منه الله كتبوها؟

74 4 1
                                    

واغاني كانت تسمعها، وعبارات لم تتزكرها من قبل ، احست بان اسلاك ذاكرتها تومض وتخفت .
ظلت على هذه الحاله نصف ساعه مرت عليها كانها قرن كامل. حاولت ان تتصل بامل لكنها نسيت رمز هاتفها.
تقدمت منها فتى صغير  وسالها هل اضعتي والديك؟

Twitter:emaaa_20

رجع هشام الى منزله ، لم يحس بالذنب لما فعله لكن ضميره حركه قليلاً ولكنه في نظره كان مجتهدا في عمله ولم يصل الى تلك المكانه بسهوله. واتت تلك الفتاه بكل سهوله واخذت مكانه .كان يؤمن بالعدل ويؤمن بالمكافأه في النهاية.كانت امه على حق حين حملته  على دراسة الاقتصاد ،كان يقنع نفسه بانها تعرف مصلحته اكثر منه ، هكذا كان ينظر في المرأه لنفسه مدعيا الرضى عنها ، رغم انه كان يحلم بان يكون رساما يحاكي ابداعات الخالق في لوحاته،كان يتلقى التنمر من زملائه في الجامعه لانه لم يكن ذكيا او نابغه مثلهم وكان يقولون انه دخل تلك الجامعه المرموقه بسبب مركز امه ،فقد كانت مديره الجامعه .وتذكر كيف كانت تعايره بمستواه المتدني  ،وكانت تقول له باستفزاز :"حاتطلع زي ابوك ". كان ابوه رساما حالما ، غير آبه بمشقات الحياه طالما هو مستمتع بها وكان هشام معجبا بوالده اعجابا شديدا كان يراه متميزا وتمني لو ان لديه الشجاعة ليصبح مثله.   لعلّك مَرَرتَ في حياتِك بشخصيّةٍ غاوِية، فَشِلت في مقاومة عقله الفَـذّ رغم عاديّة مظهره، ورغم عدم حرصه على تقديم نفسه، أو تلميع صورته أمام الآخرين لاستمالتهم إليه. يغلب الظن أنّ مِثْل هذا النوع من الشخصيّات لن يمر عليك مرور الكرام، ستظلّ سيرته تعْصف بك، بإمكانك أن تهرُب مِنه، لكنك لن تستطيع أن ترفضه°°. كانت عبارة نورا الشمري هذه المفضلة لدى والد هشام وكررها له كأنه يصف نفسه.
فصارت تقفز في رأس هشام كلما فكر في شخصية والده . ولكنه رغم هذا لم يستطع تقبل نفسه كما هي كان اجبن من ان يأخذ قرار حياته بيده واختار ان يتبع امه موهما نفسه بانها على حق. الكثير منا يعيش بهذه الطريقة ،يختار اسهل الطرق، معولا على خبرات الاخرين التي هي في الاصل خبراتهم همّ ومغامراتهم همٌ .

نظرت منه الى ذلك الطفل الذي امسك بيدها وقال لها" خالو مصطفى مشى يجيب لي عصير ،لمن يجي حايوصلك لاهلك " ابتسمت منه للطفل الصغير وكلامته اللطيفه وامسكت بيده الصغيره . صرخ الطفل:"خالو جا".
جاء خال الولد كان في منتصف العشرينات، طويل القامة،اسمر ذا لحيه مهذبه، وعينين كبيرتين ،كان يلبس بنطال وجاكيت فوق قميص اسود. قال لها بصوت متفاجأ :"ايت (8) "!
قالت له منه نعم . ثم تداركت نفسها من هي ايت .
قال لها الولد:"ايت كيفك، زمن طويللل ،وين انتي يازوله"
قالت له منه :"انت ملخبط، انا اسمي منه الله حسن."
قال لها الشاب:"اي عارفاك "وضحك قائلا:"انا مصطفى ياخ م عرفيتني "
لم تتذكر منه من هو مصطفى وقلقت بشده هل فقدت ذاكرتها .وبدات منه تبكي.
قال لها مصطفى" الحاصل شنو يامنه احكي لي انا صاحبك" حتى الطفل الصغير اخذ مناديله وصار يمسح دموعها . اخبرته منه ماحدث .ولكنها كانت في تللك الحظه تتذكر كل شئ الا هو.
اركبها مصطفى سيارته وواوصل الطفل الى بيت اخته . وذهب بها الى مقهى قريب ثم قال لها :"تتذكري هنا؟" قالت له منه :"اي ،هنا بلاقي دكتور سعيد ، انت كنت معاي في الجامعه بتعرفو مش؟" قال لها مصطفى:"اي طبعا. احنا كنا شله وكنا بنجي هنا ايام الجامعه وانتي كنتي معانا" شعرت منه بانها تعرفه لكنها لم تستطع التذكر .حاول مصطفي ان يخلق حديثا معها وصار يسالها عن عمله ،اخبرته ان تعمل في وحده من اكبر شركات اداره الاعمال، وسالته ماذا يعمل اخبره انه ترك العمل الوظيفي ويحاول ان يبنى عمله الخاص . قالت له منه ماشاء الله . بدا عليه شابا مهذبا ، وشعرت بالذنب لانها لم تتذكره .كل ما كانت تتذكره انها كانت مجتهده للغايه . وتذكرت انها لم تكن محبوبه لدى الطلاب لان دكتور سعيد كان يفضلها .حتى صديقاتها فقدت تواصلها معهن منذ وقت طويل . هي تذكر ذكرياتها في الجامعه وشعرها الذي كان طويلا وقتها وتذكر المقهى لكنها لا تذكر مصطفى.
اخبرته بان عليها الذهاب الى المنزل ،اوصلها الى شقتها واعطاها رقمه ،واخبرها ان تتصل به اذا احتاجت الى شئ.

