البارت الخامس عشر

1.7K 108 14
                                    

_كنت حابة أقول حاجة مهمة للي بيقرأ روايتي دلوقتي أو بعدين أو بيقرأ أي رواية غير دي

أوعوا تسيبوا الصلاة ولا تفوتوها عن ميعادها عشان خاطر بتقرأوا الرواية إوعوا إوعوا إوعوا،

الاذان يأذن تسيبوا أي حاجة فى إيدكم وتصلوا وترجعوا ليها تاني"لا بارك الله فى عمل يلهي عن الصلاة" عشان ربنا يباركلكم فى حياتكم ياحبايب قلبي،الرواية مش هاتنفعكم زي الصلاة،بالتوفيق💞

صلوا على النبي 💞

ما تنسوش الڤوت ⭐✨

_استيفظت من نومها وهي تشعر بأن أحداً قام بضربها على رأسها عدة مرات لترى نفسها ممددة على فراش غرفتها لتقطب حاجبيها فهي لا تتذكر أي شيء لتتسع عيناها فجأة وتهاجمها كل الذكريات خروجها لتلك المسابقة بعدها تم اختطافها بعدها يوسف....بدأت تهز رأسها بالنفي هي لا تريد تذكر ذلك لتنزع الغطاء فجأة وتجلس لتنزل قدميها من على السرير وبدأت فى البكاء قائلة بصوت خافت
"يوسف...يوسف لأ"
_لتسمع صوتا يأتي من خلفها
"نعم ياروح قلبه"
_انقطعت أنفاسها وقلبها يخفق بشدة،ليحمر وجهها بشدة وكأن الدماء قد عادت لوجهها بعد سماعها لصوته،لتغمض عينيها وهي تتمنى بداخلها أن يكون ما سمعته حقيقة وليس أنها تتوهم ذلك،بدأت تدير رأسها للخلف ببطء شديد وهي مغمضة العينين وبعدها قامت بفتحهم مرة واحدة لتراه يستند بكوعه على الوسادة مريحاً رأسه على قبضته ينظر نحوها بهيام وهو يبتسم قائلا
"حاسس كدة إنك مبسوطة صح يبقى الحمد لله، عارفة إن أنا اللي موجود مش عفريتي يلا اعترفي انك بتحبيني"
_بدأت تحدق به بصدمة لقد رأته قتيلاً يفترش الأرض كيف هو الآن أمامها لا يعقل أنها تتوهم، لتهبط من فوق السرير ببطء وما زالت أنظارها تتفحصه بدقة تتحق إذا ما كان هو أم لأ لتبدأ فى الرجوع للخلف لتراه فى لمح البصر يهبط من السرير ويقف أمامها وهو يقول بخوف
"وعد إنتي كويسة،أجبلك الدكتور يعني انتي حاسة باايه" ومد يده للإمساك بيدها ليجدها ترتعش وباردة كالثلج ليقول بذعر
"ايه ياوعد مالك فى ايه اللي حصلك"
_ظلت تطالعه وهو يتحدث ها هو بكلامه يؤكد لها مراراً وتكراراً أنه ليس بشبح بل هو يوسف هو حبيب قلبها لتشهق بقوة وكأن روحها قد ردت إليها وتبدأ فى البكاء وهي تندفع نحوه لتصدمه بعناقها ليتقهقر قليلا للخلف ليسمعها تقول بصوت باك
"يوسف إنت عايش"
_أحاطها بيده يقربها نحوه أكثر وأكثر لا يريد الابتعاد عنها مجدداً فقد كاد يموت فى ذلك اليوم الذي علم باختطافها به ليبتسم قائلا بهدوء
"أيوة الحمد لله ياستي عايش وزي القرد أدامك اهو"
_تشبثت به أكثر وهي تشهق وما زالت تبكي وتقول
"بس هو...هو.. المسدس وانت وقعت...والدكتور والدكتور... قالي"
_بدأ يمسد على رأسها بحنان يشعر بنغزة فى قلبه جراء ما تقوله،ليهدئها قائلا
"دكتور ايه...يمكن قصدك الديب...ما تقلقيش ياوعد أنا والله ما كنش قصدي أخليكي تقلقي كدة بس أنا كمان كان غصب عني،عارفة بتسالي عايش ازاي وهي الرصاصة جت فيا بس أنا كنت لابس بدلة واقية من الرصاص كنت عامل حسابي بعد ما الديب قالي وما قدرتش أتحرك عشان هو هرب لو عرف اني لسة عايش مش هاعرف أجيبه"
_تنهدت براحة وهي تشعر أنها لم تكن تدرك قيمته لانه لم يكن يتركها ولو لدقيقة واحدة لتقول بحزن
"أنا السبب فى اللي حصلك أنا اللي دايما غبية ومش باسمع كلامك يايوسف بس والله ما هاعملها تاني والله هاسمع كلامك على طول على طول"
_ربت على ظهرها وهو يبتسم وقال ساخراً من كلامها
"أيوة أنا فاكر فعلا إن ده الموقف المليون اللي تقوليلي فيه هاسمع كلامك،يلا مستني المليون وواحد ياوعد ياحبيبتي"
_لكمته على ظهره بخفة وقالت بحزن
"والله هاسمعه وبعدين إنت عارف يعني اني يعني..."
_قاطعها قائلا بمكر
"غبية يعني بس مكسوفة تقولي كدة يعني"
_ابتسمت بخفة وقالت
"مش غبية أوي يعني غبية نص نص"
_ابتعد عنها وقام بتقبيل جبهتها وهو يبتسم قائلا بهدوء
"بصي لو فيكي عبر الدنيا كلها بردوا بحبك"
_ابتسامة لطيفة زينت محياها لتعانقه مجدداً وهي تقول
"أنا مش بحبك بس،انا ممكن أموت لو بعدت عني والله أنا روحي بقت متعلقة بروحك يايوسف"
_كلماتها اللطيفة تلك داعبت قلبه بخفة لتجعل ابتسامته السعيدة تملأ وجهه ليقول بسعادة
"هاتطلعي روحي وروحك قريب بسبب تصرفاتك العبيطة دي ياوعد،حرام عليكي عاوز أعيش أنا وإنتي فى سلام لمدة يومين بس،يومين بس أنا مش طماع"
_تجهمت ملامح وجهها وأجابته بتذمر
"بس بقى خلاص مش هاعمل كدة تاني والله وهاسمع كلامك سامحني بقى وحقك عليا"
_ابتعد عنها وهو ينظر نحوها وهي واقفة أمامه كالطفل المخطيء ليرفع حاجبه قائلاً بخبث
"لازم تتعاقبي على اللي انتي عملتيه"
_رفعت زاوية فمها بإستنكار وقالت بغيظ
"أنا والله مبسوطة إنك موجود وسعيدة ومفيش أسعد مني بس العقاب ده تروح تطبقه على اللي شغالين عندك مش عليا أنا"
_تجهمت ملامح وجهه وضيق عينيه وهو ينظر نحوها ببرود لتبتلع ريقها بصعوبة وتقول بتوتر
"خلاص مش مشكلة تعالى نطلع على المسامح كريم ونخلي عم جورج أورديحي يصالحنا"
_رفع حاجبه مستنكراً ما تقوله وقال ببرود
"أورديحي!!!دي الملوخية اللي انتي بتعمليها مش جورج"
_زفرت بضيق قائلة
"خلاص ياعم اللي إنت عاوزه اعمله لو عاوز مني فلوس ما عنديش مشكلة من جنيه للمليار رقبتي سدادة"
_نظر لها بتهكم قائلا بسخرية
"والفلوس دي جايباها منين إن شاء الله،من عند أمك"
_رفعت إصبعها وبدأت تلوح به أمام وجهه وهي تقول بغرور
"لا ياحبيبي أنا كمان أقدر أجيب فلوس أنا طباخة أد الدنيا،أنا باحذرك"
_لم ينطق بأي كلمة ولكن رمقها بنظرة جامدة
لتبتسم ببلاهة وكأنها تذكرت شيئا ما لتقول
"ايه ده هو أنا اتخطفت عشان أنا طباخة أد الدنيا صح!؟"
_هز رأسه بإيجاب فتابعت
"وبردوا اتخطفت عشان كابرت وما سمعتش كلامك صح!؟"
_هز رأسه بإيجاب مرة ثانية لتتابع بإرتباك
"طب ماشي أنا موافقة ايه هو العقاب"
_عقد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر نحوها قائلا بهدوء
"بادي جارد"
_لم تفهم ما يرمي إليه فقالت
"أجبلك واحد يعني!؟"
_تابع بهدوء
"لا انتي هاتكوني البادي جارد بتاعي"
_شهقت وقالت بغضب
"نعم ياأخويا مين دي هاتشغلني خدامة على اخر الزمن لا وأحرسك كمان،وبعدين يايوسف بالعقل كدة أحرسك ازاي ده أنا محتاجة جيش يحرسني بسبب البلاوي اللي باعملها والنصايب اللي باحط نفسي فيها،تقوم إنت عاوزني أحرسك إنت بتهزر صح!؟"
_لم تتغير ملامح وجهه الجامدة الثابتة بل ظلت كما هي وهو ينظر نحوها ببرود تام لتتأكد أنه لا يمزح فيما قاله لتقول بخفوت
"موافقة بس خد بالك لو حد خطفك وانا ما عرفتش أنقذك أنا ماليش دعوة"
_نظر نحوها بمكر يفكر فيما سيفعله بها ليبتسم بخبث ويقول
"وعد هانم بنفسها هاتبقى الحارس الشخصي بتاعي ده أنا هاعملك فرح"
_نظرت نحوه بغيظ وهي تجز على أسنانها قائلة بخفوت
"اشربي بقى عشان ما تبقيش تسمعي كلامه تاني"
_______________________
_تململ فى فراشه وهو يفتح عينيه ناظرا بجواره ليقطب حاجبيه بعد رؤيته لمكانها فارغاً ثم يعتدل جالسا ينظر حوله وهو ينادي عليها
"حور....حور"لينظر بعدها إلى يده ليراها ملتفة برباط طبي ليتذكر أنه كان يوجد بها بعض الجروح نتيجة لتحطيمه هاتف حور ولكن كيف هي الآن ومن عالجها وأين هي حور أمن الممكن أن تكون قد تركته ليحاول طرد تلك الأفكار من رأسه مستنكراً ذلك بقلبه وهو يجول بخاطره
"مستحيل مستحيل حور تعمل كدة مستحيل تسبني"
_ونهض ليسير متجهاً نحو الحمام ليرى بابه مفتوحاً ويتأكد أنها ليست بالداخل ليسير خارجاً من الغرفة ويهبط السلالم بقلب عاجز حزين يريد رؤيتها فقط والتأكد أنها لم تتركه ليبحث عنها فى الڤلة بأكملها ولكن لم يجدها ليتنهد قائلا بغضب وكأنها أمامه ويحادثها
"عملتيها بردوا ومشيتي ولا كإني موجود،أصل أنا اللي غلطت فى حقك وانا اللي خبيت عليكي كل حاجة تخصني أنا الظالم صح،ماشي براحتك يامدام حور"
_لينظر نحو الدرج ليجد حمزة يهبط وهو يطلق صفيرا متواصلاً أشبه بنغمة موسيقية وعندما وجد تيم أمامه صفق بكلتا يديه قائلا
"أخويا اللي واحشني" وبعدما تفحص ملامح وجه تيم الغاضبة اختفت ابتسامته وقال
"أخويا اللي هاياكلني"وبعدها سار نحو تيم ليقف أمامه مباشرة قائلاً بهدوء
"مالك ياتيم وشك قالب كدة ليه!؟"
_ظلت ملامح وجهه الباردة ونظر حمزة له بدهشة وكأنه يرى أمامه تيم السابق ليقول بقلق
"مالك ياتيم انطق وشك عامل كدة ليه"
_كان يفكر بها غاضباً منها يريد مقابلتها وتكسير رأسها الجامدة تلك على عنادها،لا يعلم أين ذهبت وتركته ولكن بالتأكيد قد ذهبت لأخيها فهي دائما تتمنى الذهاب إليه وتركه، تركه هو؛ هل ظنته ضعيفا أمام حبها حتى تهينه هو ومشاعره لتلك الدرجة ليبتسم متهكما قائلاً
"واضح إني كنت غبي أوي بس مش مشكلة كفاية غباوة لحد كدة ولا إنت شايف إيه!؟"
_ظل حمزة يتفحص ملامح وجهه بعناية هي خليط من المشاعر الغاضبة والحزينة يريد تيم جمح كل تلك المشاعر ببروده القاتل وهو سينجح فى ذلك حتماً ولكن لا يمكن لحمزة أن يصدقه مهما ادعى اللامبالاة فقال بهدوء
"إنت إيه اللي حصلك ياتيم،ايه اللي عمل فيك كدة قولي"
_تصنع اللامبالاة بمهارة وقال ببرود
"تقريباً عندنا شغل المفروض يخلص وطبعا كنا مأجلينه بسبب المشاكل دي كلها يلا نخلصه ولا إيه"
_كور قبضته حتى ابيضت مفاصله يريد قتله بسبب بروده ذلك يريد،يريد لا يعلم ما الذي يريده  ليجد نفسه فجأة يصرخ به
"تيم تفتكر إني هاصدق إن برودك ده طبيعي،تفتكر إني مش عارف إنك مستخبي ورا الوش الخشب اللي إنت راسمه ده،تفتكر إني مش عارف إنك مقهور دلوقتي بس على إيه كل ده وليه ياتيم ما احنا كنا كويسين امبارح"
_لامست قلبه كلمات حمزة تلك فهو دائما ما يعرفه بنظرة واحدة،لترتخي ملامح وجهه قليلاً وتتبدل للحزن، ويحتل الحزن عينيه مجدداً ويقول وهو يبتسم بإنكسار
"حور سابت البيت ومشيت"
_ارتخت قبضة حمزة الآن فهم ما يعانيه صديقه لم يكن ينبغي أن يضغط عليه ليقطب حاجبيه قائلا بعدم فهم
"ومين قالك إنها سابته مش يمكن راحت تجيب حاجة،وممكن تكون راحت عند أخوها تشوفه يبقى خلاص هي كدة يعني سابتلك البيت ومشيت"
_تابع تيم محاولا كبح غضبه حتى لا يثور على حمزة وهو ليس له أدنى ذنب بما حدث
"اه هي لو فعلا راحت تزوره ما كانتش عملت كدة وانا نايم ياحمزة،كانت قالتلي قبل أما تمشي على العموم ده مش موضوعنا يلا عشان اللي ورانا نخلصه"
_لاحظ حمزة ملامح انكساره الواضحة لم يرد الضغط عليه كثيراً ولكنه حتماً سيقوم هو بحل ذلك الخلاف الذي لا يستحق أبدا أخذه بجدية فقال بهدوء
"فكك من اللي ورانا دلوقتي،يوسف رجع امبارح"
_ابتسم فرحا بعودة أخيه فهو كان قلقا مما ينوي فعله،كان يعتقد أنه أصيب بطلق ناري ولكن بعد رؤيته للديب الذي قدم لهم على هيئة ذلك الطبيب عرف أن هناك أمرا يخططون له ولكن لم يرد التحدث لئلا يفسد خطتهم،فقال بهدوء
"هو كويس صح،عمل ايه معاهم"
_تذكر حمزة ما أخبره به يوسف ليضحك قائلا بخبث
"ولا أي حاجة إنت عارف يوسف طيب خالص هو بس رجع أدهم للسجن اللي هرب منه بس بعد ما مرمطه على اللي عمله وطبعا الظباط شكروا أخوك وكانوا هايدوه وسام الشجاعة وسوزي سجنها هي كمان لإنه قال إنه اتساهل معاها المرة اللي فاتت لما خلاها تشحت بس فقام ساجنها"
_ابتسم بفخر على ما فعله أخيه وكيفية انتقامه من أعداءه ليتابع
"واللي هنا!؟"
_أجابه ساخراً
"جهنم وبئس المصير إن شاء الله،خليت الرجالة  يشيعوهم لمثواهم الأخير رغم إنهم ما يستاهلوش يتكرموا بس عشان حنية قلبك ياأبو قلب أبيض إنت"
_تجهمت ملامح وجهه بعد تذكره لما فعلته معهم جدته منذ زمن بعيد،هي سبب أن تسوء الأمور بينه وبين والده ووالدته أيضاً، كانت تستحق نهاية أسوأ من تلك بكثير ولكنه القدر أراد له أن يبقيه نظيفاً لا يلوث يده بدماء جدته،لترتخي ملامح وجهه قليلاً عند تذكره ما حدث لوالده ليخفق قلبه بحزن  ويقول
"وبابا!؟"
_ابتسم حمزة فلأول مرة يسمع منه تلك الكلمة ليقاطعهم رنيناً صادراً من جرس الڤلة فقال حمزة بفرح
"أبوك أدام الباب أهو،رجع امبارح بس راح لفندق يستريح ويجهز نفسه اهو وشكله خلاص جاهز يلا روح هو مستنيك أدام الباب"
_بدأ قلبه يخفق بقوة وكأنه طفل صغير ابتعد والده عنه وهاجر لمدة طويلة،ولكن لما يخفق قلبه هكذا فهو يكرهه، هل هي أول مرة يراه، دائما ما كان يعامله ببرود لما الآن يشعر بسماعه دقات قلبه المتسارعة،بدأ يخطو نحو الباب بخطوات سريعة يريد رؤيته وتهدأة قلبه الذي ثار فجأة،وبعدها فتح الباب ليجده هو، إنه والده يقف مستنداً على عكازه بوجه باهت وحزين وكأن عمره قد زاد عشرون عاماً ليجد والده يبتسم قائلا بهدوء
"تيم"
_تلك الكلمة كانت القاضية بالنسبة له لا يعلم ما الذي يفعله،يقف متصلبا مكانه لأول مرة يجرب هذا الشعور، هو يقابل أباه بعدما  علم أنه لم يخطيء بحق والدته، وهو ما كان يتمناه كثيراً كم تمنى أن تكون علاقتهم طبيعية خالية من المشاحنات ومن كل شيء والان قُدر له ذلك،وقف صامتاً عاجزاً عن المبادرة بأي شيء
_علا الحزن ملامح وجهه ونظر نحوه قائلاً بخفوت
"عارف ياابني إنك مش طايق تشوف وشي بس سامحني والله كنت غبي ومش شايف أدامي ظلمت امك وما ادتهاش الفرصة تدافع عن نفسها بس الشياطين كانوا كتير ياابني ساعتها،وانا اللي اديت فرصة للشيطان يدخل بينا ويبوظ الدنيا، ما انكرش اني اتغبيت بس حقك عليا،ولو مش عاوز تشوف وشي هنا تاني انا هامشي بس سامحني بالله عليك"
_وقف يطالع والده بذهول فأي جحود قد وصل إليه حتى يترك والده يعتذر منه وهو يتذلل له بهذه الطريقة، هو دائماً ما يتشاجر مع والده، ولكن لم هو منكسرا بتلك الطريقة بالتأكيد بسبب ما عرفه من ظلمه لوالدته،ليتقدم نحوه وينحني ليقوم بتقبيل يده وبعدها يقوم بفعل آخر شيء كان يتوقعه هو أو والده هل تيم يقوم بمعانقته الآن هل هذا يحدث حقا أم أنه كبر وأصبح عاجزاً وبدأ يتخيل
_صدح صوت تيم قائلا بألم
"ما تعتذرش،كلنا كنا ضحية ل لعبة اتلعبت من واحدة ما عندهاش ضمير وهي خلاص خدت جزاءها وأكيد ماما مبسوطة دلوقتي إنك عرفت،أنا مش هاقدر ألومك زيادة أنا فاهم اللي انت فيه لإني ظلمتك أنا كمان وفهمتك غلط،كفاية السنين اللي بعدتهم عنك الدنيا ربتني وعرفتني قيمة إن يبقى معاك أب فى ضهرك ويسندك،أنا بحبك أوي يابابا"
_تلك الجملة نزلت على أذنه كصاعقة وكأنه لم يسمع من هذا الخطاب كله سوى تلك الجملة هل قال له أنه يحبه والأهم من ذلك لم يناديه بما يناديه عادة لقد قال له"بابا"بالتأكيد أنه يحلم
_بدأ يتحسس جسد تيم بيده ليتأكد من أنه فعلاً موجود أمامه ويعانقه، ليبادله العناق فرحا وهو يبكي ويقول
"ياااااه ياابني،أخيرا كنت حاسس اني هاموت قبل أما أسمعها منك ياحبيبي،انا كمان اتأذيت فى بعدك اتأذيت وانا شايفك بتكبر وإنت بعيد عني ومش فى حضني،كان نفسي إنت اللي تمسك كل حاجة مكاني،بس هاعمل إيه فى ابني أبو دماغ ناشفة زي الحجر،كبر نفسه بنفسه وبقى ليه اسم فى السوق وبينافسني أنا شخصياً"
_ابتسم تيم فلأول مرة يذق طعم للسعادة هكذا هو الآن كطفل بين يدي أبيه،هل عادت علاقتهما كما كانت ليقول بهدوء
"هما عشر صفقات بس اللي خدتهم منك ما تزعلش أوي يعني....ثم تابع وكأنه طفل صغير ينطق تلك الكلمة للمرة الأولى ويقول:يابابا"
_شعر بالسعادة تغمره بسبب تلك الكلمة ليربت على ظهره بقوة قائلا بحنان
"وماله عشرة ولا عشرين ولا تلاتين كله فداك ياابني والله أنا مش زعلان كنت بابقى مبسوط بيك،ابني  اللي كبر وبقى أذكى من أبوه مليون مرة فكرتني بشبابي ياتيام"
_سمعا صوتاً يأتي من خلف تيم
"والله يعني كل حاجة لتيام وانا أروح أشوفلي ملجأ أرقدلي فيه"
_ابتعد تيم عن والده والتف لينظر تجاه ذلك الصوت الذي لم يكن سوى صوت يوسف
_خفق قلبه بقوة وإبتسم فرحا وهو ينظر نحو ولده الصغير،هو دائما ما كان يتابع أخباره وليرى أنه أخذ صفة والده فى مرحه وخفة ظله ليقول بسعادة
"وهو أنا أقدر هو أنا عندي أغلى من أوسف حبيب قلبي"
_خفق قلبه بقوة فهو لم يسمع تلك الجملة منذ زمن دائماً ما كان يقولها له فى صغره ليقترب نحوه سريعاً ويباغته بعناق قائلا بسعادة
"وحشتني أوي يابوص،طولت الغيبة ياراجل"
_ابتسم والده وهو يبادله العناق قائلاً بمرح
"لسة ياض قليل الادب ما اتربتش فى بعدي،وبعدين ايه طولت الغيبة دي معلش أصل كنت مخطوف حبة كدة وراجع"
_تشبث به أكثر وكأنه يريد أن يرتوي من ذلك العناق ،ذلك العناق الذي حرم منه منذ صغره ليقول بهدوء
"يلا خدوا جزاءهم يابوص واهو بالمرة رجعت لمتنا"
_نظر نحو تيم نظرة تحمل كل معاني السعادة لم يكن يتخيل يوماً أنه سيمر بهذا الموقف لكم تمناه والآن صار حقيقة ليقول
"الحمد لله ياابني إنها رجعت،الحمد لله ياحبيبي"
_إبتعد يوسف عنه ونظر نحوه وهو يغمز له بعينه قائلا
"ما عندكش مزة كدة ولا كدة ليا يابابا ياحبيبي،مكافإة رجوعنا يابوب"
_نظر والده نحوه باشمئزاز وقال
"اه ياقليل الأدب"لينظر بعدها نحو تيم قائلا
"واضح إن تربيتك ما جابتش معاه نتيجة،أنا لازم أتصرف"
_وبعدها اقترب من يوسف وهمس فى أذنه بخفوت
"مش أدام أخوك ياولا أحسن يحبسني أنا وإنت،ابقى عدي عليا فى أوضتي بالليل وانا هاظبطك"
_صفق يوسف بكلتا يديه وهو يطلق صفيرا عاليا وقال
"أد إيه إنت أب عظيم"
_"وانا أقول عليك طالع صايع لمين"
_نظروا جميعاً باتجاه مصدر الصوت والذي لم يكن سوى صوت حمزة وهو يقف عاقدا ذراعيه أمام صدره
_نظر رؤوف نحوه وقام بضرب عصاه فى الأرض قائلا بغضب
"ولد ازاي تقول كدة إنت اتجننت!؟"
_حمحم حمزة بإحراج وهو يشعر بالخجل يكاد يقتله فقد تعامل معه وكأنه والده ونسي أنه ليس والده بل هو والد صديقه ليجد رؤوف يقترب منه وهو يبتسم ويقول
"أنا مش صايع أنا ممكن أكون بتاع نسوان بس مش صايع ياابني فى فرق كبير منهم"
_تنهد حمزة براحة وهو يبتسم قائلا
"خضتني ياحاج قولت الملك فاروق رجعلنا بالسلامة ولا إيه،حمد الله على السلامة ياحاج"
_عانقه رؤوف فجأة لينظر حمزة لتيم ويوسف ليتبادلوا جميعا النظرات وهم يبتسمون بدهشة ممزوجة بالسعادة ليقول رؤوف بسعادة
"الله يسلمك ياحبيبي"
_وجد يوسف ينكزه بأصابعه قائلا بحنق
"ما بلاش حبيبي دي عشان بتضايقني،حبه برص"
_نظر والده نحوه وهو يبتسم قائلاً
"بس يالا ما تكلمش حمزة كدة اتكلم معاه بأدب ده أخوك الكبير"
_هز حمزة حاجبيه وهو ينظر نحو يوسف قائلا بتفاخر
"اسمع كلام أبوك ياقليل الأدب"
_شهق قائلاً بغيظ
"شوفوا مين بيتكلم،حفيد حمدي الوزير"
_كان تيم ينظر نحوهم وهم يتشاجرون ليتذكر كم أنه تمنى أن تكون عائلته مجتمعة بتلك الطريقة،فكم كان ينقصهم وجود والده بجوارهم والآن تحققت أمنيته،لتختفي ابتسامته مجدداً ويحل محلها الحزن عندما تذكرها وتذكر مغادرتها له ليتألم قلبه مجدداً فالحياة ليست عادلة أبدا أعادت له والده ولكن تركته زوجته فى المقابل فمتى ستكون فرحته مكتملة أم لن تكتمل أبدا فى هذه الدنيا الفانية!!!!!!
___________________________
_سار خارجا من غرفته بعد إستيقاظه من نومه العميق لا يعلم كيف نام كل تلك المدة ولكن بالتأكيد أنه يهرب من حزنه بذلك النوم ليبتسم بإنكسار وهو يتذكر محاولاته لرؤيتها ولكن لم تسمح له والدتها أن يواجهها بأي طريقة وكل ما تعرفه هو أنه يجب عليه أن يطلقها وأثناء سيره وجد تلك التي تجلس على الأريكة ترتدي التيشيرت الخاص به وهي ممسكة بطبق كبير من الفشار وتأكل بنهم كبير وهي تشاهد التلفاز،لتتسع عيناه بصدمة ويقف فاغر الفاه ويقول
"لا،يارب إن شاء الله دي تكون تهيؤات من الحزن" ليفرك عينيه بكلتا يديه ويراها ما زالت جالسة ليصرخ
"حور"
_انتفضت مكانها وقامت بسكب الفشار على الأرض من شدة الفزع وهي تنظر نحوه بذعر وقالت بغضب
"إيه ياعجل فى إيه شوفت عفريت"
_تقدم نحوها ليقف أمامها ينظر حولها باشمئزاز ما كل هذا الذي حولها عصائر وحلوى ورقائق البطاطس كل تلك الأكياس الفارغة،ليمسكها من التيشيرت قائلا بغيظ
"انتي يابت إنتي مش هاتبطلي النتانة اللي فيكي دي،بقى ده منظر ده،ده منظر،ايه مربي معزة"
_بدأت تمسك يده محاولة أبعاده عنها وهي تقول
"دي مش أخلاق دي على فكرة اومال لو عرفت إني ناوية أقيم هنا إقامة دايمة هاتعمل إيه"
_شهق وقال
"نعم يااختي نعم ياحبيبتي انتي تقومي تلبسي وهاتصل بجوزك يجي ياخدك قال إقامة دايمة قال هو أنا ناقص بلاوي"
_نجحت فى رسم الحزن والبراءة على ملامح وجهها وقالت بحزن
"يعني إنت مش طايقني وعاوز تطردني من البيت أروح أشحت يعني فى الشارع ده يرضيك يعني"
_رمقها بنظرة جامدة فهي تنجح وبجدارة فى خداعه كل مرة ولكن ليس هذه المرة ليقول ببرود
"أيوة يرضيني عادي يلا اطلعي برا"
_صمتت قليلاً تتذكر تركها لتيم دون أن تقول له إلى أين ذهبت ولم تخبره بأي شيء عنها فقالت بهدوء
"على فكرة أنا مش باهزر"
_أفلتها من يده وهو يتفحصها بدقة هل هي جادة فعلاً ليقول بهدوء
"قصدك ايه ياحور!؟"
_بدأت تفرك يديها بتوتر فهي تعلم أنها مخطئة وعبدالله لن يرضى ذلك لصديقه حتى لو كانت هي المخطئة بالتأكيد سيعنفها لتقول بخفوت
"سبتله البيت ومشيت"
_قطب حاجبيه لا يفهم ما تقوله هل هي فعلت ذلك لا يمكن أن تمزح فى شيء كهذا ليقول بهدوء
"ليه ياحور سبتي بيت جوزك ليه هو ضايقك فى حاجة!؟"
_وجدها تعانقه فجأة وهي تبكي وتقول
"مش هو اللي ضايقني ياعبدوا أنا اللي دايما باضايقه من ساعة ما اتجوزت وأنا مش باجيبله غير المشاكل كفاية عليه لحد كدة ياعبدوا أنا ظلمته معايا كتير هو يستاهل واحدة أحسن مني"
_تنهد عبدالله براحة فقد كان خائفا أن يكون هو الذي ضايقها لأنه لم يكن سيترك مكانا بجسده سليما لو فعل لها شيء فقال ساخراً من كلامها
"وإنتي مالك أمك انتي هو كان اشتكالك ما تسيبيه هو اللي يقرر هو عاوزك ولا عاوز يطلقك انتي مفكرة إنك كدة بتحلي مشكلته انتي كدة بتضايقيه أكتر يابقرة"
_ابتعدت عنه وهي تشهق وقد ازداد بكاؤها وقالت
"إنت مش عاوزني اقعد معاك صح إنت عاوزني أمشي وأسيبك إنت ساكت دلوقتي عشان مراتك راحت عند أمها وزمانها جاية بقى وهاتطردني برا وتستغنى عني عشانها"
_آلمته تلك الجملة وكأنه قد تذكر زوجته ولكن أين هي لقد تركته وغادرت هي الأخرى كما فعلت حور مع تيم لتعتلي الابتسامة الحزينة الباهتة ملامحه مجدداً ويقول ساخرا
"هو أنا ما قولتلكيش إن مراتي عاملة إقامة دايمة عند أمها زي الإقامة اللي إنتي عاملاها هنا" 
_بدأت بمسح دموعها وهي تحدق به بصدمة وقالت بذعر
"ايه اللي بتقوله ده طفشت البت ياعجل وزعلتها منك،اه ياواطي عملت ايه فى صحبتي"
_وكأنه كان ينتظر أحدا يحمل عنه كل تلك الهموم ليغمض عينيه ويبدأ فى سرد كل ما حدث بداية من ذهابه إلى الطبيبة وإخبارها له بأنه عقيم لا يقدر على الانجاب حتى ذلك اليوم المشؤوم منذ تركته دينا وبعد إنتهائه من سرد كل تلك المآسي قال بحزن
"بس ياستي وانا لحد دلوقتي مش عارف أبلة دينا مش طايقاني ليه" ونظر نحوها ليجد الدموع تغرق وجهها وهي تشهق شهقات متكررة
_كانت حور تنظر نحوه كيف حدث كل ذلك لأخيها وهي لا تعلم أي شيء،كيف ابتعدت عنه كذلك وهي تعلم أنه ليس له أحد سواها لتقترب نحوه وتقف على أنامل قدمها وتعانقه وهي تبكي وتقول
"سامحني ياحبيبي،سامحني ياعبدوا انا آسفة اني ما كنتش معاك فى كل ده سامحني ياأخويا طول عمرك معايا وأنا سبتك وما سألتش فيك"
_ابتسم بحزن قائلا
"ما تقوليش كدة  ياعبيطة، ما انتي واقفة فوق راسي اهو بعيدة عني فين اتنيلي"
_تشبثت به وقد ازداد بكاؤها تفكر ما الذي يشعر به الآن بعد ما قالته له تلك الطبيبة وما زاد معاناته ترك دينا له لتقول بحزن
"طول عمرك زي الجبل والله ياعبدوا،شلت كتير اوي ياحبيبي،ان شاء الله ربنا يباركلك وهاتكون كويس وممكن الدكتورة دي تكون غبية أصلاً ليه ما جربتش تسأل دكتور تاني،يمكن هي قرأت التحاليل غلط،بالله عليك،او هي قالتلك ممكن المشكلة تتحل بالعلاج، ما روحتش ليه بقى كشفت ها قولي؟"
_بادلها العناق فرحا بأنه شاركها همومه حتى يخف حزنه ولو قليلاً ليقول بهدوء
"علاج إيه أنا ما بحبش اخد علاجات ياحور وهو كدة كدة ما لهوش لازمة أنا مش واخده أصلاً"
_إبتعدت عنه وقامت بجذبه من شعره وبدأت تشده بعنف قائلة بغضب
"أنا مش هاسيبك،علاج ايه ياأخويا اللي ما بتاخدهوش ده،هو إنت عيل صغير هاديك العلاج فى بوقك"
_حاول ابعادها عنه بهدوء حتى لا يقوم بإيذائها ليقول بألم
"انتي ياحاجة اسبايدر وومن انتي،انزلي من على قفايا الله يباركلك ما ينفعش أعمل معاكي فنش أندر تيكر بالبقليلة اللي فى بطنك دي"
_ابتعدت عنه وهي تنظر نحوه بشر وتصرخ به بغضب
"ما بتاخدش العلاج ليه ياأخويا،عبدالله ما تجننيش الله يباركلك يعني ايه ما عندكش حاجة تعملها اتقي الله بقى ما بتاخدش بالأسباب ليه وتتوكل على ربنا مش هو ده كان كلامك ليا على طول جاي دلوقتي تقولي العلاج ما لهوش لازمة"
_نظر نحوها بحزن فكل كلمة تقولها صحيحة هي لم تخطيء بأي شيء ليقول بحزن
"مش طايقه ياحور والله مش عاوز أقربه من بوقي والله قرفان منه حاولت ١٠٠ مرة وبردوا مفيش خالص"
_تبدلت ملامح وجهها للحزن التام وقامت برفع يده نحو فمها لتقبلها وهي تقول بحنان
"ياحبيب قلبي فى داهية العلاج المهم إنت،طب بقولك ايه أدامك مش طايق العلاج كدة سيبك منه وروح اكشف عند دكتور تاني يمكن تكون الولية دي حمارة ما بتفهمش والله"
_ابتسم قائلا بسخرية
"لا ياشيخة وهو عشان قالتلي اني عندي مشكلة تبقى حمارة"
_حاولت إقناعه وهي تقول
"اسمعني بس دي الواحدة لما بتعرف إنها مش حامل بتلف هي وجوزها على دكاترة مصر كلهم عشان واحد يديها الأمل ويقول إن فى حل لمشكلتها سواء عملية أو أي حاجة، إنت والتانية بقى عاملين شبه جوز البط البلدي روحتوا عند دكتورة واحدة وقعدتوا تندبوا حظكم،لازم تروح عند أكبر دكاترة فى مصر يمكن حد يكون عنده حل لمشكلتك"
_بدأ يفكر فى كلامها فهي عندها حق فى كل ما تقوله،نعم لما يإس من مرة واحدة،كلام حور كان كالقشة التي ينتظرها الغريق ليتعلق بها وقد أوقد شعلة الأمل بداخله وقال بأمل
"انتي شايفة كدة ياحور!؟"
_هزت رأسها بإيجاب سريعاً وهي تحاول إستمالته حتى يوافق للذهاب للطبيب تريد إعطاؤه الامل للمحاولة لكي يأخذ دواءه
_وجدته يقول بفرحة وحماس
"هاروح هاروح دلوقتي حالا عند الدكتور،لا مش عند دكتور واحد عند كل الدكاترة،ومش هارجع غير وانا الحل فى إيدي"
_وبعدها تابع بحزن
"بس دينا!؟؟"
_جزت على أسنانها فمن أين أتت لها الجراءة لتفعل دينا ذلك بأخيها ولا تقف بجواره فى محنته لتبتسم وتقول بشر
"دينا بقى سيبها عليا هي وأمها أنا هاوريهم ما تشغلش بالك إنت"
____________________
فى المساء كان رؤوف يجلس فى الصالون يقلب بصور عرسه هو وزوجته ويبتسم ويقول بندم
"سامحيني ياحبيبتي،سامحيني ما كنش قصدي والله هي السبب ربنا ينتقم منها"
_وجد حمزة يقبل نحوه ويجلس بجواره قائلاً بهدوء
"هاتسامحك اطمن،أبويا وامي الله يرحمهم كانوا بيزعلوا من بعض ويسامحوا بعض فى نفس الثانية ولما كانوا بيطولوا أوي وأروح أقول لأمي انتي مسامحاه تقولي آه بس خايفة لا يكون هو مش مسامحني،هي مش غلطانة أوي زيك بس هي كمان غلطانة كان لازم تقولك على اللي أمها كانت عاوزة تعمله ما كانتش تسوء صورتها على حساب أمها واللي إنت عملته كان أي حد مكانك هايعمل كدة وأسوأ،وانا متأكد إنها سامحتك بس كانت مستنياك تسامحها عشان ترتاح"
_إبتسم رؤوف وهو يربت على كتف حمزة قائلا بحنان
"كنت عاوز أشكر أمك وأبوك على مجايبهم دي ياحمزة ياابني والله،عفارم عليك وتسلم تربيتهم،ربنا يرحمهم ياحبيبي"
_ابتسم قائلا
"آمين"
_وتابع
"كنت عاوزك فى خدمة كدة صغيرة"
_رؤوف باهتمام شديد
"اتفضل ياابني اللي إنت عاوزه"
_تابع حمزة
"تيم إبنك راكب دماغه ومش عاوز يصالح مراته،من الآخر الاتنين راكبين دماغهم وعاوزين رصاصة تخلصنا منهم هما الاتنين"
_تذكر رؤوف ملامح وجه تيم الحزينة طوال اليوم الهذا السبب هو حزين لتلك الدرجة ليقول بحزن
"ليه ياابني ايه اللي حصل بينهم!؟"
_بدأ حمزة فى سرد كل ما حدث لوالد تيم وعندما انتهى من حديثه وجد رؤوف يبتسم قائلا
"تاني،سوء تفاهم تاني، من الآخر هما بيلعبوا مع بعض شغل عيال يعني"
_هز حمزة رأسه بإيجاب وعيناه تشعان بأمل أن يساعده والد تيم بأي شيء ليقول بأمل
"ها يابوص هانعمل قعدة صلح ولا ايه"
_نظر رؤوف نحوه باشمئزاز وقال
"قعدة صلح ايه وايه اللي بتقوله ده،هو مين الكبير أنا ولا إنت، إيه الأفكار دي ياابني خليك كريتيف شوية"
_حمزة بنفاذ صبر
"اخلص ياعم التنك وإنت عامل زي ولادك كدة هانصالحهم ازاي"
_نظر رؤوف نحوه بمكر قائلاً بخبث
"هانربيهم ياحمزة ياحبيبي،هانخليهم يحرموا يبعدوا عن بعض تاني"
_أطلق صفيرا عاليا وقال بحماس
"أيوة يارؤوف ياجامد شكلها كدة هاتولع،فينك من زمان ياأخي والله كنت محتاج صاحب زيك"
_تابع رؤوف وهو يبتسم
"رجعتلكم ياابني واللي ما عملتهوش مع ولادي زمان هاعمله دلوقتي،لازم أرجع كل حاجة لمكانها"
____________________
يتبع.......
تتوقعوا رؤوف هايعمل ايه عشان يصالح حور وتيم!؟
وحور هاتعمل إيه مع دينا!؟
وياترى عبدالله هايلاقي حل فعلاً لمشكلته!؟🥺
مستنية توقعاتكم...
انتظروني البارت الجاي
مساءكم حلو
دعاء محمود ✨♥️

صمودٌ أم فرار.....الجزء الثاني من(حتماً ستخضعين لي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن