٦

2K 111 20
                                    




حلَّ يناير من جديد ، وتفتَّحت نباتات تَبغ لويس ، وتشققت أرض المزرعة تشقُق طلاء قديم ، واختلطت حبات البطاطس بالحصى ، وبدت على عنزتين علامات الهَرَم ، وخبَا تألقُ عيني تايهيونغ ، ولم يعودا كقسطلتين نضرتين ، والتأمت جراح كتف جونغكوك ، وبرزت كومة تراب صغيرة إلى جانب الأكَمة .

كان جونغكوك ولويس يمضيان لحظات طويلة يُدخِّنان على عتبة الباب تغشاهما أشعة شمس الغروب في ذلك الجو الثَّقيل ، فكان لويس يحضُّ تايهيونغ على معاودة التعلم لينسيه حزنه .

فهو قد تعلَّم بعد كتابة : " تايهيونغ ، جونغكوك ، لويس ، تشيلي ، ثعلب ، سكين " .

وسأله لويس وهو يفتح جرابه :
"

أتريد أن أتعلَّم كلمة جديدة؟ "


" لا أعرف . "

" هناك كلمات لا تُحصى ، ولكن حروف كتابتها قليلة ، ولن تشقَّ عليك معرفتها كلها . "


اقترب جونغكوك منهما وقد سلَّم بالأمر ، فلم تعد الأوراق والأقلام تُخيفه ، وكلُّ ما يرجوه أن يرى ابتسامة ترتسم على شفتي تايهيونغ ،كلفه ذلك ما كلفه .

فقال له مُشجعاً إياه :
" هيا تايهيونغ ، أرني ما أنت فاعل . "


" أتهتمُّ فعلاً بالأمر ؟ "


" أجل . "


أخذ تايهيونغ القلم الأسود مُرتاباً ، " جونغكوك ، تشيلي ، ثعلب ، سكين ... " تساقط شعره المُتلبد على الورقة ، وانزلقت خصلات منه لتئِزَّ تحت سن القلم ، فكان يهز رأسه ليردها إلى الخلف .

كان جونغكوك يمعن النظر إلى وجهه  ، كم يبلغ من العمر هذا الفتى يا ترى ؟ ندم جونغكوك على قتله الأم  كيم  ، دون أن يطرح عليها هذا السُّؤال .

" كم يبلغ تايهيونغ من العُمر برأيك يا لويس ؟ "

كان درس الكتابة قد انتهى ، وخرج تايهيونغ تاركاً الرجلين وحدهما ، قال لويس :
" أقول ... ستة عشرة سنة ، سبعة عشرة سنة ،
أهذا صحيح ؟ "

" لا أعرف . "

" أنت والده ولا تعرف شيئاً ؟ كيف يمكن ذلك ؟ "

تذكر جونغكوك أنه قد ترك هذه الكذبة مُعلقة منذ اليوم الأول الذي ناداه فيه تايهيونغ بـ " أبي " ، ليمنعه من اقتراف جريمة قتل جديدة ، فاكتفى بالإجابة :
" ليس الآباء أمهاتٍ . "

دموع ألقاتل |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن