البارت العاشر

1.6K 99 16
                                    

_صلوا على النبي💞

_ما تنسوش الفوت

_بدأت قطرات العرق تتلألأ على جبهتها قلبها يخفق بشدة،لا تعرف بما ستجيبه لقد أكدت عليها والدتها ألا تخبر أي مخلوق بأنها ما تزال على قيد الحياة،بماذ ستخبره الآن
"دي...دي.....وفجأة قاطعها صرخة أفزعتها وجعلتها تنتفض مكانها وهي تقول بذعر
"إيه ده ياتيم،ايه الصوت ده"
_كان تيم يقف مذعورا هو الآخر من حدة الصرخة وفجأة ضيق عينيه وقال بنبرة خافتة
"تيتا،ده صوتها" وركض خارج الغرفة سريعاً لتتنهد حور  وتنظر  إلى الهاتف وتقوم بإغلاقه والتوجه نحو الخزانة ووضعه بين ملابسها وهي تحمد الله على إخراجها من هذا الموقف العصيب الذي كان سيوقعها بالكثير من المشاكل مع تيم،لتتنهد بحزن وتقول
"هافضل مخبية عليه لحد امتا.....وبعدها أشرق وجهها وابتسمت مليء شدقيها وقالت:هو لما يعرف إن أمي عايشة أكيد هايتبسط عشان أنا مبسوطة ومش هايفكر فى اني خبيت عليه أو هاقوله كنت عاوزة أعملهالك مفاجأة أيوة صح هي دي......ثم شهقت وكأنها تذكرت شيئا ما وقالت:ياحزني أنا إيه اللي موقفني هنا إما أروح أشوف العقربة وهي بتموت بسمها"
وسارت خارجة من غرفتها وهي تتبختر وتدندن بسعادة
"ها هي العقربة ستسقط،ها هي العقربة ستسقط
وكما قال الشاعر اللي ربنا يمسيه بالخير عشان مش فاكرة إسمه بس هو كان شكله عارف إني هاقابل واحدة زي دي الشعر بيوصفها بحذافيرها،احم احم 
الشاعر قال:لها وجه برغوث وساقا بعوضة
ووجه كوجه القرد بل هو أقبح،الله عليه إيه الغزل العفيف الطاهر ده،احم احم
وتفتح لو كانت فما لو رأيته تخيلته بابا من النار يفتح،ياسلام عليه ياسلام عليه بجد الله ينور على أمك ياعم الشاعر والله،احم احم،
إذا عاين الشيطان صورة وجهها تعوذ منها حين يمسي ويصبح،من ساعة ما وقعت على البيتين دول وانا حفظاهم زي اسمي عشان حسيت اني هاحتاجهم كم من المشاعر العميقة العتيقة الظريفة اللطيفة فى الكام بيت دول باهديها ليكي ياعشعوشة"وأكملت سيرها نحو غرفة الجدة لتشاهد ماذا يحدث هناك
____________________
_وصل تيم إلى غرفتها مذعورا ينظر فى جميع أرجاء الغرفة للبحث عنها،ليجدها تجلس على الأرض بحالة مزرية وهي تبكي بشدة وعكازها ملقي بجوارها ليركض نحوها يجثو  على ركبتيه وهو يقول بخوف
"ايه ياتيتا مالك فى ايه اللي حصلك إنتي قاعدة كدة ليه"
_ازداد بكاؤها وقالت
"البت عيشة ياابني مش عارفة مالها طول النهار رايحة جاية على الحمام مش عارفة ايه اللي حصلها ووشها أصفر زي اللمونة وهاتروح مني ياابني اعمل أي حاجة"
_فى نفس اللحظة قدم حمزة هو الآخر ويوسف خلفه وبجواره وعد وقدمت حور وشروق متشابكتان الأيدي وهما تبتسمان بخبث عند سماعهما لجدة تيم
_لم يستطع تيم فهم ما يحدث فقال بهدوء
"هي مالها إيه اللي حصلها"
_الجدة وهي ما زالت مجهشة بالبكاء قالت
"مش عارفة ياابني مش عارفة" وفجأة خرجت عائشة من الحمام بوجه شاحب يحاكي شحوب الموتى واضعة يدها على معدتها وهي تإن بألم
"آه ياستي مش قادرة إلحقيني"
_نظرت شروق نحوها بعينين مشتعلتين بغضب قاتل وقلب مشتعل بالانتقام وابتسمت بشر وهمست بخفوت
"ولسة دي البداية ياحلوة"
_كان حمزة يتأملها بصدمة أحقا من الممكن أن تكون قد فعلت لها شيئا،كان مصدوما من نظراتها تلك فلأول مرة يراها هكذا أقررت هي الإنتقام منها دون أن تنتظره هو للإنتقام منها،جز على أسنانه وجال بخاطره
"تاني ياشروق بتتصرفي من دماغك تاني من غير ما ترجعيلي"
_كانت حور تنظر نحوها بشفقة هي لا تعلم ما الذي فعلته لشروق حتى تحقد عليها بتلك الطريقة ولكنها تذكرت بكاء شروق بسبب تلك المعتوهة لتتبدل نظرتها كليا وتتحول إلى الحقد التام وقالت
"عشان تبقي تضايقي صحبتي تاني ياقطة"
_أما عن وعد شعرت بشيء من الشفقة تجاهها هي لم تكن تريد أن يصل الموضوع إلى هذا الحد،لا ليست هي المخطئة،بل تلك هي من تناولتها بأكملها هي أحضرت لها قطعة واحدة فقط ولكنها نفضت تلك الأفكار عن رأسها ونظرت نحوها بغل وقالت بصوت منخفض
"عشان تبقي تضايقي شروق تاني ياحلوة"
_كان يوسف يقف ينظر نحوها ببرود غير مبال بها وإبتسم بسخرية قائلاً
"يكش تموت بقا وتريحنا بإذن الله"
_شعرت أن الأرض تدور بها لم تعد قادرة على الصمود أكثر،لم تعد تسمع أي صوت حولها وشعرت بأن الظلام يسحبها ببطيء فسقطت مغشياً عليها
_بعد عدة دقائق كان تيم قد أحضر الطبيب للإطمئنان على حالها ليس من أجلها ولكن من أجل جدته التي لم تجف عينيها منذ لحظة إغمائها
_سألهم الطبيب
"هي الآنسة بتاخد ملين أو أي برشام عموماً"
_كانت دموعها الساخنة تجري على وجهها لا تعمل ما الذي أصابها فقالت بألم
"لا ياابني دي ما شاء الله صحتها زي البومب ومش بتاخد أي علاج"
_لم يكن يفهم إذا ما الذي أصابها فقال
"غريبة الأعراض اللي عندها دي دليل على إنها خدت كمية كبيرة من الملين وهو ده اللي سببلها الإسهال الشديد اللي عندها وكمان سببلها جفاف وادى لإغمائها على العموم ياريت الروشتة دي تجيبوها فى أسرع وقت ممكن، وياريت ما تتناولش أي ملين غير عند الضرورة وياريت يكون تحت إشراف طبي  وإن شاء الله تقوم بالسلامة"
_اتجهت وعد نحو حور وشروق لتقف بجوارهم وهي تقول بحزن
"جماعة أنا حاسة إن الذنب هايقتلني احنا ما كنش قصدنا كدة البت هاتروح فيها"
_حور بسخرية
"واحنا مالنا هي اللي جاموسة وافرطت فى تناول الملين بدون إستشارة طبيب برة عننا  الكلام ده"
_ابتسمت شروق بشر وقالت
"ولسة يارب بس تسد على اللي جاي"
_كانت شاعرة بالخوف من نظراتهم تلك فمتى أصبحوا قساة القلب بتلك الطريقة الفظة فقالت بلوم
"إيه ياجماعة اللي حصلكم حاسة إن أعوان ابليس واقفين جنبي فى ايه بجد ايه اللي جرالكم"
_تذكرت ما فعلته بها تلك الخبيثة هي لا تفكر سوى فيما كان سيفعله حمزة لو انساق وراء فكر تلك المشعوذة ولم يصدقها هل كانت تنتظر منه أن يقتلها أو أن يطلقها بالتأكيد كانت تلك خطتها،تلألأت الدموع فى عينيها وقالت
"لما احنا أعوانه تبقى هي إيه،قسما بالله لو فى إيدي أقتلها كنت قتلتها مش حطتلها ملين فى الكيكة كنت حطتلها سم ولو عرفتوا اللي عملته معايا هاتعرفوا إنها تستاهل الشنق صاحية" أنهت كلامها وهي تنهج ووجهها أحمر من شدة الغضب
_ربتت حور على ظهرها ونظرت إلى وعد بلوم وعتاب
_وعد بندم
"ما تزعليش مني ياشروق بجد حقك عليا والله هي بس صعبت عليا أنا مش قصدي حاجة"
_بعد ذهاب الطبيب ظلت الجدة تنظر نحو وعد بشر وصرخت بها
"إنتي أكلتي ايه للبت ها انتي ياللي ربنا ينتقم منك انتي أكلتيها إيه هي آخر حاجة واكلاها كانت الكيكة بتاعتك حطيتي ليها سم ولا إيه ياقليلة الرباية انتي"
_شعرت بالخوف الشديد ولكن أمسكت شروق يدها ونظرت لها وهي تبتسم وتقول
"سيبك منها "
_كور يوسف قبضته حتى إبيضت مفاصله يحاول الهدوء ولكن لا يستطيع فقال بغضب
"هو أنا ياست انتي مش قولتلك قبل كدة ما تتكلميش مع مراتي كدة تاني ولا انتي ما بتفهميش ولا إيه نظامك يعني"
_حدق الجميع به بصدمة فكيف يتكلم معها هكذا مهما فعلت فهي إمرأة كبيرة،ماذا حدث له أجن أم ماذا
_وقف تيم وهو يطالعه ببرود ويقول بهدوء مصطنع
"جدع اوي وايه كمان،حلو اوي لما تشتم ست كبيرة كدة....ثم رفع صوته قليلا لا يريد للوضع الخروج عن السيطرة ولكن تمالك نفسه بصعوبة وقال بنبرة غاضبة: وخصوصاً دي مش أي ست دي تبقى جدتك أم أمك الله يرحمها يعني بيتهايألي المفروض تحترمها"
_وصل غضبه إلى أقصى درجة هل يرى الآن أنه مخطئ ويراها هي على حق،اقترب منه ووقف قبالته وهو ينظر له بتحدي ويبتسم بسخرية ويقول
"أمي ألف رحمة ونور عليها ما كنش ليا غيرها فى الدنيا،ومن الآخر بقى وجودها هنا ما لهوش أي ستين لازمة ممكن نشوفلها دار مسنين هايبقى حلو أوي ليها ولو على اللي معاها ممكن نشوفلها حتة تشتغل فيها المهم إنهم يغوروا بعيد عننا يعني عشان نرتاح"
_صمت خيم على المكان الجميع ينظر نحو يوسف بأفواه فاغرة وملامح مصدومة،حتى حمزة لم يكن يتوقع من يوسف ذلك أبدا أي غضب أوصله لتلك الدرجة،كان يراقب ملامح تيم بدقة يبدوا أنه سيفعل شيئا إستطاع حمزة توقعه بسهولة يجب عليه إنقاذ يوسف من يد تيم
_كان تيم يحدق به بصدمة كيف إستطاع قول ذلك بمنتهى الجراءة كيف يقول ذلك،كان ينظر نحوه بعينان مشتعلتان بغضب جحيمي،كور قبضته وصرخ به
"يوسف إنت سامع نفسك بتقول ايه انت اتجننت"
_وفى تلك اللحظة قدم حمزة سريعاً ووقف بين تيم ويوسف وقام بإبعاد تيم للخلف قليلاً وهو يقول بنبرة محذرة
"تيم إهدا الله يباركلك هو أكيد مش قصده"
_دفع يوسف حمزة من أمامه بغضب وهو يصرخ ويقول
"لا أنا قصدي بقى،أنا مش عيل صغير ياأستاذ تيم عشان أخاف منك مش عارف بصراحة ايه اللي محببك فى وجودها ولو مفكر أنها ممكن تاخد مكان أمي لا اطمن عمر ده ما هايحصل"
_وفى لمح البصر تفاجأ بتيم واقفاً أمامه وباغته بلكمة أسقطته أرضا وأوقفه مجدداً ممسكاً به وهو ينظر نحوه بغضب جحيمي ويصرخ به
"إنت إزاي تتكلم معايا بالطريقة دي إنت اتجننت فى دماغك يالا ولا إيه"
_كان فمه ينزف بالدماء مد يده ليقوم بمسح تلك الدماء من زاوية فمه وقام بدفعه وهو ينظر نحوه بغضب ويصرخ هو الآخر
"بتضربني أنا وعشان خاطر مين عشان خاطر دي ياتيم بتضرب أخوك عشان خاطر واحدة جايبها من الشارع ما تعرفش هي جاية منين أصلاً"
_لكمه مجدداً بغضب وغل فماذا يقول هل جن أم ماذا هذا الأحمق ما الذي أصابه،أوقفه مجددا ممسكا به وهو يقول بغضب
"واضح إني ما عرفتش أربيك كويس أنا بقى هاربيك من أول وجديد"
_مسح أنفه بعدما كان ينزف بالدماء وبعدها جز على أسنانه ودفعه بقوة وهو يصرخ بغضب
"إنت مين أصلاً عشان تكلمني بالاسلوب ده إنت ما لكش سلطة عليا،إنت فاهمني إنت مش أبويا عشان تكلمني،أنا ما ليش حد فى الدنيا دي، الوحيدة اللي كانت ليا وبتخاف عليا خلاص راحت ربنا يرحمها،انت سامعني ما لكش دعوة بيا"
وفجأة توقف عن الحديث بعدما أدرك ما قاله ولكن قد فات الأوان فقد كان تيم يقف غير مستوعبا ما قاله كاد يسقط أرضاً لولا أن لحقه حمزة وقام بإسناده وهو عاجز عن إستيعاب ما قاله يوسف لتيم
_كان مظهره ثابتاً صلدا لا يؤثر به شيء ولكن قلبه هو الذي يبكي بدلاً من عينيه لطالما اعتبر يوسف إبنه وليس أخيه، وفى النهاية يقول له ذلك أحقا ما سمعه أم هو يحلم
_كانت حور تقف تشعر بالرعب من مظهر تيم هو يبدوا هادئا لكن نظراته لا توحي بذلك أبدا يبدوا أنه على وشك الإنفجار الآن
_كانت وعد تقف خائفة ومذعورة تشهق وتبكي بحرارة على زوجها الجريح،تتمنى لو لم تستمع لكلامهم لم يكن سيحدث كل هذا من البداية
_كانت شروق تراقب عائشة والجدة بدقة غير عابئة لكل ما يحدث لتحدق بصدمة بعد رؤيتها الجدة لم تعد تبكي كما كانت بل بالعكس هل هي تبتسم الآن هل هذا ما كانوا يريدونه من البداية ولكن كيف
_عاد إلى هيئته الباردة سريعاً وقال ببرود قاتل
"طب بما إنك كبرت بقى ومش عاوز حد يكلمك والأهم إن ما لكش حد،تقريباً ڤلتك خلصت ممكن تروح بقى تعيش مع نفسك لا تضايق حد ولا حد يضايقك"
_رمى تلك الكلمات بوجهه وخرج من الغرفة تاركاً الجميع خلفه فى صدمة ما الذي يفعلونه ما الذي حدث لهم كيف تفرقوا كيف حدث ذلك ببضع ثوانٍ
_ركضت حور خلفه لتعرف ما الذي حدث له يستحيل أن تتركه هكذا هي تجزم بأن الأيام القادمة لن تكون سهلة أبدا
_كان يوسف يقف غير واعٍ بما يحدث كيف ذلك وما الذي حدث كيف قال كل ذلك الكلام لأخيه،ولكنه راجع عقله وقال
"لا أنا مش غلطان هو اللي دخلهم ما بينا وهو اللي يستحمل بقى نتيجة غلطته"
_وقف حمزة أمامه ينظر نحوه بغضب وقال
"مش تحاسب على كلامك ولا إنت غبي والغباوة دي مش هاتسيبك أبدا"
_رمقه بنظرة جامدة وقال ببرود
"ما لكش فيه ياحلو خليك إنت مع صحبك وانا خرجوني من الحوار ده ما لكوش دعوة بيا ياريت يعني وكل واحد وسكته بقى يلا اورڤوار يازوز ما أعطلكش" وخرج من الغرفة وهو ينوي عدم الرجوع مجدداً إليهم هو لا يريد أيا منهم،سيبقى هو بمفرده ولن يحتاج أحدا منهم
_جرت وعد خلفه بدموعها لا تدري ما الذي فعلته هي السبب بكل ذلك ولكن هل ستكون السبب فى افتراق يوسف عن أخيه لا بد أن تقنعه وتشرح له ما حدث،يجب عليها أن تصلح الوضع
_أما عن شروق كانت تقف تنظر نحو حمزة بشفقة، نظرة الانكسار الواضحة فى عينيه لقد تشتت شملهم والسبب هو أنها كانت تريد الإنتقام من تلك الفتاة،هل هي السبب الآن،ماذا سيفعل وعد بيوسف وتيم بحور والأهم من ذلك ما الذي سيفعله حمزة معها هل سيظل صامتا أم سيغضب ويثور عليها،وجدته يقترب نحوها قلبها يخفق بشدة لا تريد مواجهته لا تريد أن تسمع تلك الكلمات منه مجددا عن أنها لا تثق به هل سيعنفها بالكلام فقط أم سيضربها هي لما تعد تعلم شيئاً
_سار خارجاً من الغرفة يشعر بأنه لم يعد لديه القدرة على التنفس ولكنه توقف لبرهة بجوارها يهمس ببرود يقتلها
"أتمنى يكون هدفك اتحقق وتكوني مبسوطة باللي وصلتي ليه عشان للمرة المليون تمشي بدماغك،والمرة دي مش أي حد المرة دي جت على راسي أنا وإخواتي يارب تكوني مبسوطة ياهانم" وتركها وغادر يشعر بأنه يريد فصل رأسها عن جسدها،ولكن قلبه يؤنبه على ما فعله فهي لها الحق فى الإنتقام من تلك الملعونة فهمس لنفسه
"حقك أنا هاجبهولك بس مش عارف هاقدر أسامحك ازاي على اللي عملتيه  معايا ده ياشروق"
_كانت تقف مصعوقة من كلماته تلك،جسدها متصلب مكانه تشعر بأنها تريد الركض خلفه وتتوسله حتى لا يعاملها بتلك البرودة هي ليست كما يعتقد، هي فقط لم تعتقد أن الأمور ستصل إلى هذا الحد،استطاعت لملمة شتاتها واتجهت لتقف بجوار ذلك السرير،وبدأت تصفق بحرارة وهي تقول بغل
"هايل هايل يافنانة أتمنى إن العرض يكون عجبك حضرتك مش هاتنزلي بالستارة بقى ولا ايه"
_نظرت الجدة نحوها بغضب وقالت
"إيه يابنتي اللي بتقوليه ده إنتي مش شايفاها عيانة أدامك وبتموت"
_قهقهت بصوت مرتفع وقالت
"الله يباركلك ياحاجة ضحكتيني والله ربنا ينتقم منك،اوعي تكوني مفكرة إني مش شايفة الفرح هاينط من عينك عشان اتخانقوا وعشان اللي بيحصل واكيد انتي عارفة بردوا بالقرف اللي عملته معايا فالله يباركلك بلاش شغل المحلسة ده والعبي بقى على المكشوف"
_وفجأة شعرت بالصدمة عندما وجدت عائشة تفتح عينيها ببطء شديد وهي تبتسم بخبث ولكنها حاولت تمالك نفسها سريعاً حتى لا يظهر لهم أنها خائفة منهم ولكن كيف!؟أي عقل يتخيل أن تفعل ذلك يالله هل هذه من البشر أم هي إبليس بنفسه
_نظرت عائشة نحوها وهي تقول بخبث
"إيه ياشروق ما تتفاجئيش أظن بقى إنك مجرباني"
_إبتسمت وقالت بسخرية
"مجربة أوي ياحلوة بس مش عيب عليكي ما تعرفيش إن حرام توقعي بين الاخوات وبعضهم ما حدش علمك إن ده حرام"
_ضحكت بشر تشعر بلذة الإنتصار فهي توقعت أن يوسف سيغضب من وعد بعد علمه بذلك ويعنفها ولكن حدث العكس تماماً لقد تشاجر مع أخيه وهما الآن قد افترقا،ما تتمنى حدوثه قد حدث الان وفاق توقعاتها،قالت بشر
"مش عيب عليكي ياشروق ياإختي تحطيلي ملين فى الأكل بس أنا طلعت أجدع منك وما رضتش أحسسك بغباوتك وكلتها إيه رأيك فيا ياحلوة"
_حدقت بها بصدمة لا تستوعب ما تقوله ماذا أهي كانت تعلم بخطتهم منذ البداية وبالرغم من ذلك قامت بأكلها، فقالت
"انتي قصدك ايه!؟"
_قهقت وقالت بشر
"فكرك أنا عبيطة عشان أصدقها وهي بتقولي جربي الكيكة بتاعتي كنت عارفة أنها حاطالي فيها حاجة بس قولت مستحيل تكونوا حاطين سم يعني انتو أطيب وأعبط من كدة بكتير وقولت لو كلت حتة واحدة من الصنية التأثير مش هايبقى كفاية فقولت أكلها كلها بقى ونشوف أخركم واهو بالمرة أعمل مشكلة بين صاحبك ومراته بس ما كنتش مفكرة إنه دلدول ليها كدة بس الصراحة اللي حصل بسطني اكتر لأن ده اللي أنا عاوزاه من الأول هو فعلاً جه بسرعة أوي بس أهو اللي حصل بقى ايه رأيك فى دماغي"
_كانت تنظر نحوها فاغرة الفاه لم تستوعب ما تقوله تلك الحية تشعر بالصدمة تغمرها إقتربت نحو السرير وقامت برفع يدها وهبطت بها على وجهها بقوة لتجعلها تنتفض مكانها وتصرخ بها
"انتي إتجننتي والله لأولع فيكي بس الصبر"
_قهقهت شروق بشر كبير وهي تنظر نحوها بغضب وقالت بخبث
"أيوة اتجننت،بقى إنتي ياواطية مفكرة نفسك هاتعملي فينا كل ده ومش هاتلاقي حد يوقفلك بس وربنا وربنا كمان مرة لا هاعرفك مين هي شروق هاخليكي تمشي تلمي ورق فى الشارع زي المجانين من اللي هاعمله فيكي بس الصبر،وانتي ياحاجة ياكبيرة انتي فرحانة بولاد بنتك وهما هايقطعوا بعض ماشي والله لا هاعرفهم كلهم بس استني عليا، أنا هارقصكوا على الشناكل زي القرود،اتفو" رمت تلك الكلمات بوجههم وخرجت وهي غاضبة تائهة وحيدة ما الذي ستفعله مع هؤلاء كيف ستستطيع مجابهتهم لوحدها
_كانت عائشة تنظر نحوها بشر وهي تقول
"انتي حواراتك كترت وخلاص جبت أخري منك"
_نظرت لها  الجدة بخوف وقالت
"يابت ياعيشة أنا خايفة منها لتقولهم على حاجة والله ما هايرحمونا"
_كانت تتحسس وجهها وهي تنظر أمامها بغضب وتقول
"وانا مش هاخليها عايشة لحد اما تقولهم هي جت للهلاك برجليها وانا بقى اللي هاعرفها مين هي عيشة"
_______________________
_دلف إلى الشقة ليراها غارقة فى ظلام دامس ليخفق قلبه بشدة لا بد أنها رحلت مع أمها بالتأكيد كيف ستبقى، هو حتى لم يحاول إقناعها ولكنه سمع صوتها من خلفه وهي تقول
"الله الله ياأستاذ كل ده تأخير ولا كإن فى بني آدمة هنا قاعدة مستنية حضرتك"
_قام بإخراج الهاتف واشعل الكشاف سريعاً ليراها تنظر نحوه وهي تبتسم وتقول
"وحشتك أنا أوي صح قول ما تتكسفش"
_اقترب منها سريعاً وقام بمعانقتها وهو يقول بسعادة بالغة
"والله والله ما حد واحشني فى الدنيا دي أدك حتى لما بتكوني معايا بردوا بتوحشيني إنتي كل حاجة ليا فى الدنيا دي يادينا أنا مش متخيل الدنيا دي من غيرك"
_كان قلبها يتراقص فرحا من كلماته تلك وربتت على ظهره وهي تقول بحنان بالغ
"إنت اللي ليا فى الدنيا دي ياعبدالله انت مش  كل حاجة فى دنيتي إنت دنيتي كلها مش هقدر أكمل يوم واحد فى الدنيا دي من غيرك عاوزني بس أبعد عنك ازاي أنا مش هقدر أعيش من غيرك،وهو فى حد بردوا"
_هي لا تدري وقع تلك الكلمات على قلبه الذي يخفق بسعادة،سعادة لم ولن يشعر بها سوى معها هي معذبة فؤاده،لقد قضى سنواته السابقة مشغولا بحبها ومن الواضح أنه سيقضي كل سنين عمره كذلك كان يبتسم بسعادة بالغة وهو يقول
"وهو انا يعني اللي هاقدر أعيش من غير روحي وقلبي وكليتي وكل حاجة ليا فى الدنيا، لا يادينا عمرها ما هاتحصل أبدا،عمري ما هافكر أبعد عنك ولو إنتي فكرتي فى كدة أنا هاكسرلك دماغك دي مليون حتة وبردوا هاتفضلي معايا ويبقى بقى اللي يقدر يبعدك عني يفرجني"
_لكمته على ظهره بخفة وقالت
"هاتمشي تفرد عضلاتك على الناس ياأخويا فى إيه"
_شدد من احتضانها وهو يقول بمرح
"اسكتي بقى عشان خليتي أبو عضلات بيمشي يطلع قلوب من عينه شبه العيل اللي فى الثانوي....وبعدها قبل جبهتها بحنان وهو يقول:ربنا يخليكي ليا ياست البنات"
____________________
_دلفت إلى الغرفة لتراه يجمع ملابسه فى حقيبته هل كان جادا لم تعتقد ذلك أبدا لقد اعتقدت أنه مجرد شجار عادي بينهما لكن ما الذي يفعله الآن وكل هذا بسببها هي
_اقتربت منه لتقف حائلا بينه وبين الخزانة وهي تقول بصدمة
"إنت بتعمل ايه يايوسف"
_رمقها بنظرة جامدة قائلا ببرود
"إنتي شايفة ايه ياهانم"
_شعرت بالغضب من بروده ذلك فصرخت به
"يوسف اتكلم عدل وما تعصبنيش قولي إنت بتعمل ايه"
_عقد ذراعيه أمام صدره قائلا ببرود
"اللي إنتي شايفاه أنا مش هاقعد هنا تاني"
_بدأت الدموع تتلألأ فى عينيها وهي تقول بألم
"ليه يايوسف وعشان إيه هاتبعد عن أخوك مش هو ده تيم اللي بتعتبره أبوك مش هو ده تيم اللي كان أحن عليك من نفسك وهو اللي رباك ووصلك ل اللي إنت فيه جاي فى لحظة غضب وعشان موقف واحد تنسى كل ده وتقول أنا ما ليش حد ومحدش له سلطة عليا"
_وكأن كلماتها تلك ذكرته بكل ما فعله تيم لأجله أجل كيف يفعل ذلك بأخيه وليس أخيه فقط بل أبيه أيضاً هل إستطاع إنكار فضله بتلك السرعة ولكنه ابتسم بسخرية قائلا
"وإنتي بقى المفروض تقفي معايا ولا إيه ده أنا حتى كنت بادافع عنك مفيش أي تشجيع ليا نهائي"
_لا هي لم تعد قادرة على الصمود أكثر من ذلك وضعت كفيها على صدره وقامت بدفعه ليرتد للخلف قليلاً وهي تبكي وتقول
"بتدافع عني ليه وأنا غلطانة،أيوة أنا اللي اتسببتلها فى كدة،عشان هي أذت صحبتي،انت مالك بقى بتتخانق مع أخوك ليه بسببي، أيوة أنا اللي عملت كدة يايوسف وعندي استعداد أمسحها من على وش الأرض كمان عشان خاطر صحبتي"
_صعق من كلامها أهي حقا المخطئة هل هو تشاجر مع أخيه لأجل كاذبة،ليقبض على ذراعها بقوة ويجذبها نحوها وهو يقول بغضب
"إنتي بتقولي إيه يعني أنا بادافع عن واحدة مجرمة أصلاً وكانت عاوزة تموت بني آدمة انتي قصدك إن خناقتي مع أخويا عشان خاطر واحدة كدابة ومش مكسوفة من نفسك كمان جاية بتقوليها بكل فخر أوي انا السبب....وبعدها قام بدفعها للخلف لترتطم بالخزانة وهو يقول بحزن:عمري ما تخيلت إني هاعمل كدة مع أخويا وتكوني إنتي السبب،الوحيدة اللي حبتها هي كانت السبب فى فراقي عن أخويا" ثم تركها وسار خارجاً من الغرفة يشعر بأن الشياطين تتراقص أمام وجهه وماذا فعل مع أخيه وكيف سيصلح ذلك الوضع،لم يعد قادرا على التفكير خرج من الڤلة وركب سيارته يهرب من كذبها وخداعها ومن كلامه لأخيه ومن كل شيء
_كانت دموعها تغزو وجهها لم تدري ما الذي يجب عليها فعله لقد خربت كل شيء هي المسؤولة الوحيدة ،لا؛ هي يجب أن توضح له كل شيء
"لا يايوسف لا أنا ما كنش قصدي كل ده والله لو أعرف إن كل ده هايحصل ما كنت عملت كدة يايوسف"
_فجأة سمعت رنينا صادراً من هاتفها لتمسح دموعها وتتناوله بين يدها وهي تقول
"مين معايا"
_"مدام وعد،معاكي سامح من مسابقة the chief of the year حضرتك الاختبارات هاتبدا من بكرة وفى أتوبيس هاتاخد المتسابقات من ادام بيتهم ولسة عرضنا قائم لحضرتك،حضرتك لسة حابة تشاركي معانا؟"
_فكرت قليلاً من كان يخبرها أن لا تشترك وأنها لا تحتاج للقيام بذلك لأنه موجود بجوارها ولأن بيتها وزوجها أولى بها ولكن أين هو زوجها الآن مع أول خطأ بسيط لها قام بتركها خلفه ولم يتناقش معها أو يحاول الفهم منها،ابتسمت بسخرية وجال بخاطرها
"عاوزني أقعد فى البيت عشان أكون قليلة الحيلة ولما يسيبني ما أكونش عارفة أتصرف من غيره لا يايوسف لا اللي إنت بتفكر فيه مش هيحصل أنا هاثبتلك مين هي وعد"
"الو يافندم حضرتك معايا،حضرتك روحتي فين"
_ابتسمت وقالت بهدوء
"معاك،انا موافقة وهاشترك فى المسابقة دي"
__________
_دلفت إلى الغرفة وهي تركض خلفه لتراه واقفاً فى شرفته ينظر أمامه بشرود
_اقتربت منه وهي تبسط كفها على كتفه وتقول بهدوء
"ما تزعلش من يوسف إنت عارف إنه عيل ومش فاهم حاجة يعني"
_ابتسم بسخرية وقال
"يوسف كبر ياحور وما بقاش طايقني وبيني وبينك عنده حق أنا باتحكم فيه زيادة عن اللزوم أنا اللي كنت غلط من الأول إني اعتبرته عيل صغير، الغلطان ياحور"
_وقفت على أنامل أصابعها لتعانقه وهي تقول بألم
"إنت حنين أوي ياتيم إنت أحن واحد فى الدنيا دي كلها،عشان كدة غصب عنك من خوفك علينا بتبقى مش عايز أي حد يقرب مننا،وانت بتعمل كدة مع يوسف مش عاوز ناموسة تقرب منه وهو أكيد عارف كدة بس هو اتعصب شوية ما تزعلش منه وصالحه وأنا واثقة إنك عمرك ما هاتفرط فى أخوك بالسهولة دي"
_دفن وجهه فى عنقها يستشعر منها الأمان هو بطوله وهيبته يستمد أمانه وحمايته من هذا الجسد الصغير ليبتسم ويقول
"وجودك جنبي هو اللي مصبرني ياحور"
_شددت من إحتضانه وهي تقول بحنان
"وهي حور ليها وجود من غير تيم؟"
_ربت على ظهرها بحنان بالغ وهو يقول
"ولا تيم ليه وجود من غيرها والله"
_______________________
_فى الصباح الباكر قامت وتهندمت وارتدت أفضل ما لديها ووقفت تنظر لنفسها فى المرآة وهي تقول بتحدي
"هاثبتلك نفسي يايوسف هاثبتلك اني مش واحدة هبلة بتضحك عليها بكلمتين حلوين وهاتجبرها تقعد تستناك فى البيت ياسي السيد"
وبالفعل خرجت وهي تشعر بسعادة بالغة ف ها هي الآن فى طريق تحقيق حلمها
_خرجت إلى الطريق لتبتسم بسعادة عند رؤيتها لأتوبيس كبير يقترب منها موضوع عليه بأكمله اللاصق الخاص بالمسابقة،وكانت خائفة من ركوبها لوحدها ولكن تلاشى خوفها تماماً عند رؤيتها لبعض الفتيات يجلسن بداخل الأتوبيس
_بعد ركوبها جلست على كرسي بجوار النافذة وهي تراقب الطريق بسعادة وتبتسم تفكر بنفسها وهي تحمل كأس المسابقة لكونها أفضل طاهية فى العالم كله والكل يهتف باسمها ويوسف يقف بعيداً ينظر نحوها بفخر ويطلب مسامحتها لانه كان سيمنع عنها الإشتراك فى تلك المسابقة،كل هذا أحلام جميلة بدأت ترسمها بمخيلتها ولكن بعد خمس دقائق تقريباً بدأت تتثاءب يبدوا أنها لم تنم جيدا بسبب فرحتها للمشاركة فى المسابقة ولكن لما تشعر بأن الرؤية أصبحت مشوشة لم تعد تسمع أي شيء وغطت فى نوم عميق
_كان يقف ذلك الملثم يرتدي ملابس سوداء وينظر نحوها بشر وهو يقول
"مش عارف ابن الأنصاري متجوز واحدة غبية دي ازاي بجد الله يكون فى عونه مش هاتجبله غير المشاكل"
وبعدها ابتسم وعيناه تلتمع بالخبث وهو يقول
"استنى عليا ياابن الأنصاري وحياة أبويا لأندمك على اليوم اللي اتولدت فيه،وريني هاتنجد السنيورة هي واللي فى بطنها إزاي"
__________
يتبع........
إيه رأيكم فى البارت...
البارت طويل أهو عاوزة تفاعل حلو بقى....
مستنية كومنتاتكم بلاش تراقبوا فى صمت ممكن🏃🏻‍♀️....
بجد أي كومنت فى دعم منكم بيفرحني جامد والله🥺💕💕💕
دعم ها دعم عشان الشغف ها الشغف🙄
فى نجمة تحت كدة دوسوا عليها وانتم معديين🙄
الميمز هاتكون على جروبي مستنياكم هناك إن شاء الله...
مستنية كومنتاتكم وآرائكم....
مساءكم حلو.....

صمودٌ أم فرار.....الجزء الثاني من(حتماً ستخضعين لي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن