١

10.3K 262 57
                                    





هنا ، لم يَصِل أحد قَطُّ بمحض الصُّدفة .
فهنا نهاية العالم ، أقصى جنوب " تشيلي " هذا الذي يمتد شريطاً مثل نسيج الدانتيل داخل مياه المحيط الهادئ الباردة .

على هذه الأرض كان كل شيء قاسياً ، موحشاً ، قد فعلت فيه الريح فعلها حتى بدا الحجر نفسه كأنه يتألم .

وعلى الرغم من ذلك ، وعلى مشارف الفلاة والبحر ، برز بناء صغير رمادي الجدران : إنها ضيعة " آل كيم " .


كان المسافرون الذين يبلغون المكان يَعجبون لوجود هذا المنزل الآهل فيه ، فكانوا ينحدرون إليه عبر الطريق ، ويطرقون الباب طالبين ضيافة ليلة ، وغالبا ما كان المسافر عالماً ، أو جيولوجياً حاملاً معه صندوق حصى ، أو فلكياً باحثاً عن ليل أدهم ، وقد يكون في بعض الأحيان شاعراً ، وبين الحين والآخر بائع مغامرات مستكشفاً .


كانت كل زيارة تُعد حدثاً نظراً لندرتها ، وكانت السيدة " كيم " بيديها المرتعشتين تسقي الزائر من جرة قد تقشر سطحها أما السيد " كيم " فكان يجتهد ليتبادل مع الغريب بعض الكلام كي لا يبدو فظاً ، ولكنه كان فظاً على الرغم من كل شيء .


وأما المرأة فكانت تسكب النبيذ إلى جانب الكأس ، وأما الريح فكانت تصفر بشدة من خلال الشبابيك المفككة حتى يُخال المرء أنه يسمع عُواء الذئاب .

إثر ذلك ، وحينما يُغادر المُسافر ، يوصد الرجل والمرأة بابهما متنفسين الصعداء ، فيعودان إلى سالف وحدتهما ، على هذه الأرض الموحشة ، بين الحجارة وعنف الطبيعة .

كان لِكيم فتى ، وهو صبي ولِد من دون حُب يُذكر ، وكان ينمو كما ينمو كل شيء على هذه الأرض ؛ أي ليس على أكمل وجه .


كان يمضي أيامه متعقباً الثعابين ، وكانت بشرته ذهبية جافة ، وأسنانه بيضاء كحبات الملح ،
وكان يسمى " تايهيونغ" ... " كيم تايهيونغ " .




إنه هو من لمح الرجل مقبلاً ، من بعيد ، في الطريق ، ذات يوم حار من شهر يناير .


وهو من هرع إلى أبويه منبهاً إياهما إلى أن غريباً قد أقبَل ، ولكنه لم يكن هذه المرة لا جيولوجياً ولا تاجر أسفار ولا حتى شاعراً ،
إنما كان " جيون جونغكوك " .


وهو صعلوك محتال سفاح ، وكغيره لم يكن قد وصل إلى هذا المنزل في أقصى الأرض بمحض الصدفة .



دموع ألقاتل |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن