الفصل الخامس عشر

1.2K 140 254
                                    

√√√√√√√√√

ما استطعت تقبل فكرة موتك ، أحتاج أن أعيش طويلاً جداً ، ربما مئات الأعوام فقط لأتمكن من نطق اسمك أو أن أروي قصة عنك دون أن تنهمر أدمعي ! ..

دون أن أشعر بانقباض قلبي ، كيف يمكن للذكريات الثمينة أن تكون هي السبب بابتلاع روحي ببطء ؟

كيف أمكنك ترك كل هذه الندوب خلفك ؟ لا بل كيف تجرأ على الرحيل دون مُقدمات ! و بِلا أن يعترف قلبي بموتك ..

√√√√√√√√√√

الظلام كان طاغياً بكل أحكامه على المكان ، برودة الجو و الصمت كانا منسجمان بشكل تام معه ، كسيمفونية مكونة من ثلاثة مقاطع لا تصلح إلا بعزف كل أركانها معاً ..

نسمات الهواء الباردة كانت تُبعثر خُصلاته الشقراء بينما ثيابه التي يرتديها ما كانت كافية لردع تلك القشعريرة التي تهاجمه بين فنية و أخرى رفقة الهواء ..

و رغم كونه قادر على الشعور بكل هذا إلا أن شعور ما لديه يُخبره بوجود أمر خاطئ ، هنالك تفاصيل غير صحيحة بالمكان !

لا هو ألم يغفو بالغابة ذاتها التي اتجه لها هروباً من سماعه لتتة حديث هيروشي ؟ إذاً كيف بات مُستلقياً أمام البحيرة ؟

لم ينهض أو يحرك جسده حتى لكنه التف إلى يمينه حيث شعر بوجود شخص ما بقربه و عيناه اتسعت بشدة حينها !

شيء من الشحوب بان عليه فوراً لرؤيته ، زائره المُعتاد كان جالساً بِقُربه مُقلتيه كانتا تُحدقان بالبحيرة بسكون كبير ..

لكن على خلاف العادة هو ما كان مُخيفاً و لا مليئاً بالدماء ، نظراته ساكنة بشكل كبير لكن عيناه ليست ميتة ..

بدى له حزين ؟! و هذا آلم كل ذرة نابضة بقلبه لما هو حزين ؟! أيتألم بعيداً عنه ؟!

هُناك من يزعجه ؟! أم أنه سبب ألمه الرئيسي ؟! دموعه انهمرت بلا إرادة منه قبل أن يشهق بألم محاولاً إفراغ ما بصدره لكن أهذا ممكن حتى ؟

و عينا ذاك الشاب ذو الخامسة عشرة التفت لتقابل ملامح الأكبر الباكية لتمتد يده تُبعثر تلك الخُصلات الشقراء يميل بجسده باتجاه الأكبر الذي توقفت دموعه عنوة مُحدقاً بتصرفات زائره الغريبة :" ألم تكتفي حقاً من ذرف هذه الدموع ؟ هذا كافٍ حقاً هوشي بجدية توقف "

كلماته تلك بدت للأكبر لغة مجهولة الهوية ! حيث قطب حاجباه بالكثير من عدم الفهم قبل أن يرفع يده ليُمسك إحدى خُصلات الأصغر بخفة :" أخي ؟ "

غُربة روح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن