حلَّ يناير من جديد ، وتفتَّحت نباتات تَبغ لويس ، وتشققت أرض المزرعة تشقُق طلاء قديم ، واختلطت حبات البطاطس بالحصى ، وبدت على عنزتين علامات الهَرَم ، وخبَا تألقُ عيني تايهيونغ ، ولم يعودا كقسطلتين نضرتين ، والتأمت جراح كتف جونغكوك ، وبرزت كومة تراب صغيرة إلى جانب الأكَمة .
كان جونغكوك ولويس يمضيان لحظات طويلة يُدخِّنان على عتبة الباب تغشاهما أشعة شمس الغروب في ذلك الجو الثَّقيل ، فكان لويس يحضُّ تايهيونغ على معاودة التعلم لينسيه حزنه .
فهو قد تعلَّم بعد كتابة : " تايهيونغ ، جونغكوك ، لويس ، تشيلي ، ثعلب ، سكين " .
وسأله لويس وهو يفتح جرابه :
"أتريد أن أتعلَّم كلمة جديدة؟ "
" لا أعرف . "
" هناك كلمات لا تُحصى ، ولكن حروف كتابتها قليلة ، ولن تشقَّ عليك معرفتها كلها . "
اقترب جونغكوك منهما وقد سلَّم بالأمر ، فلم تعد الأوراق والأقلام تُخيفه ، وكلُّ ما يرجوه أن يرى ابتسامة ترتسم على شفتي تايهيونغ ،كلفه ذلك ما كلفه .
فقال له مُشجعاً إياه :
" هيا تايهيونغ ، أرني ما أنت فاعل . "
" أتهتمُّ فعلاً بالأمر ؟ "
" أجل . "
أخذ تايهيونغ القلم الأسود مُرتاباً ، " جونغكوك ، تشيلي ، ثعلب ، سكين ... " تساقط شعره المُتلبد على الورقة ، وانزلقت خصلات منه لتئِزَّ تحت سن القلم ، فكان يهز رأسه ليردها إلى الخلف .
كان جونغكوك يمعن النظر إلى وجهه ، كم يبلغ من العمر هذا الفتى يا ترى ؟ ندم جونغكوك على قتله الأم كيم ، دون أن يطرح عليها هذا السُّؤال .
" كم يبلغ تايهيونغ من العُمر برأيك يا لويس ؟ "
كان درس الكتابة قد انتهى ، وخرج تايهيونغ تاركاً الرجلين وحدهما ، قال لويس :
" أقول ... ستة عشرة سنة ، سبعة عشرة سنة ،
أهذا صحيح ؟ "" لا أعرف . "
" أنت والده ولا تعرف شيئاً ؟ كيف يمكن ذلك ؟ "
تذكر جونغكوك أنه قد ترك هذه الكذبة مُعلقة منذ اليوم الأول الذي ناداه فيه تايهيونغ بـ " أبي " ، ليمنعه من اقتراف جريمة قتل جديدة ، فاكتفى بالإجابة :
" ليس الآباء أمهاتٍ . "
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesíaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...