الفصل العشرون

1.2K 36 0
                                    

الفصل العشرون
الطاوله الكبيره ضمتهم جميعا ...قد يكون شيء نادر أن يجتمعوا جميعا علي طعام
فمنذ زمن لم تر الجميع مجتعمين ....أحيانا كريم في الخارج ويبيت عادة في ممكان
آخر....رامي دوما منشغل لا يمكث في البيت كثير ..سوي في الفتره الأخيره
لا تعرف لما ....؟؟... والدها دوما منشغل أيضا .... في المختصر ..لا يجتمع
الجميع هكذا .... رفعت رأسها قليلا فالتقطت بعين كريم الذي غمز لها فابتسمت
فقد علمت أنه كان يفكر بما تفكر فيه ..... نظرت لزوجة عمها التي كانت ترمقها
بين الحين والآخر ...أحيانا لملابسها البيتيه ...فقد كانت ساره ترتدي بدله رياضيه
زرقاء بسيطه تلف جسدها بسلاسه .... وهذا دوما لا يعجب زوجة عمها التي
تهتم بشكل كبير بثيابها وزينة وجهها وكأنها ذاهبه الي احدي الحفلات وليس
مجرد غداء عائلي بسيط ..... يا الهي تتعامل مع الطعام وكأنه لا يسمح للمس
"ساره ممكن تحضري لي بعض من السلطه أمامك..."

رفعت عينيها لرامي الذي كان يرمقها بنظرات غريبه خاصة لإصبعها المزين
بالخاتم.... وكأنه يخبرها أنها لا تستطيع خلعه ....كم كرهت نفسها في تلك اللحظه
كيف نست أن تخلعه بالاعلي قبل نزولها .... هل هو يستغل مشاعرها لهذه الدرجه؟
"حسنا يا رامي ...سنري أنا أم أنت ...."
همست لنفسها وهي تأخذ طبقه وتضع فيه بعض السلطه الخضراء التي تعشقها
واكتفت بابتسامه مهذبه وهي في داخلها تريد الفتك برأسه .....
"لقد اتصلت بي والدة ندي اليوم ..."
توجهت العيون جميعها لزوجة عمها بانتظار تكملة الحديث ...فأكملت بحزن
"كانت تدعوني لحفل خطوبة ندي ..."
ثم نظرت لرامي الذي كان يستمع كالآخرين بدون اهتمام وقالت بعتاب أنيق
"لقد خسرتها يا رامي ...كانت فتاه جميله ..."
لم يجبها رامي ولم يهتم أساسا وهو يكمل طعامه بلامبالاه شديده ... ولكن من أجاب
لم يكن متوقع بتاتا ...فكانت ملك التي خرجت من قوقعتها أخيرا وهدوءها الغريب
فكانت مشاركه بالاستماع فقط ولكن يبدو أنها لم تستطع تمالك نفسها فقالت .....
"لا بل أنت الكسبان يا رامي .... لقد كانت ثرثاره بشكل لا يطاق ..."
سعل كريم وهو يتناول العصير ثم أتبعها بضحك صخب شاركه فيه رامي
وهو يمد يده ليلصقها بيد أخيه كتأكيد لكلام ملك التي ابتسمت بحرج....
ثم قالت بهمس خجل وهي تري زوجة عمها تشتاط غضبا....
"أنا آسفه ولكن هذا رأيي بها ...."
ابتسم رامي لها بحنان وهو يقول ونظراته مسلطه علي ساره التي كانت مركزه
في طعامها بشكل غريب
"لا بأس صغيرتي ..فقد سمعت هذا الرأي من قبل وأكثر ...."
هذه المره ساره هي من سعلت وهي تتنفس بصعوبه فقد أدركت أنه يتحدث عنها
ولكن رامي أكمل بهدوئه المعتاد
"ثم أنني لا أندم علي قرار أخذته أبدا ...."
فتدخل عمه وهو يقول بنبره حازمه ..
"أنت لا تندم علي قراراتك ..انما نحن من يتحملها ..."
نظر له رامي بحنق صامت وهو يردف بهدوء
" لم تفلس الشركه بفض الشراكه يا عمي ...."
ابتسم عمه باستفزاز وهو يردف بنفس هدوء ابن أخيه
"اممممممم لم تفلس ولكن تأثرت ....لا تنكر أن تلك الشراكه كانت مهمه لنا
جدا..."
تنهد رامي بضيق وهو يقف من مكانه ويرمي منديله علي الطاوله ويقول
"حسنا يا عمي ...ولا تنسي أيضا أني عوضتها بالمناقصه التي رست علينا
أم أن سيئاتي فقط هي ما تذكر ...."
ثم ترك المائده كلها وغادر .....
همست ساره في نفسها .....
"كنت أعلم أن هذا التجمع لن يمر علي خير....."

رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن