علي احدي الطرق
يقف ذلك الطفل امام احد المتاجر باعين لامعه راغبه في تلك الحلوي
تلك الحلوي التي طالما يقف ناظرا إليها ليس مطلوبا منه أن يتمتع بطعمها وأنما امثاله عليه أن يتمتع بجمالها فقطهكذا فرضت عليهم الحياه
فرضت عليهم الذل والمهانه
فرضت عليهم العذاب والقهر
فرضت عليهم القسوه والحرمان
فرضت وفرضت وفرضت
وما عليهم الا السكوتمد وسيم يده يلمس ذلك الزجاج الذي يقع خلفه الحلوي ولكنه ابعدها سريعا عند سماعه صوت البائع يصرخ به بغضب شديد واتجه اليه يزيل يده باشمئزاز دافعا اياه للخلف جعلت وسيم يرتد علي أثر تلك الدفعه ويسقط أرضا ناظرا اليه بضعف وعجز وقله حيله
ولكن هيهات ان يصمت ذلك الأسد الجريح عما رآه
اندفع اليه سريعا يترك ما في يده متجها الي ذلك الذي تعدي خطوطه الحمراء وهو يزأر بغضب شديد وأعين حمراء جعلت فارس يهتف بتهدئه " إهدي يا سليم"نظر اليه سليم بغضب فابتلع فارس ريقه سريعا متفهما قصد أخيه واتجه سريعا يحمل أخاه الصغير الذي علق نظراته علي ذلك البائع بشماته مما سيحدث له من أخيه الكبير الذي لا يرضي عليه نسيم الهواء بينما يرضي علي تنفسه الجحيم من أجلهم
نظر البائع اليه بسخريه مستهزءا بداخله مما يمكن أن يفعل ذلك الطفل الذي اكمل عمره الخامسة عشر توا واخذ ينقل نظراته المستهزئه بين قسمات وجهه هاتفا بسخريه أشد " امشي العب بعيد.. وخلي بالك من اخوك عشان لو قرب من المحل تاني مش هرحمه"
وبعد أن قال البائع هذا الكلام الساخر التفت بجسده عائدا الي محله ولكنه توقف شاعرا بأحد ما يمسكه من الخلف
ولم يكن سوي سليم الذي امسكه بعنف محكما قبضته عليه من الخلف جعلت البائع يهتف بغضب" انت بتعمل ايه يا ابن ال....................... "وقبل ان يكمل البائع شتائمه المتواصله كانت يد سليم المحكمه عليه قد شدته الي الأسفل فوقع البائع أرضا تحت ركبه سليم الذي كان يستهزا بعمره الصغير بينما هو الآن أصبح صغيرا ذليلا تحت قدميه
فعاد البائع يهتف بغضب وهو يحاول التفلت من قبضته" مش هرحمك والله مش هرحمك يا ابن ال..................."
تركه سليم ينفث عن غضبه بكلماته القذره مثل صاحبها وامسك به بعنف اكبر وقد خطي خطواته الصغيره يقف امامه بابتسامه ساخره تشكلت علي وجهه وقد هدأت لمعة عينه الغاضبه ولكنها لم تنطفأ بعد وتلك الإبتسامة الساخره الذي زادت من غضب البائع والذي زاد من غضبه اكثر هو ربط سليم ليديه من الخلف بقطعة حبل متوسطه يحملها في جيبه دائما وقت الحاجه وأشياء أخري ولكنه لم يستطع الإنتباه عليه لأنه كان مشغولا بإطلاق قصيده سبابته المتواصله جعلته يغفل عن يد سليم التي تركته لثواني وربطت يديه سريعا ومن ثم وقف امامه

أنت تقرأ
الكارثه الثلاثيه
Acakأعرفكم بنفسي.... أنا سليم... سليم البائس التعيس التي فشلت الشمعه حتي في اضاءه ظلمه حياتي الضائعه.. ولكن هذا ليس معناه انه ليس هناك من يضئ حياتي.... اخوتي هم نور حياتي وشمعتي التي لا يمكن أن تذوب الا اذا ذاب الجليد من حولها ولكنها اذا اذابت الجليد فس...