الحياة كما البحر ، عميقة هي إن بدأت بالغوص بها و ضحلة إن وقفت ببدايتها دون أن تتقدم ، مُظلمة و مخيفة إلا أنها و بقلبها تحوي نوعاً من الحنان يمكن الكثير من النجاة ، يتدفق بكلاهما و بين طياتهما الكثير من الكائنات التي تجاهد ، تشقى ، تعمل ، تحب ، تكره ، تنشر الفتن و الخراب أو السلام و الدفء ثم يصلون لنقطة النهاية !
كالمد و الجزر هي لا تتوقف عند حال بل تتقلب بعنف تارة و بلطف بأخرى ، و كل ما على تلك الكائنات فعله هو التأقلم كحل سهل و التغيير لمن يملك قوة الإرادة ليبقى الخط الفاصل بينهم يوم وصولهم للنهاية ما تركوه خلفهم من أفعال تروي لمن بعدهم عنهم بكل عيوبهم و ميزاتهم .!.
و هناك بتلك الغرفة الباردة وقف بينما يفكر إلى أين تمضي به الحياة ؟ ما نقطة النهاية لديه و أي عبرة سيتركها لمن هم خلفه ؟ أيتم ذكره بحنان و شوق أم كره و حقد بل أهناك من قد يذكره أساساً ؟
يده كانت قد ارتفعت للأعلى و للآن هو ما علم من يقف خلفه !؟ لذا ما فتح فمه بأي حرف بل فقط عيناه كانتا تُحدقان برفيقه الراقد بلا حراك أمامه تشكيان له الكثير من الألم و الحزن ، الانكسار و الذل .
هو يختنق حرفياً من كل ما يحدث حوله ، يشعر أنه سينهار قريباً عاجزاً عن الوقوف حتى !
أغمض عيناه فور شعوره بفوهة المسدس توضع على رأسه بينما يدين تمتد تسحب يداه للخلف لينطق أحد المتواجدين معه بالغرفة :" أنت مذهل ، هربت من الكوخ بسهولة فهمت سبب وضع جهاز صاعق لك ! بأي حال لم تخيب ظني بقدومك لرفيقك و إن أخبرتك سابقاً أنه لن يستطيع الحركة صحيح ؟ "
ابتسامة ساخرة شقت شفتيه رغم حرقة الدموع بعيناه و هو يجيب بإنكسار شديد :" إذاً سيدي الشرطي أأنت تحب دائماً القيام بلعبة الفأر و القط ؟ "
اجابه إيساو بينما يحرر يديه و يخفض سلاحه :" لا مُطلقاً ، اعتقدت أولاً أنك أكثر ذكاءاً من السقوط بفخ كهذا لكن يبدوا لي أن قلقك عليه كان أكبر و هذا حدد مصيركما معي "
التف المعني إليه يحدق بعينا إيساو و من معه بحذر ليردف الآخر مُكملاً كلام رفيقه :" سنحاول مساعدتكما قليلاً ، قد ننجح و قد لا يحدث هذا ! لذا لسنا نعد بشيء لكن بالمقابل عليك أن تتعاون معنا و جيداً "
نظر لهما بخفة بينما يشعر بشيء من الأمل ليس لنفسه حقاً بل لرفيقه فقد نطق بنوع من العزم :" لا أريد منكم أكثر من حمايته ! تعلم أنهم سيحاولون قتلنا و هو الضحية الأسهل نظراً لوضعه لذا .."
صمت ينحني أمامهم سريعاً قبل أن يُردف :" أقسم سأفعل كل شيء و أي شيء مقابل حمايته جيداً "
أنت تقرأ
غُربة روح
Mistério / Suspenseآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...