تبدء قصتنا الان فى مطار القاهرة الدولي حيث تعلن المضيفات عن وصول الطائرة الاتيه من لندن ليهبط الركاب فمنهم من أتى للسياحه و منهم من أتى لاتمام العمل و منهم من أتى بعد غربة سنوات طويله
لم يعتد على الغربه و لكنه اغترب عن أهله لعشر سنوات ولم يريهم وجهه ابدا عشر سنوات ولكن هل غيرت تلك المده اى شىء فى وطنه هل لازال كل شىء على ماكان سابقا
هبط ذلك الشاب ذو الاثنا و الثلاثون عاما و العيون السوداء و الرموش الطويله و الجسد الرياضى الذى اكتسبه منذ زمن و هو ينظر بلهفه فى كل شىء من حوله السماء والأرض حتى أنه سجد يقبل تراب وطنه الحبيب مصر ام الدنيا 🖤
ليهبط بعد فتاه ذات شعر نارى و عيون خضراء ناعسه و بيدها طفل يبلغ حوالى تسع سنوات ذا عين خضراء و شعر بنى مائل للاصفر
ليذهب الطفل و يمسك بالشاب و هو يهتف
..... : بابى هو انت بتصلى على التراب ليه
يوسف وهو ينظر لابنه بحنان : انا مش بصلى انا بحمد ربى أنه رجعنى تانى بلدى يا معاذ
معاذ : يعنى انا كمان اعمل ذيك
يوسف : لا يا حبيبي ... يلا يا تقى
تقى : يلا
ليمسك بيدها و بيده الأخري يمسك بابنه وهو لا يعلم هل سيكون كل شىء كما تركه هل لازالت تنتظره كما وعدته هل لازال عندها أمل أن اعود لها
ليركب سيارته و هو ينظر لكل انش فى تلك الأرض التى لم تختلف ابدا بل زادت دفئا
...........فى منزل بسيط جدا او دعونا نقول منزل كبير مكون من أربعة أدوار لنذهب لاول دور التى كانت أصوات الضحكات و الحكاوى الجميله تنبعث منه لنجد سيده كبيره فى العمر ولكنها لازالت محافظه على جمالها و عيونها السوداء و المزينه بكحل عربى
و يجلس بجوارها رجل كبير السن يرتل ايات الذكر الحكيم بخشوع و عيناه العسليتين تقطران دمع من الخشوع و يرتدى جلباب فضفاضو أمامهم تجلس فتاه تبلغ حوالى الثلاثين تقطع الخضروات و هى تتحدث الى السيده الكبيره
و أما فى المطبخ
دعونا نتطفل على هؤلاء الناس و نشتم رائحة الطعام الجميلة و هناك شعر كخيوط الذهب يتأرجح يمينا و يسارا و صوت جميل عذب يدندن بعض الاغانى
ليقطع هذا الصفاء صوت تحطم طبق و تلتفت تلك الملاك لتكشف عن وجهها الجميل بعينيها الفيروزيه و بشرتها التى تضاهى الحليب فى بياضها و رموشها الكثيفه
لتهتف الفتاه بغيظ : ااااه يا قمر تانى
قمر : اوبس
ماسه : انا مش قولتلك يا قمر تبعدى عن الاطباق
قمر : سورى يا مامى بس انا كنت عاوزه اجيب الشيكولاته الى فوق دى
ماسه : طب كونتى قولتى ليا انى اجيبها
قمر : بابى قالى مش تتعبى مامى و لا تطلبى منها حجات كتير
ماسه : بس انتى كده تتعورى ماشى
قمر : انا اسفه يا مامى
لتاخذها ماسه بحنان إلى الخارج و هى تقول
ماسه : و بعدين الشيكولاته مش هنا دى فى النيش تعالى اجيب ليكى
لتقفز هذه الطفله الصغيره بسعاده وهى التى أتمت عامها السادس منذ اسبوع وهى ذات عيون فيروزيه كعيون والدتها و شعر اسود حالك كسواد الليل و بيضاء كالثلج ولما لا فهى قمر اسم على مسمى
أنت تقرأ
انا كما كنت
Romanceعندما تبعدنا المسافات نظن ان الحب قد تبدد و لكنه يختفى للابد وكل ذلك بسبب القسوه و الحرمان وعندما تتعلق عيوننا بأشخاص آخرين لاول مره وتجد ملاذك داخل قلوبهم تقرر انك ستظل تحارب للوصول لهم مهما كانت الظروف المحيطة بك ليس الحب الاول دائما هو من يدوم...