الفصل السادس والعشرون والاخير

1.5K 37 0
                                    

الفصل السادس والعشرون

أحبك .. حتى يتم انطفائي
بعينين ، مثل اتساع السماء
إلى أن أغيب وريداً .. وريداً
بأعماق منجدلٍ كستنائي
إلى أن أحس بأنك بعضي
وبعض ظنوني .. وبعض دمائي
أحبك .. غيبوبةً لا تفيق
أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي
أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ
عرفت بنفضاته كبريائي
أنا – عفو عينيك – أنت . كلانا
ربيع الربيع .. عطاء العطاء
أحبك .. لا تسألي أي دعوى
جرحت الشموس أنا بادعائي
إذا ما أحبك .. نفسي أحب
فنحن الغناء .. ورجع الغناء ..

نزار قباني

دخلت روفيدا بزوبعتها المعتاده والتي أصبحت شيء أساسي في حياة رنيم
أختها جميلة الشكل .... عنيده ...قويه ...لا تقبل بشيء بسهوله .... صاحبة
مزاج غير تقليدي ... علي عكس رويدا .... وإن كانتا تمتلكان قرب شديد
في الملامح انما يوم واحد معهما تتعرف علي الاختلافات الكثيره بينهما
رويدا ...رقيقه ..هادئه ...خجوله ..كنسمة هواء بارده في يوم حار ...
وبالتالي الفرق بين التوأمتين شاسع ...
ولكن علي الرغم من التناقضات الكثيره بينهما الا أنك تستمتع وأنت بينهما ...
لم تعرف رنيم الشعور بالأخت الكبيره والأم الا وهما معها في نفس البيت ...
تثرثران أحيانا بكلام تافه ولكنه يكون جميل .... طفلتان جميلتان مشعتان بالحياه
عندما تنظر لهما رنيم تشعر بحلاوة وجود اخوه لها ..... وجود سكن في المكان
مشاكسات وحكايات كل يوم .... شعور بالحمايه وتوفير حياة مختلفه ...مكتمله لهم
ولكن ما يؤرقها وجود أخ لها لا تعرف عنه شيء .... تري هل سيعرفها اذا كبر
هل يعلم الآباء بذلك التشتت وهم يهدمون حياه دون النظر وراءهم ... أو حتي
التطلع لما جنته أيديه
"رنيم أريد ضفيرتين جميلتين مثل ضفيرتي رويدا..."
نظرت لها رنيم بابتسامه مشاكسه وقالت بصوت مقلد لصوت روفيدا
"ولماذا لا تفعليهم أنت ..... أنا قادره علي العنايه بنفسي ولا أحتاج مساعدة أحد"
أطرقت روفيدا برأسها وهي تهمس بصوت رقيق بعيد عنها
"هل تذليني رنيم .....ألم تكتفي بتحكمات دادي علينا ...."
ضحكت رنيم بصوت مرتفع وهي تردد
"دادي ..!!....حسنا يا حيلة دادي... تعالي..."
اقتربت منها روفيدا وهي بنفس الرقه الزائده ثم جلست أمامها علي الأرض ورنيم
تعلوها علي السرير ..... ثم بدأت رنيم بفك جدائلها الصفراء وتمشيطهم وهي
تحدثها بهدوء.....
"روفيدا بابا خائف عليك ِ..... أنت ما زلتي طفله وتلك الألعاب الخطيره
التي تذهبي لتلعبيها وتأخذي معك رويدا بدون علم أحد ......"

زمجرت روفيدا بغيظ وهي تهتف بصوتها الطفولي الثائر
"أنا لست صغيره "
ابتسمت رنيم بسخريه وهي تهز رأسها بيأس وتقول
"ألم تفهمي من كلامي سوي أنك صغيره...."
تلمست روفيدا الضفيره الأولي التي أنهتها رنيم بفرح ثم قالت بخفوت طفولي
"لا ....أنا أنبهك فقط أنني لست صغيره ....بمعني أنني قادره علي فعل أي
شيء طالما ليس فيه خطأ .... "
رفعت رنيم حاجبيها باستغراب من أختها .... الأطفال لم يعودوا أطفال ....!!
أصبحنا في عالم مختلف .... طفله تتحدث بعقل كبير وبلغه أكبر...!!
تري ماذا سيحدث في الأيام القادمه

رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن