و راي وجه نظرة منزعجة إليه يجيب ببرود تام :" لا أظن أن ما أرتديه مهم حقاً ، ثم لا أظن أن هناك ضمان للآن أن نهايتي و رفيقي ليست السجن و هذه الثياب هي الأنسب له ألا تظن ؟ "

و كلاهما توقف يحدق بالأصغر سناً بنوع من الدهشة ، هو حتى اليوم صباحاً كان يبدوا كطفل ضائع بحاجة ليد تُساعده ، تنتشله من الغرق و الآن كجانح ما !

رفع المعني أحد حاجبيه بسخرية يحدق بإيساو بشيء من الاعتراض ، إلا أن المعني ضحك بهدوء فمهما كان بُعده عن العصابة لابد من أنه اكتسب منهم الكثير من العناد على الأقل .

*****

أسند جسده للفِراش خلفه يجفف خُصلات شعره الشقراء بينما يغمض عيناه مُتمتاً بإستياء :" أنصحكم جدياً بعدم تناول الطعام غداً ! كيف لهم ترك جوهرة مثلي تعمل ؟ "

غُربة روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن