عندما دخلت ريم إلى الصالون مع والدتها كانت تتأبط حزنها و آلامها المبرحة، جلست و هي ترمي بجسدها المحطم على الأريكة ثم نظرت إلى والدتها بتساؤل و قالت لها :
«هل منظري مؤلم يا أمي ؟ لماذا تنظرين إليّ بعيون الشفقة ؟»«أنا لا أشفق عليكِ يا ريم لماذا تقولين هذا ؟ أنتِ ابنتي و من حقي أن أحزن عليكِ و أنا أتعذب لأجلكِ لا تقولي هذا مرة ثانية و إلا ...»
«ماذا ستفعلين يا أمي ؟ هل ستحرمينني من رؤيتكِ أنتِ أيضاً» .
ثم اندفعت والدتها بقوة لتحضنها من جديد و تقبلها بحب و هي تقول لها :
«لا يا حبيبتي لن أترككِ لن أحرمكِ من رؤيتي لماذا تعذبينني يا ريم و أنتِ تعلمين أنكِ طفلتي الوحيدة و أنا لا أستطيع العيش بدونكِ ألا تشعرين بي يا صغيرتي» قالت والدتها و هي تمسح دموعها .«ألم يتخلى عني جوني يا أمي و أنا التي كنت حبه الكبير» .
«و لكنني أنا والدتكِ يا ريم و لن أتخلى عنكِ أبداً، هل سمعتي أن جسداً تخلى عن قلبه» .
«و لكن يا أمي أنا ... أنا حزينة جداً أكاد أموت على فراق جوني، لم يتصل بي منذ أسبوعين لماذا ؟ يا أمي أكاد أجن» .
«ألم تطلبي منه الرحيل ريم ؟»
«نعم و لكني لم أقصد هذا، صدقيني يا أمي كان عليه أن يمنعني من هذا القول كنت أعتقد أنه يستطيع أن ينتصر على ذاته، كنت أعتقد أن حبنا الكبير و القوي يستطيع أن يحطم كل شيء ليبقى هو الصلب الذي يجمع قلبينا معاً، لقد تخلى عني يا أمي ألا تعلمين هذا لقد تركني لأنه لا يستطيع أن يراني بين أحضان ثلاثة رجال كلما خطرت له هذه الفكرة كلما تألم أكثر لم يستطع مقاومة رؤيتهم و هم يغتصبونني، لقد فضل الرحيل بدل الوقوف إلى جانبي و مساعدتي» .
«لا تقولي هذا ريم إنه رجل و يحق له أن يدافع عن أحاسيسه و سوف يعود لقد وعدكِ بأنه سيعود» .
«لا يا أمي لن يعود، فأنا لا أستطيع أن أقدم له شيئاً بعد الآن، الطفل الذي كنت أحمله لم يعد له وجود، و هو سيبحث عن امرأة أخرى لا تذكره بآلامه صدقيني جوني لن يعود يا أمي» .
مسحت دموعها ريم و فجأة سمعت صوت الباب يقرع، فتحت والدتها الباب و تسمرت واقفة بدهشة كبيرة و هي تقول :
«جوني يا إلهي كنا في سيرتك الآن، تفضل يا بني ريم بحاجة ماسة لك» .«ریم ... كيف أحوالكِ ؟»
دخل جوني و هو ينظر بنظرات منخفضة و كأنه خجول من مواجهتها بما وصل إليه من قرار .
«ما بك يا جوني ؟»
قالت له هذه الكلمات و هي التي كانت تتمنى أن تنهض بقوة و تعانقه بوحشية و تقبله بكل أنحاء وجهه، و لكن نظراته القلقة الغريبة منعتها و حطمت مشاعرها و كأن تلك الأيام الجميلة كانت مجرد حلم، و كأنه رجل غريب لا صلة لها به، و تلك الأيام و الليالي الجميلة و اللمسات و السعادة و ممارسة الحب العنيف بينهما لم يكن له وجود .
أنت تقرأ
الأمنية الضائعة // روايات عبير الجديدة
Dragosteالملخص : ليلة عاصفة كانت ريم عائدة مع زوجها و حبيب قلبها من الريف إلى المدينة و فجأة تعرضوا لعملية سرقة و من ثم اغتصاب عنيف مزقت ريم حتى الصميم، بعد معاناة كبيرة للشفاء، عرفت أنها حامل رفض زوجها الإعتراف به بعد عدة شهور من حدوث الحمل، لأن جوني لديه...