عادا إلى الفندق مع آخر أشعة شمس النهار ، وقد ملٱ بطنيهما ، وأيديهما باردة ، وعيونهما تلمع ، وقلباهما مُتهيِّجين تهيُّج بقعة في الجلد .
في القاعة الكبرى ، كانت الطاولات مرَتبة قد كستها أغطية مُزوَقة بمُربَعات بالية ، مُبقعة ، عليها أطباق غائرة تُتَخذ للحساء ، وأباريقُ شراب .
كانت داليا ولويس يتبادلان القُبَل قرب المدفأة ، ويداهما مُتضامَّتان ، غير مُكترثين برائحة الثُّوم المطبوخ الذي أخذ في اجتياح كامل القاعة .قال لويس مُعلقاً :
" كنت قد بدأت أقلق عليكما . "فقال جونغكوك وهو يخلع معطفه :
" هذا واضح ! "ثم أضاف لويس قائلًا :
" تعال هنا ، تايهيونغ ! "
اقترب الصغير من النار خجلًا .
" هل اعتنى بك جونغكوك جيداً ؟ "" أجل . "
" هل شاهدت السُّفن ؟ "" أجل . سـ.فـ.يـ.نـ.ت. "
علت وجه لويس ابتسامة عريضة :
" حسناً ، حسنًا جداً ! "قهقهت داليا وهي تضع يديها على فمها ، وقال لويس شارحاً ، ولكن في شيء من السُخرية :
" لا تُكتب سفينة هكذا تماماً . المُهم أنني فهمت ما أردت قوله ، أليس كذلك ؟ فلنحتسِ شيئاً ! "نهضت داليا لتجلب كؤوساً وقِنينة شراب من المطبخ ، :
" غداً ، يوم مُهمٌ ، سنذهب إلى سوق الدَواب باكراً ، قبل أن يطلع النهار ، سترى ، ستُباع أفضل الحيوانات قبل الزَوال . "
فكر تايهيونغ بما الذي سيحدث بعد السُّوق ؟ هل ستعود معهم داليا كي تسكن معهم في المنزل المنعزل ؟ يجب إذن أن يكون هناك حصان آخر .اتخذ الأربعة مكانهم حول طاولة ، ثم سكبوا الشراب في الكؤوس ، وأخذ تايهيونغ في الاسترخاء شيئاً فشيئاً ؛ فقد عاد الدِفء إلى جسمه الآن ، ارتمى على صدر جونغكوك الذي لم يعترِ وجهه ذلك المساء انقباضه المعهود ، كان القاتل يضحك ويتبادل النَّخب ، سعيداً ، وحميمياً مثل الرجال النبيلين .
انضم إليهم صاحب الفندق ، وحكى حكايات عن عمله ، حدَّثهم بأنه منذ ثلاثين سنة ، من يوم أن فتح دُكاناً في بونتا أريناس ، مرت به أشياء غريبة ، فمن هنا كانت تنطلق بعثات المغامرين : من بحارة الأشرعة أو المجاديف ، ومغامرين من مختلف المجالات ، من مظليين ، وعُشاق التَزحلق على الأمواج ، وكلِّ مفتون بأقصى النِّصف الجنوبي للكرة الأرضية ، مُخاطرين بحياتهم وأموالهم في سبيل تحقيقٍ غير مؤكد لأحلامهم .
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesíaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...