الفصل الثامن
تقلب في صفحات المزكره منذ أكثر من ساعه ..تفتح صفحه تقرأ اول سطرين ..تحاول حفظ معادله واحده... حتي ..ولكن دون جدوي...تتنقل من أريكه الي أخري
تجلس أحيانا ..تحاول التمدد أحيانا ولكن... هيهات ..مازال جسدها منهك بدرجة كبيره ..لم تتعافي كليا ..لا تعرف .. لما ..؟؟..فهي تأخذ دواءها كاملا والجده تعمل علي راحتها وتعاملها كرنيم تماما ورنيم وشمس لا ينفكون عن الاهتمام بها ومحاوله تغيير مزاجها حتي ساره المسافره لم تنسها ...بل اتصلت بها أمس تخبرها بميعاد عودتها واطمأنت عليها ولم ترد رقيه أن تخبرها أي شيء حتي لا تزعجها فهي تعلم ساره جيدا.. ممكن تلغي السفره وتأتي فقط من أجلها ..تنهدت رقيه من قلبها المهموم ..كيف للهموم أن ترسي بهذا الشكل في القلب دون استئذان حتي ...كيف تقبع بتلك الأريحيه ..تفكر رقيه أن تتوسلها بتركها ولو يوم واحد فقط حتي تستعيد اطمئنانها ....حتي محاولة رنيم أمس.. بأن أخذتها من يدها وأجبرتها بالجلوس ومشاهدة فيلم لاسماعيل ياسين الذي تعشقه وجعلتها تجلس معها قهر واجبار ولكنها ابتسمت علي الرغم أنها ليست من محبي اسماعيل ياسين بل ابتسمت علي ضحكة صديقتها الصافيه الرنانه التي تأسر القلوب
كل هذا المرح ولكنها تشعر بشيء خاطئ.. شيء يقبض قلبها رغما عنها
اعتدلت رقيه في جلستها للمره .... لا تذكر حقا ...ولكنها قررت القيام من هذا المكان ...تحت أنظار الجده التي كانت تقرأ القرآن معها علي الأريكه المجاوره
"جدتي هل تريدي احتساء شيء ...فأنا ساصنع قهوه .."
ابتسمت الجده في حنو وفتحت زراعيها لها فما كان منها إلا الإختباء في حضنها
أخذت الجده تمسد علي شعرها الأسود بعد أن أراحت رأسها علي فخذها وأخذت تكلمها وكأنها تكلم طفل صغير تاه في الطريق"بنيتي أعلم أنك تشعرين الآن أنك أكثر شخص معذب في الأرض وأنا أعلم فعلا أنك مجروحه وحزينه لسبب قوي ...علي الرغم أنك لم تخبرينِ للآن بالسبب إلا إنني اشعر حبيبتي ...وأشارت علي قلبها...ولكن أريد أن أقص عليك حكايه صغيره ....
كان هناك امرأه توفي زوجها وهي صغيره.. وكان لها ابن واحد ورفضت الزواج من أي شخص من أجل ابنها ومن أجل عشقها لزوجها فهي كانت متأكده أنها لن تحب غيره في يوم من الايام ....ومرت الأيام بعذاب وتعب ..تعمل لأجل هذا الصبي الي أن كبر وأصبح شاب ناجح متعلم بسبب الله ثم معاناة هذه المرأه وتزوج وأنجب طفله جميله وظلوا سنوات قصيرة متزوجون وبسبب مشكله صغيره طلق زوجته وكلٌ ذهب في طريقه وقرر السفر وترك والدته التي تعبت من أجله ولكنها صممت أن تظل البنت معها وظنت في هذا الوقت أنها تعيسه ..مظلومه ..لما كل هذا الجفاء من ولدها ؟؟..لم تكن تعلم أن الله ادخر لها أجمل هديه وهي رنيم
.......توسعت عينا رقيه بعدم تصديق ..كانت تظن أنها تحدثها عن شخص آخر ..ولكن الجده قطعت هذا الذهول بتأكيدها ...نعم بنيتي هذه المرأه أنا ...السعادة لا تأتي إليكي.. بل تحتاج من يسعي إليها وتذكري بنيتي أن( الله) لا يأخذ كل شيء بل يترك شيء جميل في حياة كل شخص وعلي الشخص اكتشافه واذا حدثت مصيبه فتأكدي أن "رب العالمين" سيأتي بعدها بالفرج والحفاظ عليه
هل فهمتيني بنيتي ..؟؟؟....."
أومأت رقيه براسها واعتدلت وقبلت الجده في وجنتها ... ووقفت وهي تقول :
"هل نشرب القهوه الآن ..؟؟"
وبينما هي تسير في اتجاه المطبخ وإذ بصوت جرس الباب يدوي بصوره متتاليه
وكأنه شخص مريض هذا الواقف خلف الباب ...توجهت رقيه لجلباب صلاتها كي ترتديه وربطت الحجاب بشكل عشوائي ولكنه محتشم ....وفتحت الباب....
دقات قلبها تقرع كالطبول ....من الواقف هذا ..؟؟...أيعقل أن يكون هو ..؟؟..كيف علم بمكانها؟؟...وقفت الجده في آخر الصاله تري من القادم بصمت..ولكن رقيه لم تنتبه لشيء ...
همستها خرجت بلا وعي وهي تقول بصوتها الرقيق المتعب المشتاق..."عمر .."
وإذ به يتقدم منها كالوحش المفترس ويصيح ...
"نعم عمر ...هل اعتقدتي أنك بمكوثك في هذا المنزل لن أعرف طريقك ..وستفعلي ما يحلو لك ...لا ..لن أتركك رقيه تدفني رؤوسنا في التراب أكثر من ذلك ..."
ذهول ....لا ليس ذهول ..أكثر ...شيء لا يوصف ...من هذا ..؟؟
أيعقل أن يكون هذا عمر ..؟؟لما لا ..؟؟من ظل علي حاله رقيه ...؟؟
ولكنه لم يجعلها تظل في دور الذهول كثيرا بل قبض علي معصمها بقوه وأخذ يصرخ فيها ....
"والدك توفي أيتها البلهاء ..توفي ....هل تعلمي ماذا يقول الناس عنك في الحي ..؟؟...يقولون أنك هربت ...؟؟..سمعتنا أصبحت في الوحل بسبب غبائك ..."
تقدمت الجده منه كي تبعده عنها وهي تقول بحزم :
"اتركها يا ولد ..اتركها .." ولكن لا حياة لمن تنادي فيبدو كأنه لم يرها أصلا
عند هذا الحد سحبت رقيه يدها بقوه لا تعرف حقا من أين أتتها وأخذت تصرخ به بصوت مات أكثر من مره ....تصرخ بهستيريه مؤلمه تقطع نياط القلب...
أنت تقرأ
رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور
Romanceعندما تكون الحياة كلمه مكونه من حروف ولا تعلم هل هذه الحروف تعنيك في شيء أم أنك مجرد دخيل عليها ......عندما نصمت وكأن الحديث لا يعنينا .......عندما نتكلم لعل الحروف تشفينا....عندما .....وعندما ....عندما تصمت دقات القلب بلا مقدمات .....وتسأل نفسك هل...