الفصل الخامس والعشرونبعد شهر
تشعر بهمسات ناعمه بجانبها .... ويدين تلمسانها برقه فائقه .... شعور لذيد
أخذها لعالم آخر ..... أنامل امتدت من جبينها الي وجنتها... ثم الي شفتيها
تذمرت قليلا وهي تحاول النوم مره أخري ... ولكن الأنامل الخبيره التي تلامس
شفتيها بحميميه جعلتها تبتسم برقه وهي نائمه سمعت علي اثرها تنهيده عميقه....
ثم رفرفت بجفنيها حتي تستيقظ.........ولكن النوم سلطان ..... نومها عميق هذه
الأيام....خاصة بعد حملها ...تستمتع بالنوم لأقصي درجه ..تقضي أوقات طويله
في النوم حتي أن حماها بدأ يشاغبها بسبب نومها الكثير ويخبرها أن الجنين يبدو
أنه كسلان ..... حماها الطيب الذي طار من الفرح عندما علم بحملها ....
ولم يخذلها عندما أخبرته برغبتها في عدم اخبار يحيى بشيء..... تَفهمَها أكثر
نفسها وأخبرها أنه لم يكن يخبره حتي لولم تطلب منه ......
تعمقت في نومها مره أخري ولكن اللمسات لم تتركها ...بل زادت وهمسات حاره
بجانبها .... يبدو أنها تحلم ....نعم لابد أن يكون حلم ...... من سيداعبها هكذا
ولكن تلك الملامسه لشفتها السفلي ومداعبة شعرها جعلها تبتسم مما أظهر
غمازتيها الجميلتين .....مما جعل يحيى يحبس أنفاسه وهو يهمس
"لم أعد أستطيع الصبر رقيتي بتلك الابتسامه المغريه وهاتين الغمازتين
الفتاكتين ...."
ثم مال علي شفتيها بقبله كانت بدايتها رقيقه حالمه ثم أصبحت ....متطلبه ..قويه
جعلتها تفتح عينيها الجميلتين وهي مصدومه ... أسند يحيى جبينه علي جبينها
وهو يهمس بحشرجه
"اشتقت اليك...."
انتفضت رقيه وهي تبتعد عنه وتجلس ثم انتبهت لقميصها القطني القصير الذي
ترتديه والقطه المرسومه علي صدره فسحبت الغطاء علي ساقيها البيضاوتين
مما جلب ابتسامه عابثه علي وجه يحيى وهو يميل علي الفراش ويستند
علي ذراعه ويهمس بتلاعب وأنامله امتدت تتلاعب بشعيرات رقيه السوداء
الطويله .....
"استقبال حافل ..... لم أكن أتوقعه ....."
هزت رأسها كي تبعد خصلاتها عن متناول يده وهي تنطق بتلعثم غاضب
"مـ...متي وصلت....؟؟...."
ابتسم يحيى وو يعاود الوصول لأطراف شعرها الذي استطال في تلك الفتره
"منذ قليل ... سلمت علي والدي فقط.....وقدمت هنا أتأمل الأميره النائمه"
ثم أكمل بتلاعب بمشاعرها المضطربه والتي تضخ في قلبها .....
صدرها يعلو ويهبط من المفاجأه وهي تنظر له بذهول وكأنها لم تستوعب بعد
أنه هنا بجانبها ..يتكئ علي السرير ... يتلاعب بشعرها .. ينظر لها بتلك
النظره القاتله لها .... نظره تشملها كلها .... تفهم تلك النظره جيدا مما جلب
احمرار لوجنتيها الرقيقتين ..... وهي تسمع همسه المبحوح
"لقد طال شعرك....."
فتجيبه بتذمر طفولي وقد نسيت للتو ما جعل قلبها يخفق بتلك الصوره
"شعري طويل أصلا ....."
ضحك يحيى بخفه وهو يقترب منها أكثر تحت نظراتها الوجله
وهو يقول بخفوت عابث
"كلك جميل يا رقيتي ....شعر قصير ..شعر طويل ...كلك حلو...."
ثم همس برقه وأنامله تنتقل لوجنتها المشتعله
" ألن أحظي بحضن بمناسبة قدومي علي الأقل ...."
هبّت من مكانها وكأنها لسعت وقلبها يخفق بقوه وهي تقول بصوت لم يخلو
من غضبه
"لا أعتقدك تحتاج لهذا الحضن....."
ابتسم يحيى تلك الابتسامه المغيظه وهو يعتدل علي الفراش ويواجهها وعيناه
لا تنفك علي النظر لكل شبر منها .... اشتاق ....اشتاق وبقوه ويتمني الارتواء
ولكن يبدو أن الجفاء سيطول
"لماذا تقولي هذا الكلام....؟؟..."
تلعثمت رقيه وهي تقف أمامه لا تعلم ماذا تفعل .....؟؟... هل تهرب من أمامه
أم تجري الي أحضانه وتخبره كم اشتاقت له .... أم توبخه علي ما فعله بها
حقا لا تعلم ..... كل ما تعلمه أنها واقفه كالبلهاء تنظر له بعينيها الجميلتين
ولا تستطيع إبعاد عينيها
أجابت بهمس
"لا شيء..."
لعنت حظها الأسود الذي جعلها أجازه اليوم من الجامعه واستغلته كالعاده في النوم
لو كانت ذهبت علي الأقل كانت ستكون جاهزه لتلك المقابله العاصفه ..... ستكون
جاهزه لملامح يحيى التي اشتاقت لها وبقوه .....
وقف يحيى من مكانه وهي يلاحظ ذلك الصراع القائم في عقلها ويقترب منها
يملّي عينيه من جمالها الرقيق الذي اشتاق له ..... تلك العينين البريئتين بأهدابهما
الطويله .... وشفتيها الرقيقتين ....كل ما فيها رقيق يدعو للانبهار ....
يشعر دوما أنه يتمني وضعها في لؤلؤه واغلاقها عليها ......
لكن نظراتها التي شردت قليلا ولمحه حزينه مرّت عليها جعلته يتمهل في خطواته
ويمعن النظر في عينيها الحزينتين وهو يهمس برجاء
" رقيه ..... أنا....."
قاطعته وهي تنظر له بألم لم تستطع اخفاؤه
" لا تقل شيء أرجوك...."
وقف يحيى وهو صامت يحدق فيها بوجل خافق .... آلمها يعلم ذلك جيدا .....
ولكنه الآن نادم وبقوه علي ما فات .... يتمني صفحه جديده نقيه تماما من كل
شيء ...الا منها ...هي وابتسامتها وتلك الغمازتين القاتلتين....
همس يحيى برقه متناهيه وهو يتشرب ملامحها الرقيقه بجاذبيتها اللامتناهيه
وهو يقترب أكثر منها
"أعلم أنك لا تحبي سماع صوتي الآن ...ولكن صدقا أنا أتوق لسماع صوتك
الذي يزلزلني .... أتوق للمسك .... أتوق للخوض داخل مشاعرك...ولكني
لن أستعجل شيء .... لن أستعجل غفرانك لي .... ولكن لهذا الوقت الذي
ستمنحيني فيه نظرتك العاشقه ...لن أقف مكاني أنتظر فقط..."
وبعد كلماته الهامسه تلك قربها منه بذراعه القويه وقبلها بقوه وتطلب ....
خفق قلبها وهي ترفع يدها الرقيقه لصدره كي تدفعه بعيدا عنها ولكن صدي
ضربات قلبه النابضه بقوه جعلتها ترتعش أكثر.... يحيى يرتعش أيضا..
أم أنها تتوهم .... لها.... يرتعش شوقا لها ....!!.... نبضاته القويه تخبرها بذلك
ولكنها لم تستطع ..... أبعدته عنها بقوه وهي تنتفض وهمست برقه متناهيه
"يحيى...."
أغمض عينيه وهو يسيطر بقوه علي انفعالاته ..... قبض يديه حتي ابيضت
سلامياته .....صدره يعلو ويهبط بجنون .... كل هذا تحت أنظارها المذهوله
وما أذهلها أكثر همسه المبحوح ...
"لن أعتذر رقيه علي ذلك لأنه سيتكرر الي أن تغفري لي .... "
ثم فتح عينيه وهو مازال قريب منها وفمها مفتوح ونظراتها متوسعه
وهمس
"وبعدها ستكوني كلك لي ..."
ابتعدت رقيه عنه بضع خطوات للخلف وهي تطرق برأسها وتحاول الهدوء من تلك
الخفقات القويه في قلبها ...... وهمست بصوت مخنوق وهي ترتعش
"يحيى..... أرجوك أتركني. وحدي..."
أومأ يحيى برأسه وهو يتركها ويعطيها ظهره ويهمس بصوته المبحوح الذي يجعل
قلبها يرتعش أكثر.....
"غيري ثيابك سأنتظرك بالأسفل ....."
ثم وقف قليلا وهو يحاول تهدئة نفسه بدلا من الالتفات وأخذها بين
ذراعيه ويسحقها بين أحضانه حتي يشبع ذلك الجوع القاتل نحوها ...
وهمس بصوت مثير
"علي فكره الثياب القصيره تليق بك أكثر....رقيتي...."
فغرت رقيه فاها ذاهله مما تسمعه ثم نظرت فورا لقميصها القطني القصير الذي
بالكاد يصل لركبتيها وهي تقف أمامه حافية القدمين وما زاد ...تلك القطه المرسومه
علي صدرها بعيونها العابثه .......
ولم تسمع خطوات يحيى الراحله ولا ابتسامته الواسعه التي زينت وجهه .....
تهاوت علي الأريكه الموضوعه في الغرفه وهي تضع وجهها بين راحتيها
تفكر بألف طريقه ..... قدومه أربكها .... كانت تشعر بقوتها وهو بعيد...أما الآن
تشعر بأنها علي الحافه .... مراوغته تلك تخيفها أكثر...صوته الحنون الذي لم
تعتده منه .... نظرته لها أصبحت أكثر حميميه وكأنها قالب حلوي وهو علي وشك
التهامه ..... كان أحيانا يتحاشي النظر لها .... يبعدها عنه بطريقته الجافه ..
أما الآن بتلك الطريقه وذلك الصوت .... تكاد تقف علي قدميها ....
همست من بين شرودها
"يا الهي يا رقيه ... لقد أتى
أنت تقرأ
رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور
Roman d'amourعندما تكون الحياة كلمه مكونه من حروف ولا تعلم هل هذه الحروف تعنيك في شيء أم أنك مجرد دخيل عليها ......عندما نصمت وكأن الحديث لا يعنينا .......عندما نتكلم لعل الحروف تشفينا....عندما .....وعندما ....عندما تصمت دقات القلب بلا مقدمات .....وتسأل نفسك هل...