المرأة بطبعها قويه إذا عزمت على امر فانها تسعى لتحقيقه .
ركبت منه الباص ابكر من المعتادوجلست في مقعدها المعتاد قرب النافذه تطالع الشوارع بتمعن شديد تدقق في التفاصيل .اول ايامها في العاصمه كانت هذه الشوارع تلفت انتباهها ولكنها الان بعد خمسه اعوام قد تعودت على رؤيتها .فكرت هل ستفلت انتباهها هذه الشوارع في المستقبل ايضا، هل سيأتي يوم تنسى فيه كل شئ وتبدا من الصفر .كانت تحاول الا تغرق في تلك الافكار حتى لا تشعر بالحزن.دخلت الشركه وتخيلت ان الجميع ينظر لها بسخريه . اخبرتها زميله لها بأن المديره تريد رؤيتها في المكتب .توجهت منه الى المكتب. كان وجه المديره هادئا . لم تجلس منه ولم تطلب المديره منها الجلوس. قالت لها بصوت موبخ:"انا من جيتي الشركه دي وانا شايفه فيك نفسي ،زوله شاطره ومجتهده وبتعرفي تتعاملي مع القروش وما ظاهر عليك انك جديدة عشان كدا اديتك الفرصه دي . لكن شكلي اتسرعت في القرار دا ، انتي عشان دي اول مره انا ما طردتك لكن لو حصل موقف زي دا تاني انتي ما لازمنا "
اعتذرتت منها منه واخبرتها بانها ستتعامل باحترافيه اكثر. قالت لها المديره:"ما عارفه لو ما هشام كان موجود كنا حانعمل شنو ،اتعلمي منو ". ضغطت منه يدها بغضب .واعتذرت لمديرتها مره اخرى.
طلبت المديره من منه الخروج من المكتب .
كان هشام في الشركة الاستثماريه التي كانت في الاجتماع البارحه . اصبح هو الممثل الرسمي الشركة.
قضت منه يوما عصيبا تحاول التركيز ولا تستطيع ،كلما كانت تفكر فيه هو هشام وفشلها .
سالتها زميله لها ان تساعدها في بعض المعاملات الماليه ولكنها لم تستطع،كان تركيزها مشوشا . كانت عاجزه ان تقوم بابسط الحسابات دون استعمال الاله الحاسبه وتوترت جدا .ماذا ان عرف احد سرها ستطرد بلا شك ماذا ان عرف هشام سرها لن تتوظف في شركه اخرى . لاحظت زميلتها توترها الشديد وقالت لها:"دا من التوتر تعبتي الايام الفاتت " ابتسمت لها منه ابتسامه متكلفه .وقالت لها :"اي صح كلامك ،لكن برضو حااحاول اساعدك"دقت الساعه الرابعه تهيات منه للخروج فتحت هاتفها ووجدت خمسه مكالمات فائته. خرجت من الشركه وفتحت هاتفها وجدت ثلاثة اتصالات من والدها واتصال من امل ومن مصطفى .
وجدت من مصطفى رساله نصيه يخبرها بأنه يريد مقابلتها الليله ان كانت متفرغه.وانه قريب من الشركه وسيمر لأخذها لكنها لم تكن لها رغبه في الامر ارادت فقط ان تخلد الى فراشها والا تفكر في شئ
عاودت الاتصال بوالدها .رد عليها مذعورا :"يا منه انتي وين ،انتي مفروض تكوني هنا جمبي .انا بخسر في قروش كتيره ،وما عارف الحاصل شنو." كانت منه ايضا قد انفقت اموالها بكثره ،هي ايضا ولاول مره تواجه مشاكل ماليه .
واصل والدها قائلا:"انا محتاج ليك معاي ،لازم تجي هنا اخدي إجازة". غضبت منه كثيرا احست ان والدها يريدها فقط بسبب حظها . قالت له:"ما عندي طريقه مع الشغل برجع ليك بعدين"واغلقت الخط من دون ان تستمع الى بقيه كلامته . تداركت منه انها غضبت للتو غضبا شديدا وخافت الا تستطيع العوده للمنزل فاتصلت بمصطفى واخبرته انها قادمه اليه . فكرت انه اذا حدث لها شئ فسيكون مصطفى معها.
وصل مصطفى وكان متانقا .ركبت منه السياره ، حياها بلطف وسالها عن يومها حاولت منه مجارته في لطفه ثم اخبرته بانها تريد الذهاب للمقهى .مع ان لقاءهما الاول كان قصيرا لكنها احست بشئ عميق يربط بينهما ،نوع من الالفه الدافئه مع ان عقلي لايتذكرك لكن قلبي يفعل .قالت منه لنفسها.
"انا عاوز اعزمك حته تانيه ياخ" قطع مصطفى افكارها . لكن منه اخبرته انها ليست في مزاج جيد ابدا. وان المقهى دائما يحمل همومها ويواسيها بطريقته.
"ما مشكله يازوله نمشي الكافي القديم دا .يانمطيه"
وصلا الى المقهى كان مصطفى سعيدا .كان يلبس بنطالا وقميصا اسودا وجزمه جلديه .وكانت منه ترتدي تنوره ليست بالقصيره ولا بالطويله وقميص زيتي اللون يضفي للونها الاسمر لمسه انثويه .وقصه شعرها القصيره غير المرتبه تعطيها شكلا عفويا لا يتناسب مع كلاسكيه ملابس مصطفى.
جلسا في طاوله لاربعه اشخاص .سالته منه :"في ناس جاين؟" اجابها مصطفى:"مفاجأة".
ثم استناذنها للخروج .بقيت منه تنتظره وحدها. باستاذها الدكتور سعيد واخبرته انها تحتاج للقائه في الايام المقبله ثم سالته ان كان يعرف طالبا يدعى مصطفى.
"لاقيتي مصطفى وين؟" اخبرته منه بانها قابلاته مصادفه .صمت سعيد ثم قال لها:"طيب. لما نتلاقى وريني الحاصل" اقفلت منه الخط .دخل مصطفى حاملا كعكه واكياس هدايا .ثم دخلت امل والاء وغنو لها عيد ميلاد سعيدا.
كانت مفاجأة غير متوقعه لمنه ابدا،عانقتها امل لأول مره .ثم عانقتهما الاء معا.وتقدم مصطفى حاملا وردا احمر.احمرت منه حين رأت الورود شكرته وشكرتهم جميعا .سالت منه امل :"عرفتي عيدميلادي كيف ماحصل وريتك". اجابتها الاء بحماسه الاء :"ورانا مصطفى،واقترح نحتفل بيك،وجهز اي حاجه احنا عزمنا بس وجبنا الهديه "قالت لها امل:" ايوه ماقصر نهائي،انتي محظوظه" نظرت منه لمصطفى بخجل :"شكرا ليك على كل شي" قال لها مصطفى:"احنا ما بينا شكرا ما تقولي شكرا لي" هذا الفتى يظهر من العدم ويعرف عنها اشياء لاتذكرها تمنت لو انها تتذكره.
الجميع كان مستمتعا بذلك الاحتفال الصغير.الا منه التي اصبح الشرود عاده لها. فكرت في والدها هل نسي هو ايضا يوم مولدها.
،دمعت عيانها .ظن الجميع انها دموع الفرح. وتمنت لو ان والدتها كانت بقربها في تلك اللحظات ،كانت متاكده انها لن تنسى عيد ميلادها.وندمت لانها لم تعاود الاتصال بوالدها.انتهى امسيتهم .الحّ مصطفى ان يوصلهم لكنهم اعتذرو له بان الوقت تأخر واخبروه بأنهم سيطلبون تاكسي.
رجعو الى الشقه كانت الاء سعيده تتحدث عن لطف مصطفى، وامل تبحث عن دفتر لا تجدهه واتجهت منه لسريرها محاوله تجاهل نزاعتها الداخليه ومتجاهله صرير افكارها لتحاول النوم .
استيقظت منه مع صلاه الفجر ،وجدت الاء تصلي .توضأت وصلت ركعتي الفجر .ونظرت الى الاء التي تقرأ القران بصوت عذب .فبكت .كان صوتها مريحا هادئا .توقفت الاء ان التلاوه حين رأت بكاء منه يزداد ،اخبرتها منه الاتتوقف فهي لم تجرب هذه السكينه من قبل. وحينما انتهت الاء من التلاوه، رفعت منه يدها ودعت ان يلطف بها الله ويعنيها.اذا القصه عاجبكم فولو مي بليزز
وشوفو قناتي 😔https://t.me/emaannwalleed
![](https://img.wattpad.com/cover/302746918-288-k132478.jpg)