وجد كل واحد منهم رسالة في هاتفه،بعد اسبوعين من اختفاء منه الله ،وبعد أن توقفو عن البحث عنها.
بطريقه ما شعر كل واحد منهم بأنه يدين لها بشئ ،اعتذار،او مساعدة. رغم انها دائما ارادت ان تفسر الاشياء بطريقتها.
فقبل اسبوعين حين اتصلت هبة بأمل لستألها عن مكان منة،كانت امل قد غادرت الشقه لتختلي بنفسها.وكان مصطفى قد سافر ليرجع للعمل مع والده،بعد ان رفضت منة عرض زواجه. وكان هشام الوحيد القلق عليها ويحاول ايجادها.وقد اقلقه اكثر ان الاء كانت هادئه،كأن الانر لايعنيها.
على الصعيد الآخر كان والد منة يعرف ان فاطمه قد ذهبت مع منة،لكنها لا يعرف الى اين،كان ممسكا بمسبحته ،يمضي بين كراته بعجل،تارة يرفع عينيه الى السماء يتلو الدعاء في صمت وتارة،يسرح في الافق كأنه يذكر يوم ولادة منه،نفس المسبحة ونفس المصلاة،الا ان التجاعيد لم تكن زارته بعد،والشيب لم يكن الا ضيفا خجولا،حينها كان يبكي بمشاعر لم يعرف هل هي سعادة ام رجاء كان يدعو أن يرزقه الله بفتاة،ويدعو الا يزورها الفقر يوما،الفقر الذي لم يسبب الا التعس في حياته وحياة من يحب.
هو الآن يذكر كل هذا ويغطي وجهه الندم.استطاعت امل ان تحصل على شهادة الماجستير واصبحت تعمل في أكبر مراكز البحوث في البلاد وتطمح للعمل في ناسا بعد نيل شهادة الدكتوارة.
ترقى دكتور سعيد ليصبح عميد الكلية،واصبحت مهامه موزعه بين كونه اب لتؤامين ووزوجا لمدربة في علوم الطاقة والوعي.
ثابر هشام على الرسم،ولم يرجع لوظيفته ابدا،رغم قطع والدته صلاتها واموالها عنه.خسرت الرهان،لا اذكر تفاصيله،لكنني اذكر انه كان عن تجربه روحانيه،لكنني دخلت في احتمال معاكس،نسختي الجديده ترفض التغير وطاقه "الين"لدي تعبر عن استيائها لي.
لقد نسيت انني وعدت بالالتزام،نسيت تلك التجربه برمتها،كنت مشغولة بترميم الاشلاء.
لكنني مع ذلك شهدت ولاده جديده،ليست ممتعه،لكنها بالطبع كونت احتمالا جديدا لم يكن ليكون موجودا. لا اريد ان ابدو لك كدرويش صديقني انا بعيدة كل البعد عن الامر ،لكنني افضفض لكِ انت ذكية لانك تعين تماما ان كل خطوه لها معنى حتى ان كانت ملامحها غير واضحه في البدايه.لن اقول لك ان المعاناه هي المعنى كما تقول بعض الكتب،لكنني ساقول لكِ انها دروس.
انت تعلمين هذا وتعلمين ايضا ان الكون ذبذبي. وانه لايحدث شئ بالمصادفة،ولن يكن لقائنا مصادفة، علي ان اعترف لك،فأنتي الآن جاهزه لتلقي الحقيقة،فانا ارى انك حققتي حلمك واشتريتي مركزا لتعليم الصم،وقمتي باعادة ترميمه،وقمتي باهداء والديك عمرة،واسكانهما بعيدا عن هذا البلد التعيس.
اود تهنئتك على هذه الانجازات،فأنتي في التاسعه والعشرين،ومن اثرى النساء في وطننا.
لذا لن تكون الحقيقة ذات اهمية بلنسبه لك،لكنني ادين لك بهابدأتي تصابين بالاكتئاب بعد ان كشف امر لعبك،وبعد التنمر والضغط الاجتماعي الذي طرأ عليك،كان اكتئابا حادا،لاحظ هشام الأمر،وكان حينها هو من وشى بأمر اللعبة حين اكتشفت امه الامر وارغمته على اخبار الجميع والا سيفقد المنحه كما كنتي قد فقدتيها انتي،ما سبب لك الاكتئاب.
جعل امه تتوسط اليك حتى لا تفقدي منحتك،وحاول الاعتذار لك مرات عدة،لكنك كنت كانك منفصلة عن الواقع ،كان الاكتئاب قد نال منك،الا ان رأيتي يوما اعلانا عن تجربة كنا نجريها في المعمل ،ثم سحبنا الاعلان،لان التجربة لم تكن مصدقه،فقمتي بزيارتي في المنزل،ورفضتك رؤيتك عدة مرات،ولكنك توسلت لي ووقعتي ورقة،على انك ستتحملين النتائج.
قمنا بالتجربة،و صدقيني قد ندمت فيما بعد على كل شئ فعلته،لم يكن احد يعرف سوى هشام،قمنا انا وفريق عملي ،بمحاولة تنويم مغناطسية لتنسي ذكرياتك تلك،وكنا نعرف بالنتائج،وحتى تكونين تحت اعيننا جعلانك دائما قريبة،نومناك على اختيار مكان عمل يعمل فيه هشام،الذي كان عليه التظاهر بأنه يكرهك،لكنه لم يكن يعرف بأنك حين تغضبين،تتأذين بهذا الشكل،وقد تعامل عقلك مع رؤيه هشام بشكل سئ،والغريب انك لم تتذكريه حتى اللحظه.،وحتى مكان سكنك،جعلته قريبا من صديقتي أمل لكنها لا تعلم بأمر التجربة.. وانت لم تلاحظي قط انني فيزيائيه رغم ان امل اخبرتك بهذا منذ القاء الاول،يبدو ان تظاهري كان محكما،او ان عقلك جعلك تتناسين هذه الحقيقة مما جعل امل تشك في قصة ضرب مصطفى لك،والتي كانت حقيقية وقد تكون هي السبب في تفاقم ما حدث،على العموم انت الان بخير،حتى فحوصات دماغك بخير،انا اسفة لاخفاء الحقيقة،لكنها كانت رغبتك وقد صورناك وانت تتحدثين حتى تصدقي فيما بعد ،لقد اردتي نسيان مصطفى ،صفاء،سامي،نسيان التجربة للابد،وقد حولتي مشاعر انقاذي لك،الى مشاعر حب .
هذا الامر لن يؤذيك الا في مسألة التشكيك في الحقيقة،ماهي الحقيقه ماهو الزيف ،كيف ستفرقين بينهم،لكنني سأتحمل مسؤولية هذا الامر ،لا تقلقي،هذا ان اردت الثقة في مرة اخرى.
الاء.النهاية.
![](https://img.wattpad.com/cover/302746918-288-k132478.jpg)