دخلت منه شقتها وكانت مشوشه جدا حتى انها لم تلحظ أمل التي وقفت قربها . سالتها امل التي كانت تراقبها من النافذه :"دا منو السمح دا؟" قالت لها :"منه والله انا زيك ما عارفه" قالت لها امل:"ما كنت عارفاك بتاعت الحركات دي"وضحكت ." الموضوع ما كدا" اجابتها منه بصوت مهموم .
  قررت منه ان تحكي لامل كل شيء منذ حادثه نسيانها الاولى.
. سمعا طرق في الباب دخلت فتاة لم ترها منه من قبل ،كانت تضع تقويما، واحمر شفاه وردي ولديها خصله قصيره . قالت لها امل تفضلي . "منه دي صحبتي الاء ، الاء دي منه" . تصورت منه ان صديقات امل سيكن مثلها .يملكن مظهر العلماء، على عكس هذه الفتاه ذات الفستان الانيق.

قالت امل لمنه :"احكي قدامها عادي ماح توري سرك لزول دي صحبتي شديد" كانت امل تظنه سرا عاديا.
ترردت منه الله التي تعودت على حفظ الاسرار منذ ان كانت طفله فلم يخبر والدها احد بحظها حتى لا يستغلها احد.
ولكنها قالت انفسها لن اخسر شيئا.
وحكت لهما كل شئ منذ ان كانت طفله محظوظه حتى توصيل مصطفى لها.
قالت لها الاء ، صديقه امل: "شكلو زول عرف وكتبك  ، امشي شوفي شيخ" قالت لها امل:"سيرسلي يا الاء سته سنين في المجال دا وتقولي كدا " اجابتها الاء :"العين حق". لم تقل منه شئ. قالت لها امل انتي بس مصدقه بالموضوع عشان كدا متحقق اما موضوع النسيان دا..

اخذت امل قميص لمنه كان على سريرها ورمته على الارض .صرخت فيها منه لماذا فعلتي هذا ، كانت منه سريعة الغضب .لا تفكر قبل ان تتكلم .ولم تفهم ان امل كانت تحاول فهم ما يجري .صمتت منه واستوعبت ما حدث .ثم سالتها امل بعض الاسئله العامه.
متى كان استقلال السودان؟ ما عدد الحكومات الدايمقراطيه في الوطن العربي؟ ماهي عاصمه جنوب إفريقيا؟
بدا التردد واضحا في اجابات منه التي شعرت بالقلق على ذاكرتها.
قالت لها امل بحماسه لم ترها بها منه من قبل :حالتك مثيره للاهتمام كلما تغضبين فقدتي جزء من ذاكرتك قريبه المدى.
ولكنها تعود بعد فتره يا امل قالت منه.
هذا ما ساحاول اكتشافه قالت امل بحماسه.
خافت منه ان تصبح فار تجارب لتلك المهوسه بالعلم او بمهوس اخر بالعلم ،وتخيلت نفسها في معمل مغلق بها الكثير من العلماء يوصلون وصلات الى دماغها ويصعقونها بالكهرباء .
بالطبع كانت فكره خياليه ولكنها اخافت منه على كل حال.
كانت منه تفكر بالذهاب للطبيب ولكن بعد ان رأت حماس امل قررت أن تجد حلا اخر.

اقترحت منه على امل ان تبقى في المنزل لتستريح لكنها رفضت .بحجه ان هذا سيعطي هشام فرصه اخرى لهزمها. 

استيقظت منه في اليوم التالي ووجدت الاء التي كانت تدرس مع امل الليله السابقه قد ذهبت يبدو انها نامت قبل ان تودعها.
استقيظت امل وقالت لها:"انتي متاكده عاوزه تمشي بالحاله دي"  قالت لها منه :"متاكده "
اعطتها أمل ورقه فيها رقمها ورمز هاتفها وارسلت لها موقع الشقه في هاتفها . كانت تهيئها كانها ذاهبه لحرب . ثم قالت لها تذكري مقوله صلاح الراشد :لا يهم الحدث بل المهم رده الفعل."يعني مهما حصل ماتتفاعلي.
شكرتها منه وخرجت للعمل.



ورو القصه لاصحابكم مع الكهرباء البقت تقطع والملل دا
وشوفو قناتي بليزز
https://t.me/emaannwalleed
تويتر https://twitter.com/emaaa_20?s=09

الهبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن