الفصل الثالث عشر

1.4K 44 0
                                    

الفصل الثالث عشر

صعد درجات السلم بصدر يعلو ويهبط غضبا ... عصبيه ... يريد أي شخص أمامه

كي يخرج فيه ما يشعر به من قهر وغيره ..... كلما تذكر ابتسامتها الجميله وهي
تهدي لذلك الرؤوف تلك العلبه الذهبيه ...يزداد اشتعاله ..... تــُري هل هو ذلك
الزوج المستقبلي ...؟؟... قبضته تكورت وهو يصل لنهاية الطابق ...أمام غرفتها
تلك المخادعه الصغيره ..... عيناها ترسل قطرات براءه تجعل كل من يراها يعشق
عينيها ....
توجه بخطوات ثقيله غامضه الي غرفتها الرقيقه ..... فتح الباب بقبضته الكبيره
ودخل.... أول مره يدخل غرفتها .... لم يكن يعرف أن ذوقها عالي بذلك الشكل
الغرفه تقريبا يغلبها اللون الابيض .... ابتسم رامي ابتسامه خشنه وهو يتذكر
غرفته الرجوليه والتي يمنع أي لون يدخل عليها ......
عيناه توجهت تلقائيا لحرف S والذي يمثل مكتبتها .... ازداد عبث عينيه في
ابتسامتها وهو يقترب منها تلقائيا .....
يداه الصلبتان أخذت تتلمس الكتب ..... وكأنه يتلمس ملامحها الانثويه ...الفاتنه
وقع نظره علي رواية ..."إني راحله" .... شردت ملامحه وهو يتذكر شيء هام
منذ سنوات .... وفاتنته كانت في المدرسه .... في بداية مراهقتها ....
عندما اشتري تلك الرواية ....عندما كان مهتم بالقراءه ... وقرأها ...وشعر
فجأه أنها ستعجب صغيرته الذهبيه ..... وذهب لها ... ومد يده ..بالروايه
قطبت جبينها الصغير في تساؤل بريء ....
"ما هذا رامي .....؟؟؟...."
ضحك رامي بخفه وهو يلامس أنفها الصغير ويقول بعبث :
" لا فائده ...ألم أقل لكي أن تناديني ...أبيه رامي ...."
هزت رأسها نفيا وهي تتذمر بقوه وتردف ...
" لن أناديك .. سوي رامي ... "
ابتسم رامي بحنان وهو يعطي لها الروايه ويقول :
" هذه روايه ليوسف السباعي ...أعتقد أنها ستعجبك ...."
ابتسمت ساره برقه وحماس وهي تأخذها وتقول :
"هل هي روايه رومانسيه ...؟؟.."
عبس رامي قليلا ولكنه عاد لعبثه وتلاعبه المحبب وهو يردف :

"أري أن صغيرتي ..بدأت تكبر وتقرأ عن الحب ..."
احمرت وجنتاها بشده ووتلعثمت بحرج بريء وهي تردف :
"لا ..... فقط أحب أن أقرأ الروايات ...."
اقترب منها رامي قليلا وهو يمس وجنتها برقه ويردف :
" لا تكثري من قراءتها صغيرتي ... فمعظمها تكون من الخيال ..."
عبست ملامحها وهي تنظر له بعينين ذهبيتين يملأهما الغيظ المراهق من كلماته
العاقله ....ولكنها سرعان ما انتبهت للروايه التي في يدها فتحول الغضب لحماس
وهي تخرج من الغرفه جريا وهي تهتف بصوت مليء بالفرح
" شكرا رامي ...."
أجفل رامي من شروده وهو يتذكر حكاياته مع صغيرته التي أصبحت فاتنه
ويبدو أنها حركت جليد قلبه .... صوت محرك سياره بالاسفل جعله يتحرك
ناحية الشرفه كي يري ..... من القادم ...؟؟؟...
.................................................. .............................
تحركت ساره بخطوات منهكه داخل القصر ..... تذكرت اليوم وما حدث به
كان يوم حافل بالنسبه لها ومرهق..... لاحت أمامها صورة يحيى وهو غاضب
عندما قدم كي يقل رقيه .... كم هي قلقه علي صديقتها الرقيقه البريئه ... هي أكثرهم معرفه بمعدنها ...... وتعلم جيدا أن بداخلها قوه كبيره ...... ولكنها تحتاج
بعض الوقت كي تكشفها للجميع ................
وصلت بخطواتها لمربيتها الطيبه ... ناديه.... والتي كانت منشغله بمراقبة بعض
الاعمال.....
" صباح السكر يا نادو...."
ابتسمت المرأه بترحاب وهي تؤنبها بحنان :
"تحشمي يا فتاه ....."
ضحكت ساره برقه وهي تحتضنها من الخلف وتسأل :
" ألم تر ملك اليوم ...؟؟..."
تنهدت المرأه بحزن وهي تقول :
"لا أعرف ماذا حدث لتلك الفتاه .... فعندما رأيتها اليوم لم تتكلم
ولا كلمه ..... وتوجهت مباشرة للجامعه ...."

رواية نوح القلوب لكاتبة هدير منصور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن