الفصل الخامس

23.8K 840 11
                                    


الفصل الخامس

رفعت يدها على رأسها بألم شديد ..ثم أستقامت بجلستها مرددة آهات خافتة ..

بدءت بأستيعاب ما حدث لها فوزعت نظراتها بالغرفة بضعف شديد لتصعق حينما تجده يجلس بغرور وثبات بمنتصف الغرفة وضعاً قدماً فوق الأخرى تاركٍ نظراته تتفتل بها ...

تطلعت له بصمتٍ قاتل ...دموعها تلمع بعيناها الضعيفة ...ولكن بداخلها قوة للرحيل من هذا المشفى ...جذبت حجابها الموضوع على الكوماد الطبي الصغير ثم وضعته على شعرها المنسدل بضعف .....جاهدت للوقوف بمفردها وبالفعل أستطاعت رغم شعورها بالدوار ..تقدمت لتخرج من الغرفة غير عابئة به ولا بنظراته الغامضة ..ولكنها وقعت أمام الباب من شدة الدوار ...

لم يتحرك رائد لمساعدتها أكتفى بنظراته لها المخادعة بالأستمتاع لرؤيتها تنازع .......

وقف رائد ثم تقدم ليكون على مقربة منها ...فجثى بركبته ليلتقى بعيناها ...

تطلعت له بدموع تكتسح ملامحها تتأمله بصمت وألم فحتى القسوة لم تقوى عليها تجاهه..

خرج صوته المشحون بموجات الغضب :_تعرفي أد أيه أنا مستمتع وأنا شايفك كدا ..

حلت الصدمة ملامح وجهها حينما رأت البسمة تزين وجهه ...

قطع سيل النظرات برنين هاتفها بالحقيبة الموضوعة على الكوماد ....توجه رائد للحقيبة ثم أخرج الهاتف بعين تلمع بالنيران لرؤية أسمه يعتلى الهاتف ...

أستدار لها بعينٍ من لهيب نقلت لها من المتصل ...

فتح السماعة الخارجية وعيناه تفترس ملامحها ليستمع لصوت هذا العدو اللدود له...

مجدي بغضب :_أنتِ فين يا رانيا كل دا أنا مش حذرتك قبل كدا من التأخير مريم مبطلتش عياط من ساعتها ...

أنكمشت ملامحه بستغراب ولكن صوتها الطفولى قدم ليحطم ما تبقى بقلبه ...

جذبت الصغيرة الهاتف قائلة ببكاء :_ماما أنتِ فين أنا خايفه أوى

وضعت رأسها أرضاً تحتضنها ببكاء حارق وصوت شهقات مرتفعة للغاية ما ظلت تتخفى عنه صار حقيقة له ...

أغلق الهاتف ثم ألقى به بقوة فتهشم لجزيئات صغيرة ..تلك الحمقاء تظن أنه كشف الحقيقة ولكنها لا تعلم أي لعنة حلت عليه...

أقترب منها بخطى أشبه للموت ثم جذبها من شعرها بالقوة لتقف أمامه ...فصرخت بقوة عندما أنهال عليها بكم هائل من الصفعات قائلا بصوت مخيف للغاية :_زباااالة أنا هفضحك أدام الناس دي كلها هخليكى تقضى الا باقى من عمرك الرخيص بالسجن لخيانتك لياا مكنتش أتخيل أنك بالمستوى الدانيئ دااا

لم تعد تحتمل قواه الفائقة فصرخت تستغيث بمن بالمشفى وبالفعل أجتمع من فيها ليفضوا بينهم فجذبت حجابها وهرولت للخارج بسرعة كبيرة غير عابئة بدمائها المندثرة ولا لآلآم القلب المحطم كل ما تشعر به أنها بمعتقل وحش كاسر وعليها الفرار .

أحفاد الجارحي.. 3 .. الوحش الثائر... للكاتبة أية محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن