الفصل العاشر
.................................................. ..........................................
أخذها كريم من يدها تحت نظرات رامي الحانقه والتي لم تتركها منذ قدمت للحفل ..لا يعرف كيف يصف هذا الشعور الذي ينتابه الآن .. شعور بالغضب لرؤيتها تتعامل هكذا مع أخيه .. تتعامل بأريحيه شديده ...عكسه تماما .. فعندما تتكلم معه يري تلك الشرارات الذهبيه وهي موجهه له فقط.. .. ذلك التحدي الحديث المولد ..لا يعرف سببه ..فقد كانت منذ زمن صغيرته التي يحميها دوما ولكنه لم يرها يوما
مع أي شاب ..كانت دوما تلجأ له في صغرها وليس كريم ..أما الآن فكريم أصبح ركن أساسي في حياتها .. ركن شديد الاهميه ..وذلك الدنجوان الواقف بجانبه ونظراته الحالمه منذ قدمت ... لم يعرف سبب نيرانه عندما علم أنهم يعرفون بعض من قبل .... تنهد رامي بحنق وعبوس شديد ..شعور غريب يتملكه الآن .. شعور بالغيره الشديده لم يعرفه من قبل حتي مع خطيبته الواقفه بعيد تتحدث مع إحدي الفتيات ... ازداد عبوسه وهو يراها تتجه هي وكريم نحو تلك الصاله الدائريه المزينه من حولها بإضاءات خافته منوعه ..مصنوعه خصيصا للرقص ..
همس رامي بداخله .." ماذا دهاهما هؤلاء المجانين ..."أخذ كريم يدها الرقيقه واتجه نحو العازف يهمس له بموسيقي معينه تخصهما هما الاثنين ..فقد رقصا عليها قبلا .. موسيقي ذو حركات معينه لا يعلمها غيرهما هما الاثنين..ضحكت ساره بخفه علي تصميمه الطفولي أن يرقصا تحت هذه الموسيقي
ثم بدأت الموسيقي أن تصدع وهو يأخذ بيدها الرقيقه ويلفها ويدور بها تحت نظرات جميع من في الحفل حتي ندي التي وقفت مشدوهه من ذلك المنظر الذي يشع حيويه
ورؤوف المغتاظ بشده والتمني يتملكه أن يكون هو مكان كريم الآن...
أخذ يدور بها ويميلها للأسفل وهي مستقره علي يده وشعرها الذهبي يلامس البساط المزين .. تتمايل معه بخفه وجاذبيه شدت انتباه من في الحفل جميعا حتي والدها قبل أن يترك الحفل ويدخل مكتبه وقف يراقب قليلا وهو يبتسم من فاتنته الجديده ...القويه ..الصلبه ..كما تمني دوما...
المعزوفات الموسيقيه بدأت تتنوع بين هادئ وصاخب قليلا ..وتتنوع معها الحركات الجذابه لهما والمتقنه بدقه ..باطن يده مقابله لباطن يدها .. مرتفعتان لاعلي ..ثم يدوران عكس اتجاه بعضهما ..فيتقابل ظهرها بظهره ...تقف بجانبه بابتسامه مشرقه ثم تبدأ بفعل حركه بيدها وتليها حركة كريم المشابهه تماما ... ثم يدور بها أكثر من مره وشعرها يتمايل ويدور معها في حلقه ذهبيه جذابه ... عزف موسيقي آخر مختلف تماما عن ذلك العزف الذي يرقصان عليه ...
انتهت الموسيقي وهو يحملها من خصرها ويدور بها بقوه وهو يضحك ...أقل ما يقال عن تلك الرقصه أنها جذابه .. مشعه ببريق غريب .. ليست رقصة عاشقين ..مغرمين ...بل رقصه موحده لعلاقه فريده قد لا توجد كثيرا ...
صوت لهاثها وضحكها الصافي يصله وهو يلهث أيضا بينما يبادرها بالسؤال"ما رأيك في الرقصه فاتنتي ..."
ابتسمت ساره بحب وهي تنظر اليه نظره ذات مغزي وتردف :"حقا لا أستغرب الآن اعلاناتك الغريبه والمتفرده ...فأنت مجنون .."
ضحك كريم بخفه علي كلامها وهو يمد يده كي يأخذها لداخل الحفل ولكنها اعتذرت بذهابها للداخل كي ترتب ثيابها وشعرها وتسلم علي داده ناديه .....
.................................................. ...........................................
تعثرت بخطواتها وهي تخطو داخل القصر الفخم ذو الطراز الكلاسيكي في كل شيء حتي في التحف التي تقبع داخله ...تشعر بأنفاس دافئه تلفح رقبتها من الخلف
لا ليست دافئه ...بل ثائره بشكل كبير ... نهرت نفسها علي هذا الاحساس وامتدت خطواتها ولكنها لم تلبث أن تتجه للداخل ناحية غرفه سفلي كانت تجلس فيها أحيانا تحوي مكتب صغير ومجموعه من الارفف المرتبه باتقان تحتضن كتب في جميع المجالات ... وتحوي أيضا مرآه كبيره .. ما أن خطت ساره أول خطوه داخل الغرفه حتي شعرت بمن يدفعها للداخل برفق ويغلق الباب .. دارت بوجهها بحده تظنه كريم وإحدي طرائفه ولكنها صدمت عندما رأت رامي هو من يتمثل أمامها بهيبته المعهوده وأناقته المدمره لأي أنثي تراه ... تلعثمت في حروفها التي تخرج الآن بصعوبه وهي تنظر اليه بعينين متسعتين متوجستين مما هو قادم ...
أنت تقرأ
رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور
Romanceعندما تكون الحياة كلمه مكونه من حروف ولا تعلم هل هذه الحروف تعنيك في شيء أم أنك مجرد دخيل عليها ......عندما نصمت وكأن الحديث لا يعنينا .......عندما نتكلم لعل الحروف تشفينا....عندما .....وعندما ....عندما تصمت دقات القلب بلا مقدمات .....وتسأل نفسك هل...