الفصل الاول
استيقظت سارة من نومها بنبضٍ مضطرب ,هكذا باتت أيامُها في هذا القصر .
لديها شعور بالخواء وعدم الدفيء....فقد ذهبت الطمأنينه مع موت أمها....
فما أصعب أن تعيش وسط أناس لا يرون الا أنفسهم ...وتتمني أن تكون وحدك....
علي الاقل سترتاح من الكلمات الجارحه والتلميحات الساخره...وكأنهم ملائكه!!
ولكن ما يشغل بالها هذه الايام ....معاملة أبيها الجافه ...فقد زادت بعد موت أمها..
وكأنها كانت درع حامي لها ..علي عكس أختها المدلـلـه ملك ...فهي الاقرب الي ابيها...
وكأنه يري فيها عرض لمقتنياته الجميله ...فاختها جميله فعلا ..ولكنه الجمال الخاوي
زينة وجه زائده...اهتمام بالموضه يفوق الحد ...وقد وجدت من يقدر ما تفعله!! ...فأبيها الكريم يأخذها معه في جميع حفلات وسطهم هذا ولا يكلف نفسه حتي سؤالها عن رغبتها في الذهاب....!!!..فهو لا يري فيها من يدعم مكانته... فملابسها بسيطه جدا ...اهتمامها بنفسها ضعيف خاصه بعد وفاة امها...وزائده في الوزن وكانها تخرج همومها في الطعام....ولكنها تملك عينين بلون العسل الصافي تجذب من ينظر اليها وشعر بني يزيد طوله عن ظهرها ولكنها لا تتركه يتحرر أبدا وكأنها تحبسه مع روحها المفقوده.........
انتبهت سارة لصوت الطرقات علي الباب فأجابت المراه المحببه علي قلبها...
"نعم داده ناديه "..........فاجابتها المرأه..........
"ساره انهضي كي لا تتاخري علي جامعتك"
أغمضت ساره عينيها كأنها تستدعي نشاطها ........وأجابت.......... "حاضر فانا استيقظت بالفعل...."نزلت ساره علي الدرج وهي منشغله بترتيب حاجاتها في حقيبتها.. ونظرت لي ملابسها المكونه من بلوزه طويله وسروال جينز اسود ولكنها لم تهتم كعادتها بزينة وجهها ..انتبهت علي صوت واصل من الاسفل فكالعاده الكل مجتمع علي الافطار ولكن بالاجساد فقط ..ما عدي كريم ...ابن عمها المحبب...فهو دائما ند لهذه العادات السخيفه..فدائما يقول لا حاجه لاجسام دون ارواح
فمن يري تحرره يعتقد انه متساهل في جميع الامور بسبب عمله فهو استقل عنهم بشركة اعلانات ناجحه ولكنها صديقته المقربه وتفهمه جيدا................
يا الهي !!!... شهقه صغيره خرجت منها فور رؤيته ....." رامي "
بخطوات متعثره وبصوت خجول .....اخيرا نطقت (صـــــــــ.. صباح الخير جميعا)
نظره سخريه من والدها الي ملابسها ولم تقتصر النظره عليه وحده بل شملت المعظم وان لم يكن الجميع !
(حمد لله علي السلامه رامي........ ) نطقت بها وهي مطرقة الرأس..بصوت مبحوح ...
"الله يسلمك ساره...........كيف حالك؟"
"الحمد لله ...كيف كانت رحلتك..؟"
"..الحمد لله .. " ولكنه ابتسم ابتسامة سخريه واردف" ساره نا سافرت من اجل العمل وليست رحله..!!)
نظراته لا تحوي غير اللامبالاه والصلابه اما هي فمُتَيّمَه به..فقد كان في السابق مصدر امانها...تتذكر انه كان يحميها في لعبهم ..فلا يجرؤ أحد علي مضايقتها.. تُـري ماذا تغير ..!!! فبعد رجوعه من بعثته بعد وفاة امها تغير بالكامل!!!ايضا هي تغيرت ...ولكن مشاعرها لم تتغير ..فهو مازال رامي الوسيم الواثق من نفسه ...قليل الكلام ...ولكنه أصبح رجل أعمال شرس فلا يجرؤ أحد علي مجابهتهقد يكون عشرته لوالدها غيرته ....ابتسامه ساخره غزت ملامحها
أنت تقرأ
رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور
Roman d'amourعندما تكون الحياة كلمه مكونه من حروف ولا تعلم هل هذه الحروف تعنيك في شيء أم أنك مجرد دخيل عليها ......عندما نصمت وكأن الحديث لا يعنينا .......عندما نتكلم لعل الحروف تشفينا....عندما .....وعندما ....عندما تصمت دقات القلب بلا مقدمات .....وتسأل نفسك هل...