١١

1.3K 80 3
                                    











عادا إلى الفندق مع آخر أشعة شمس النهار ، وقد ملٱ بطنيهما ، وأيديهما باردة ، وعيونهما تلمع ، وقلباهما مُتهيِّجين تهيُّج بقعة في الجلد .

في القاعة الكبرى ، كانت الطاولات مرَتبة قد كستها أغطية مُزوَقة بمُربَعات بالية ، مُبقعة ، عليها أطباق غائرة تُتَخذ للحساء ، وأباريقُ شراب .


كانت داليا ولويس يتبادلان القُبَل قرب المدفأة ، ويداهما مُتضامَّتان ، غير مُكترثين برائحة الثُّوم المطبوخ الذي أخذ في اجتياح كامل القاعة .

قال لويس مُعلقاً :
" كنت قد بدأت أقلق عليكما . "

فقال جونغكوك وهو يخلع معطفه :
" هذا واضح ! "

ثم أضاف لويس قائلًا :
" تعال هنا ، تايهيونغ ! "


اقترب الصغير من النار خجلًا .
" هل اعتنى بك جونغكوك جيداً ؟ "

" أجل . "


" هل شاهدت السُّفن ؟ "

" أجل . سـ.فـ.يـ.نـ.ت. "


علت وجه لويس ابتسامة عريضة :
" حسناً ، حسنًا جداً ! "

قهقهت داليا وهي تضع يديها على فمها ، وقال لويس شارحاً ، ولكن في شيء من السُخرية :
" لا تُكتب سفينة هكذا تماماً . المُهم أنني فهمت ما أردت قوله ، أليس كذلك ؟ فلنحتسِ شيئاً ! "

نهضت داليا لتجلب كؤوساً وقِنينة شراب من المطبخ ، :
" غداً ، يوم مُهمٌ ، سنذهب إلى سوق الدَواب باكراً ، قبل أن يطلع النهار ، سترى ، ستُباع أفضل الحيوانات قبل الزَوال . "


فكر تايهيونغ بما الذي سيحدث بعد السُّوق ؟ هل ستعود معهم داليا كي تسكن معهم في المنزل المنعزل ؟ يجب إذن أن يكون هناك حصان آخر .

اتخذ الأربعة مكانهم حول طاولة ، ثم سكبوا الشراب في الكؤوس ، وأخذ تايهيونغ في الاسترخاء شيئاً فشيئاً ؛ فقد عاد الدِفء إلى جسمه الآن ، ارتمى على صدر جونغكوك الذي لم يعترِ وجهه ذلك المساء انقباضه المعهود ، كان القاتل يضحك ويتبادل النَّخب ، سعيداً ، وحميمياً مثل الرجال النبيلين .

انضم إليهم صاحب الفندق ، وحكى حكايات عن عمله ، حدَّثهم بأنه منذ ثلاثين سنة ، من يوم أن فتح دُكاناً في بونتا أريناس ، مرت به أشياء غريبة ، فمن هنا كانت تنطلق بعثات المغامرين : من بحارة الأشرعة أو المجاديف ، ومغامرين من مختلف المجالات ، من مظليين ، وعُشاق التَزحلق على الأمواج ، وكلِّ مفتون بأقصى النِّصف الجنوبي للكرة الأرضية ، مُخاطرين بحياتهم وأموالهم في سبيل تحقيقٍ غير مؤكد لأحلامهم .

دموع ألقاتل |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن