...
كان تايهيونغ يضحك كلما ارتجَّت العجلة على الطريق وهو جالس في مُقدمة الجرّار فوق غطاء المُحرِّك وخلفه خيَّم على جونغكوك و ریکاردو صمتُ رجلين مُنهكين راضيين بما أنجزاه ، فقد تراجعت الأسئلة تحت وطأة التعب ، ولم يعد ريكاردو يحسُّ لهيبها على لسانه ، فأياً كان هذا الرجل ، ومهما فعل في حياته الماضية فقد حلَّ هنا على جذع الشجرة الميت ليثبت شرفه وشجاعته ، وهذا يكفي لیحسَّ ريكاردو بالطُمأنينة .
وحينما وصلوا وقد تراءى لهم المنزل رأوا شاحنة مُتوقِفة في ساحته تنتظر عودتهم ، نزل منها رجل ضخمٌ أشقر يلبس زيَّ عمل أزرق ، صاح قائلًا :
" مرحباً ! "أومأ له ريكاردو بإشارة ، في حين أحنى جونغكوك رأسه بحركة لاإرادية ليُخفي وجهه ، وعند الوصول إليه أوقف ريكاردو الجرار ، فقال الرجل الضَخم مُوضِحاً :
" لقد أرسلني مصنع الخشب . "فقال ریکاردو مستغرباً :
" ألم يستطع ألفريدو أن يأتي بنفسه ؟ "ردَّ الآخر قائلاً :
" يجب أن ينقل هذا الخشب إلى ' بويرتو ناتالیس'
دون تأخير ، إذ لن يُعالج في المصنع المعتاد ، أتريد رؤية وصل الطَّلبية ؟ "هزَّ ریکاردو رأسه مُوافقاً ، ورافق الرجل إلى الشاحنة ، فاستغلَّ جونغكوك ذلك ليقفز إلى الأرض ويأخذ تايهيونغ من يديه :
" تعالَ ، فلندعهما يُسوِيان أمورهما . "سار مع تايهيونغ إلى داخل المنزل الآمن ، فقد بدا واضحاً أن ريكاردو ينتظر شخصاً آخر ، وكان جونغكوك يشكُ في كلِّ شيء ، إذ نادراً ما كانت المفاجآت سارة للقتلة ، فانتصب قُرب نافذة خلف السَتائر ليُراقب ما سيفعله الضَخم الأشقر ، فرأى ريكاردو يتفحَص أوراقاً ويُمضي ورقة بنظيرتها ، ثم يساعد الرجل على نزع السُيور التي تشدُّ قطع الشجرة في المقطورة .
طلب تايهيونغ أن يعود إلى الخارج ليحضر عملية نقل الخشب إلى الشاحنة ، فصدَه جونغكوك عن ذلك بنظرة حازمة .
رأى تايهيونغ يدي جونغكوك تُسرعان إلى صدره وتحومان كحشرات هائجة حول نور ساطع ، أما أصابعه فكانت كأرجل الجراد ، أو كلَّابات مُتحفِزة للانقضاض على مقبض السِّكين ، ففهم أنه يعود إلى سالف عهده ، لذلك هزَّ تايهيونغ كتفيه واتَّجه إلى الأريكة الوثيرة وتكوَر فوقها ، وبعد برهة تحرَّكت الشاحنة وسُمِعَ صوتها وهي تبتعد على الطريق حاملة معها الشجرة الأخيرة ومخاوف جونغكوك .
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesíaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...