صرخت امل .... "دا شنو دا"
غمزت منه لامل التي مازالت مدهوشة من تصرف منه المباغت.
"ايت اخيرا اتذكرتيني" "حانرجع اقوى من أول" ردت عليه منة .
"حانعوض السنين الكنا بعيدين من بعض"،نظر إليها مصطفى بإنتصار ونظر لأمل بغبطه.
جرته امل على جنب وسألته،كيف سمح لمنه بالاقتراب منه هكذا،اخبرها بأن الامر عادي وضحك قائلا ورائع لأنها منه.بدا لأمل جليا من ابتسامته السعيدة انه تذكر عينيها العسليتين،وحواجبها المقوسه بروعة،وجسدها المتسق مع طولها. لاحظ مصطفى صمتها ثم قال:"دي منه حانحقق الثراء بيها!!"
سألته بحزم:"انت بتحبها؟"رد عليها لا ولكنني لا امانع قربها. قالت امل بحسره:"وانا.." اجابها مصطفى مشددا :"انتي صحبتي الساعدتني وعمري ماح انساها ليك"
"طيب لي حسستني انك عاوزاني" اجابها مصطفى وقد بدا عليه نفاد الصبر:"في اليومين ديل يعني؟ حسيتي اني ح اتقدم ليك؟". "انا عاوزاك يا امل بس ما مستعد لحاجه زي دي " ثم اكمل يخبرها انهم معا،سيملكون الذهب.
لكن امل اخبرته بأنها انسحبت،كما انسحبت الحماسه من عينيها حين كانت تتلقي بعيني مصطفى.ادركت امل أن منه تخطط لشيء خطير
إن كانت منه تريد الايقاع بمصطفى فهذا يعني انها اكتشفت اعجابها بمصطفى، لكن لماذا لم تغضب عليها في حينها، هل تريد الايقاع بها،ام انها حسنت النية تجهاها،متى تحولت أمل الى مشككه،كيف لمنه أن تثق فيها،كيف ستحب نفسها بعد تفكيرها ذاك.
كانت امل توهم نفسها او تحاول ان تصدق انها تريد مساعدة منه.
بمشاعر ساذجه ظنت انها تستطيع الشعور بالحب، قد نظر اليها لذكائها. شئ لم يفعله احد من قبل،رأها جميلة وذكيه،لم تحب تصديق فكره انها يتلاعب، ستلوم نفسها عليها لوقت طويل،لانها ظنت انها اذكى من أن يخدعها احد.
بقي مصطفى يتحدث مع منه مطولا يستعيد معها الذكريات،وخرجت الفتاه المكسورة،ذات النظارة المدورة،الى الشارع،كانت تريد الاختفاء لم تحب اظهار حزنها لأحد.ستجد لنفسها مكانا،حتى تتصلح الاوضاع.اتصلت الاء بمنة تسالها هل هي بخير،اخبرتها منه انها لم تكن افضل حالا من اليوم.
بعد عده اسابيع
جلست منه في مكتبها وبعد ثواني قليله من دخولها انضم اليها هشام فبدأ يسأل عن احوالها وما استجد في خطتمها
اخبرته منه أن الحيلة انطلت على مصطفى وبدأ يصدقها."هشام" !!! يا منه، كيف لك تثقي بيه؟
اوعك تكوني حكيتليه بمشكلة النسيانحكيت ليه يا الاء وماندمانه .
صفعت الاء منه الله في وجهها ،هل أثر عليك موضوع النسيان؟ هل فقدتي عقلك؟،انا وهبه نقنع اباك بالفكره ونجعله يسافر ثم يعود خائبا لأنك لا ترضين مقابلته وتثقين بهشام؟؟؟
ساشرح لك كل شئ.
بعد نجاح الحفل الخيري،وشهره الشركه وارباحها التي تحقق بفضلنا، اخذنا ترقيه انا وهشام .
دعاني الي بيته كإحتفال بنجاحنا،التقيت والدته،كانت داعمه،تفخر به وبنفسها حد النرجسيه، حسدته عليها، لكنه اخبرني انها العكس تماما، انها تحب نظرة الناس لإبنها و ليس سعادته هو. لقد عانى حقا من أجل اسعادها.ولم تره كافيا ابدا.
اخبرته بقصه والدي المشابهه وكيف انه يريد استغلالي لمصالحه،لكني لم اشرح له بالضبط ما المشكله.
صرت محتكه به اكثر،وصار الذهاب للعمل ممتعا. الى ان اتى اليوم الذي اخبرني فيه انه يريد ترك العمل للابد،والسفر وممارسه شغفه،اخبرته انه لايمكنني العمل بدونه ،لكنه اعطاني بعض الكلمات التحفيزيه،وهو لا يعرف ورطتي فهو رغم كرهي السابق له كان محترفا ،واي شخص سيتعين بعده سيكون منافسا لي اكثر من داعم .
في العمل لاحظ هشام توتري ،وكان يخبرني بأن الوضع سيكون على مايرام وهذا توتر طبيعي،حتى جاءت في يوم حافل ،عميلة كثيره الاسئله،قليله الصبر ادخلتني في مشكله كبيرة ثم اشتكت علي وقالت انني صغيره وغير محترفه .غضبت منها فضاق نفسي ووسقطت،وحين استيقظت في مكتبي لم استطع في الوهله الاولى التعرف على هشام اذي خاف من الأمر واصار على ذهابي للمشفى. لكنني رفضت وادعيت انني امزح معه فحسب.
صار يراقبني حتى استداعاني يوما لمكتبه واخبرني انه قد فهم كل شئ،حاولت الانكار،لكنه اصر واخبرني انه قد بحث عن حياتي الجامعيه وعرف بموضوع مصطفى واخبرني ان عليه ان يدفع الثمن. "لازم اتأكد قبل ما اخلي ليك الشغل انو مافي حاجة حاتتضايقك".
قالت لها الاء:"انتي متسرعه شديدد،الضمنك شنو". لن أخذل من هشام اجابت منه الله.في الاسبوع التالي حاول كل من منه وهشام البحث عن سامي،لأنه الوحيد الذي شهد الحادثه،البعض يقول انه سافر،والبعض يقول انه سجن.
فكر هشام اخيرا في ان يلتقى بمصطفى،كان قد عرف انه يرتاد احدى نوادي الشطرنج التي اصبح مصطفى يرتادها لقتل الملل.
في ليلة مثل كل ليالي المدينه المتشابهه،كانت الساعه السابعه حينذهب هشام الى هناك،وانتظر خروج مصطفى ثم تبعه الى الخارج.
كان المكان شبه خالي،استطاع هشام لمح مصطفى بسهولة، تقدم إليه،
سلم هشام بمعرفه،صافح يده بثقه ،تحولت نظره اللامبالة في عيني مصطفى الى نظره استكشاف،اعتذر له بأنه لا يعرفه، ابتسم هشام بهدوء،واعطاه سيجاره،ثم قال:"انا كنت ما بفوت مبارة ليك،انت كنت اسطورة" واكمل وهو ينفث السجارة، "كلو بسبب البنت ديك خربت كل شي "نظر اليه مصطفى وهو يحاول قراءه وجهه،ثم قال كأنه تذكر اجابة سؤال في امتحان صعب:"انت كنت اخو البنت ديك،جيت مباريتين بس،عرفتك".
ثم اكمل:"ايوا كلو بسبب منه،واستاذها داك"
سأله هشام بعد فتره طويلة من الصمت :"حصل ليها شنو بعد الضربه ديك"
اجابه مصطفى:"ولا شي بقت ما بتلعب بس،لكن ندمت اني ضربتها.
خسرتها في ذلك اليوم.حين خرج هشام في تلك الليلة،حاملا تسجيل يؤكد اعتراف مصطفى،ظنت منه انها ستتحرر أخيرا من هذا العذاب،ستقاضي مصطفى على الضرر الذي الحقه بذاكرتها.
ذهبت منة الى الطبيب لأول مره وحدها،في هدوء،ارادات ان تكون وحدها في تلك اللحظه، كان عليها ان تجري بعض فحوصات الدماغ،لتستطيع تقديمها في بلاغها،لكن المفاجأة كانت ان فحوصتها تؤكد انها لا تعاني اي ضرر في الدماغ او في الذاكرة..
