الفصل الواحد والعشرون

1.3K 33 0
                                    

الفصل الحادي والعشرون

بعد أسبوعين
نائمه علي فراشها ودموعها تتساقط رغما عنها علي تلك الوساده الرقيقه التي
أصبحت هشه ومبلله ....دمعه ..وراء دمعه ....حتي أنهكها التعب .....
الي متي ....؟؟؟
الي متي يا رقيه ستظلين تبكين حالك ...وما حدث لك ........
امتنعت عن الخروج وامتنعت عن محادثة أصدقائك وامتنعت عن الطعام لولا
اصرار الرجل الحنون علي تناوله ...كنت سقت جثه هامده .....
لقد سافر ....!!!
انتهز مرضك وسافر .....سافر دون كلمه أو اعتذار أو همسه تجعلك ترقين
لماذا الحياة أصبحت بلون السواد بهذا الشكل ...؟؟
كلما تذكرت تلك المواجهه التي حدثت بينهم ..... ترتعش من الداخل ...
هل هي حقا رقيه ..من فعلت ذلك...؟؟.... ابتسمت بسخريه وهي تتذكر منظرها
لم تكن رقيه هي نفسها من صرخت وصرخت في هذا اليوم...
لم تكن هي نفسها التي عاشت حياتها بأكملها بصوت رقيق ونفس صافيه
علي الرغم من السواد المحيط بها ....دوما كانت تجد نقطه نور ... كانت تجدها
في صلاتها ...أو في قراءة القرآن ....كانت تجدها في قرب ربها .....
ماذا حدث لها ....؟؟..هل أصبحت ضعيفه بهذا الشكل ...؟؟....أم أن الكيل طفح
لقد هتفت به بكلام لا تذكره حتي ...كل ما تذكره أنها أخرجت ما بدخلها ....
ارتاحت ....نعم ...هي الراحه ما شعرت به وقتها .....
راحة الهدوء .... أنك تجعل ذلك المكان الذي يقبع في الجانب الأيسر من صدرك
فارغ .....من كل شيء .... خواء ....
أحيانا يكون الخواء أفضل من السواد عندما يبدأ ينهش في جسدك كالمرض
الممقوت ..... لم تتخيل في أحلامها حتي أنها ستقف أمامه بذلك الهياج ....
كانت مواجهه متوحشه ....!!.....
كلما تذكررت شكله البري وهو يقتنص منها الكلمات كمذنبه أجرمت وهو جلادها
رجل تبرأ تماما من الآدميه .... نعم يحيى لم يكن يوما آدمي ...
لم يكن سوي صوره لآدميه حرص دوما أن تكون موجوده أمام من حوله
هاله من الرجوله والرقي وهو يقف ويتحدث مع أحدهم ...أو أن يلقي
الأوامر هنا وهناك ....صوته كان يهزها من الأعماق .....
آدمي من الخارج ....انما حينما يكون معها يفقد آدميته ويتحول لرجل قوي شرس
ينتهك رقتها وكأنها ترياق يحتاجه لكي يشفي من آلامه .....
ابتسمت بوهن وهي تدس وجهها أكثر في الوساده .....وهمست
"يكون معي ....هه... من تخدعين يا رقيه ...كم مرة كان معك..؟.."
تلقائيا منها تذكرت تلك الهمسات التي تتذكرها وكأنه كان يعزف علي جسدها
في تلك الليله ..... الليله المشؤومه التي سبقت المعركه .....
معركة الصراحه وان لم تكن صراحه واضحه .... قد تكون صراحه ناقصه ...
نعم يجب أن تكون ناقصه ..... لقد قالت وقالت .... ولكنها لم تخرج ما في
جعبتها بالكامل ....
ماذا تقول له .....؟؟... هل تخبره بأيامها السوداء
هل يمكن أن يصدقك أحدهم أن سر أمانك يكون هو سر تعذيبك ....
يكون هو نفسه النبض الخائف الذي يسيطر عليك في كل وقت ....
في كل لمسه قد يعتقدها البعض أبويه ...انما هي بعيده كل البعد عن الأبوه
أم تخبره عن كوابيسها التي لم تفارقها والذي حضر منهم أحدها ....
تتذكر توسلاته لها ....
"أخبريني رقيتي ....ما يزعجك ... فقط قولي ماذا رأيتي ..قد ترتاحي.."
القلب يريد أن يفصح ولكن بما يفصح واللسان معقود برابطة الدم اللعينه ....
رابطه تجعلك دوما تخشي أن يخدش المظهر العام لها ....حتي لو كانت مهشمه
فلنتركها كما هي ..... بعبلها ... ولا نتكلم أكثر حتي لا تصبح تراب ....
يدهسه الجميع ....
تنهدت بتعب وهي تمسح وجهها ..... لا تقوي حتي علي مواجهة وجهها في
المرآة .... لقد هرب منك يا رقيه .... حتي لم يقل كلمة وداعا ....
همست لنفسها بألم
"كلمة ...كلمة واحده حتي قبل أن يبتعد ... طب كان ينتظر
حتي أن أراه ..."
صوت نشيج خافت صدر عنها وهي تهمس لنفسها

رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن